جليد ثلجي سريع الذوبان والشرفاء يتطهرون من حزب المؤتمر وحكومته
يدرك المتابع اليوم للوضع الذي يعيشه نظام الرئيس صالح، أنه يمر بحالة من الانهيار المتسارع، إنه يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة، يبدوا كجليد ثلجي شديد الذوبان والتأثر بعوامل التعرية التي أظهرته على حقيقته، حقيقة أنه نظام هش ومترهل.
ومع تسارع الأحداث يبرز للمتابع تلك السرعة الكبيرة التي يتهاوى به النظام الذي حالفه حظ البقاء في الحكم 33 عاماً. إنه نظام فردي خاضع للمزاج الشخصي، غير مؤسسي وسيكون بالتأكيد عدماً بسقوط الرأس الواحد (صالح).
وينسحب ذات الأمر على الحزب الحاكم أو بالأصح حزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام)، الحزب الذي عاش بمعية رئيسه الأبدي محترف العيش على المتناقضات وضمان البقاء من استغلال الخلافات والصراعات وشراء الولاءات، بعد عمر مديد من الرقص على ما يسميه "الرقص على رؤوس الثعابين".
لم يفق الحاكم من صدمة تخلي من كان يحتسبهم أتباع وأصدقاء وموالين وأنصار، وجد نفسه وحيداً مكشوف الظهر، الشرفاء عجلوا بالتوبة والتبروء عنه وتطهير أنفسهم من وسخ استبداديته ووحل الحكم الفردي والعائلي الذي أتقن فن هندسة إخراج الملكية الإمامية بثوب الملكية الجمهورية. وما فعله الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر –رئيس مجلس التضامن- ليس ببعيد، أعلن أمام العالمين تطهره من الانتماء للمؤتمر الشعبي، وقال بكل شجاعة وثبات أنه يكفي كذب ودجل، معلناً عن حتمية وواجبية العمل على إسقاط النظام.
وزراء وقيادات حزبية عليا ونواب وأعضاء مجلس شورى ومجالس محلية ووكلاء ومحافظين، وقيادات عسكرية وضباط، أعلنوا استقالاتهم من حزب الحاكم وانضمامهم إلى ثورة التغيير السلمي، ثورة الشباب المنتفض للمطالبة بإسقاط نظام صالح.
ونسرد هنا بعض الاستقالات التي قدمت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء فقط:
300 جندي من اللواء 17 مشاه، أعلنوا انضمامهم للثورة، ومدير عام أوقاف محافظة عمران القاضي محمد عبدالخالق حنش، أعلن استقالته من منصبه ومن حزب المؤتمر وانضم للثورة.
وزير الأوقاف القاضي حمود الهتار قدم استقالته من الوزارة ومن المؤتمر الشعبي العام.. مدير عام أوقاف محافظة عمران استقال من منصبه وأعلن انضمامه للثورة.. مدير مديرية قارة بمحافظة حجة استقال من منصبه ومن المؤتمر.
الدكتور محمد الدهمشي –عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر- و7 دكاترة جامعيون استقالوا من المؤتمر.
مدير عام خدمات المكلفين بمصلحة الضرائب بمحافظة حجة أحمد مذكور، استقال من المؤتمر.
السفير عبدالله أحمد نعمان، استقال من مفوضية اليمن لدى الأمم المتحدة بجنيف.