احدث الاخبار

أردوغان، أترتضي زعامة العرب؟

أردوغان، أترتضي زعامة العرب؟
اخبار السعيدة - بقلم - الدكتور فايز أبو شمالة         التاريخ : 27-01-2010

نحن لا نصنع القادة، وإنما الزعماء يصنعون أنفسهم من خلال مواقفهم، وتصرفاتهم، ونحن لا نصفق للأسماء الكبيرة، لأنها تلمع، ولا نعطي للشخصيات الانتماء، والوفاء، وإنما نحن العرب الذين نلهث خلف من يعبئ الفراغ الذي خلفته سنوات المذلة في نفوسنا، ولا نخجل أن نقول: يا "رجب طيب أردوغان" أنت قائدنا، وعبرت عن مشاعرنا العربية منذ تلك اللحظة التي وقفت فيها في "دافوس" تتحدي الكذاب اليهودي "شمعون بيرس" وتدافع عن غزة.

 لقد هتفت من خلفك أمة العرب: يا قائدنا، يا طيب، أنت الذي تعبر عن وجداننا، وتحاكي ضمائرنا، لتشهق صدرونا الهواء الذي استنشقت، وتقول بلساننا ما قلت، دون أن نهتم بموطنك، فلا بأس إن كنت تركياً، أو كنت سودانياً، أو جزائرياً، فنحن أمة مزقت وحدتنا هذه التسميات التي أعطت لإسرائيل شرعية الوجود، وقوة والحضور.


نحن الفلسطينيين نقف ضد إسرائيل، وهي عدونا، لذا نحن أول من يبايع من ينشل ذاتنا من أسمائنا؟ ونقف خلف من يحمل فأس الكرامة لتهشم رأس من لا يضر ولا ينفع من أصنام التردد، والضعف الذي استوطن قلوبنا سنوات. فإذا بك أنت إمامنا، ولا نلزم أنفسنا بالصلاة خلف من لا يحسن الوضوء، ولا الصلاة، ولا الولاء لهذه الأوطان وأديانها، وعاداتها، وأخلاقها، أولئك الذين ولوا وجوههم صوب محراب "سايكس بيكو، ولينين، وسان ريمو، والجنرال ألنبي، وجلوب باشا، وكيث دايتون"، لتقف أمة محمد في الصلاة خلف من يتبع سنة بن عبد الله، ويقرأ عليهم قرآن الولاء والانتماء باللغة العربية، فنحن أمة لا تحب المستوردين من خارج الدين الإسلامي، لذا أحببناك يا طيب أردوغان، ولا غضاضة عندنا إن كنت مصرياً أو شامياً أو من بلاد اليمن أو الحجاز أو المغرب، فنحن أمة العرب الذين داست كرامتها إسرائيل، وتحكمت في نبضات قلوب أطفالهم، ورسمت له حدودهم، وحددت أسماءهم، ومعارفهم، وموعد حجيجهم، وحدود دولهم التي تنسجم مع دولة إسرائيل.


نحن العرب الذين تاهوا عن ماضيهم، وافتقدوا حاضرهم، وحسبوا أن لهم كرامة، فإذا بهم فائض شعب لفائض اتفاقيات مذلة، نحن أمة العرب التي تعيش في تجمعات بشرية بلا رمز قيادي، تفتش عن القائد، وتستنهض الزعيم حتى ولو كان تركياً، أو إيرانياً، أو أفغانياً، أو صومالياً، المهم ألا يكون من أتباع الرئيس أوباما، أو من رجال اليهودي نتانياهو، أو صديقا لبلير، وسركوزي، وبرلسكوني، وميركل ومن لف لفّهم، وقبّل كفّهم، وقَبِلَ عطاياهم، ليضع اللجام الغربي في فمه، والرسن الإسرائيلي في رقبته.

عدد القراءات : 2050
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات