احدث الاخبار

الإعلام وإدارة الثـورة الشبابيـة

الإعلام وإدارة الثـورة الشبابيـة
اخبار السعيدة - إعداد - الدكتورة سامية عبدالمجيد الأغبري         التاريخ : 02-04-2011

يؤدي الإعلام في عصرنا الحالي دوراً لا يستهان به في التأثير على الجمهور سلباً وإيجاباً حيث تقوم ورسائل الإعلام بوظائف عديدة في عملية التنشئة الأسرية والتنشئة الاجتماعية (البيت والمدرسة والجامع والجامعة).

ولا يقتصر دور الإعلام عند هذا الحد بل أن دورة تجاوز ذلك فأصبح مساهماً فاعلاً في عملية التغيير المجتمعي.

ويمكن للإعلام بوسائله المختلفة ( صحافة ، إذاعة ، تلفزيون(فضائيات) ، وانترنت وخاصة المواقع الإلكترونيات كالفيس بوك وغيرها..) أن يدير الانتفاضات والثورات ، ويساهم في تغيير الأنظمة وإسقاطها.

لقد بدأت تتحقق على أرض الواقع على المستوى العالمي وخاصة في عالمنا العربي نظرية المشاركة الديمقراطية وخاصة في المجال الإعلامي والتي تعنى أن الجمهور لم يعد متلق سلبي للرسالة الإعلامية ولكنه أصبح فاعلاً إيجابياً في العملية الاتصالية.

وظهر مصطلح جديد وهو ما يسمى بــ (المواطن الصحفي) وذلك بفضل تطور تقنيات ووسائل الاتصال والإعلام ، والتزاوج بين وسائل الإعلام والاتصالات.

وأدى ذلك إلى كسر احتكار المهنيين لوسائل الإعلام ، وسياد الإعلام بمفهومه التفاعلي بين القائمين بالاتصال والجمهور.

وتعد الثورة الشعبية (الشبابية) الحالية في بلادنا من أهم الثورات التي اعتمدت على وسائل الإعلام في عملية التصعيد السلمي لهذه الثورة الصامدة والتي كسرت حاجز الخوف من الاستبداد بكل أشكاله.

ومن هذا المنطلق سنتطرق في هذه الورقة إلى ثلاثة محاور رئيسية تصب في قالب الإعلام وإدارة الثورة الشبابية على النحو التالي:-

1. طبيعة الخطاب الإعلامي للثورة الشعبية (الشبابية).

2. كيفية مواجهة الخطاب الإعلامي المضاد للثورة الشبابية داخلياً وخارجياً .

3. آلية التواصل مع الإعلام بوسائله المختلفة داخلياً وخارجياً من قبل شباب الثورة.

أولاً: طبيعة الخطاب الإعلامي للثورة الشعبية (الشبابية):

نظراً لما للإعلام من أهمية قصوى في إدارة وإنجاح الثورة الشبابية فإن التركيز على طبيعة الخطاب الإعلامي يعد عنصراً أساسياً في هذا السياق.

ولذلك ينبغي أن يتسم الخطاب الإعلامي للثورة الشعبية (الشبابية) بطابع جديد يتواكب مع مطالب شباب الثورة ، ويستلهم الروح الشبابية للثورة بكافة احتياجاتها وأهدافها وتطلعاتها المستقبلية في التغيير نحو الأفضل على النحو التالي:

- أن يتخلى الخطاب الإعلامي للثورة عن الأسلوب الإنشائي ذو العمومية المفرطة ، ويعتمد على الأسلوب العلمي والعقلاني في الطرح.

- يتجنب قدر الإمكان الأسلوب الدعائي لفئة أو حزب أو مذهب أو منطقة أو قبيلة أو شخصية بعينها.

- أن يكون الخطاب الإعلامي للثورة متنوعاً يعكس رؤية مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية المشاركة في الثورة وفي طليعتها فئة الشباب.

- العمل على بلورة أفكار ومضامين مشتركة للثورة من خلال التركيز على القواسم المشتركة بين مختلف الحركات والائتلافات الشبابية في ساحات التغيير والحرية.

- عدم تضخيم التباينات بين الحركات الشبابية ومعالجتها بأسلوب ديمقراطي من خلال تعميق الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر.

- والأهم أن يتخلص خطاب الثورة الإعلامي من سلبيات الخطاب الإعلامي السابق للثورة بحيث يتسم بالمصداقية والدقة والموضوعية والالتزام بمبادئ وأهداف الثورة الشبابية.

- أن يكون الخطاب الإعلامي للثورة مستوحى من الميدان الثوري ويتابع المستجدات على ساحات التغيير والحرية أولاً بأول ودون تأخر.

ثانياً: كيفية مواجهة الخطاب الإعلامي المضاد للثورة الشبابية داخلياً وخارجياً:

قبل أن نوضح كيفية مواجهة الخطاب الإعلامي المضاد للثورة داخلياً وخارجياً يجدر بنا أن نقوم بتحليل وكشف طبيعة وأهداف ونوايا الخطاب المضاد للثورة وتعريته على النحو التالي:

1. الرد الفوري على الشائعات وعلى محاولة استغلال نقاط الضعف والتباينات المشروعة بين مختلف الحركات والائتلافات الشبابية من خلال الآتي:

أ‌. الاستناد إلى الوقائع والحقائق المدعمة بالأدلة والبراهين والمنطق السليم في كشف مزاعم أو اتهامات الخطاب المضاد للثورة.

ب‌. البعد عن الطابع الانفعالي واللغة الهابطة في خطاب الثورة الإعلامي كالألفاظ البذيئة التي تضعف من جوهر الثورة الأخلاقي والحضاري الراقي.

2. التركيز على القضايا الجوهرية في خطاب الثورة الإعلامي والتي تخاطب وجدان الجماهير وعقولهم ، وعدم الإنجرار وراء الجوانب الهامشية التي تبعد الناس عن التركيز على الأهم فالمهم فالأقل أهمية أي (ترتيب الأولويات).

3. تقسيم المختصين بالشأن الإعلامي للثورة إلى مجموعات تهتم كل مجموعة بجانب من الجوانب الآتية:

- المجموعة الأولى: تهتم بتعزيز صمود الثورة والمعتصمين وتقوية معنوياتهم.

- المجموعة الثانية: تختص بتفنيد ودحض أراء واتهامات وشائعات الثورة المضادة والرد عليها فورياً.

- المجموعة الثالثة: تساهم في تعريف جماهير الشعب وبخاصة الصامتين بمبادئ وأهداف الثورة وأهمية انضمامهم للثورة.

- المجموعة الرابعة: تقوم بالتنسيق مع مختلف الائتلافات والحركات الشبابية في ميادين التغيير والحرية لتوحيد الخطاب الإعلامي من شعارات ومواقف في الإطار العام.

ثالثا: آلية التواصل مع الإعلام بوسائله المختلفة داخلياً وخارجياً من قبل شباب الثورة:

تعد آلية التواصل مع وسائل الإعلام من قبل الثوار في ساحات التغيير والحرية وخاصة الشباب مهمة جداً لتحقيق النجاح للثورة الشعبية (الشبابية) ويمكن تحقيق التواصل عبر ما يلي:

1. التعرف على أعضاء اللجنة الإعلامية في ساحات التغيير والحرية بحيث نضمن أن تكون ممثلة تمثيلاً حقيقياً وواقعياً لكافة مكونات الثورة الشبابية بمختلف توجهاتهم الفكرية وفئاتهم الاجتماعية.

2. التنسيق بين المراكز الصحفية والإعلامية الموجودة في ساحات التغيير والحرية ومعرفة برامجها وخططها للخروج برؤية مشتركة.

3. الكشف عن أي عناصر تحاول تشويه الحقائق والإساءة لشباب الثورة.

4. تواصل جميع الائتلافات والحركات الشبابية أولاً بأول مع المراكز الإعلامية واللجنة الإعلامية العليا ورفدها بالمعلومات والأخبار بصورة سريعة.

5. الاتفاق على شخصيات تمتلك قدرات إعلامية للتخاطب مع وسائل الإعلام الداخلية والخارجية بغض النظر عن انتمائهما الفكرية والحزبية فالأهم الكفاءة الإعلامية والالتزام بمبادئ وأهداف الثورة الشعبية (الشبابية) أي الالتزام بخط الثورة.

ولكي يتمكن الثوار الشباب من إيصال صوتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة داخلياً وخارجياً، وإدارة الثورة بشكل منظم يحقق لها النجاح يتطلب ذلك توزيع المهام الإعلامية بين مختلف اللجان الإعلامية في مختلف الحركات والائتلافات الشبابية المؤمنة بمبادئ وأهداف الثورة الشبابية.

وأقترح أن يكون التقسيم على النحو التالي:

تقسم كل لجنة إعلامية مكونة داخل أي حركة أو ائتلاف شبابي إلى الآتي:

- لجنة رئيسية مكونة من ثمانية إلى عشرة أشخاص من ذوي الكفاءة والخبرة الإعلامية.

- لجان فرعية يترأس كل لجنة فرعية أحد أعضاء اللجنة الرئيسية ما عدا رئيس اللجنة.

- يتم تقسم اللجان الفرعية وفقاً للمهام المنوطة بها ، والمتمثلة في متابعة ما ينشر ويذاع في وسائل الإعلام المختلفة والرد عليها والتواصل مع بقية اللجان في الساحات.

وأقترح التقسيم التالي للجان الفرعية:

1. لجنة الصحافة: وتهتم برصد وتحليل وتقييم كل ما ينشر في الصحافة المحلية والخارجية حول الثورة سلباً وإيجاباً ، وتقوم بالرد على الخطاب المضاد للثورة وفقاً لما أشرت إليه في المحور السابق.

2. لجنة الإذاعة والتلفزيون(القنوات الفضائية): تختص بمتابعة كل ما يذاع حول الثورة وبخاصة الخطاب المضاد للثورة والرد عليه وتوضيح الحقائق.

3. لجنة الإنترنت: تختص بمتابعة ما يرد فيه عن الثورة الشبابية والرد على الخطاب المضاد للثورة وخاصة في المواقع الشهيرة كالفيس بوك.

4. لجنة التواصل مع ساحات التغيير والحرية: وتقوم بالتنسيق مع الحركات والائتلافات المتنوعة ومتابعة كل ما يدور في الساحة من فعاليات.

5. لجنة للتواصل مع المنصة ورفدها بالأخبار والمعلومات والتنسيق مع أعضاء اللجنة الإعلامية العليا لساحات التغيير والحرية فيما يخص البرنامج اليومي الإعلامي للمنصة بحيث يكون متماشياً مع روح الثورة الشبابية والمستجدات المحلية والدولية .

* محاضر أعدتها وألقتها الدكتورة سامية عبدالمجيد الأغبري في منتدى الحرية والتغيير في أمانة العاصمة بساحة التغيير بصنعاء

عدد القراءات : 4360
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
حميد القردعي
الآنسة سامية الأغبري ،،، تحية وبعد ،، نرجو منكم التعليق على دحرجة دبب الغاز كما عودتينا دائما وحيث وأننا بلهفة نتطلع لسماع تعليقاتك الرائعة حول العنصرية وكيفية طرد الأجانب من اليمن..
محمد الغامدي
تحية كبيرة للدكتورة سامية ،،، سؤال يا سيدتي : لما هذا التحول المفاجئ في موقفك بعد أن كنتي تكتبين في صحيفة الثورة الناطقة بأسم الحكومة واليوم تسميها بالحكومة البائدة والمستبدة؟؟ أرجو الصراحةبالرد...