الدروس المستفادة...؟!
الحياة دروس مستفادة وحلم الرجل عنوان عظمته.و في الاصطلاحات العسكرية يقال أن عظمة القايد المحنك تكمن في الاستفادة من سلبيات وايجابيات الأحداث المشابهة للمعركة التي سوف يقد م عليها ليحقق من خلالها الانتصارات المرجوة على الاعدا بأقل خسائر ممكنه من الإمكانيات المادية والبشرية ؟!
وفي ميدان التحرير بالقاهرة تجلت هذه الصورة وكان الدرس عظيم لمن أراد أن يستفيد منه،عندما تمكن الشباب المصري من تحقيق انتصار ثورتهم بأقل خسائر ممكنه!!
وعندما نتسائل لماذا؟؟
انتصروا هؤلاء الشباب على حكم ديكتاتوري بوليسي قمعي وأسقطوه بكل هدوء ولان يحاكم مع كل أفراد عصابته؟! فا الجواب يتلخص في العبارة التالية:-
أن قيادات الأحزاب التاريخية في هذا البلد لم تحاول أن تتصدر الأحداث ولم نشاهدهم يوماً ماء يرغون كما يرغون قيادات الأحزاب اليمنية الذين هم الأكثر إفلاسا واقل خبرة وتنظيما منهم ولم نشاهدهم على الإطلاق يتسابقون بين حين إلى أخر على إلقاء التصريحات وإجراء المقابلات والحوارات والكلام الفارغ الذي يسوى وما يسوى وكأنهم في مهرجان وحملة انتخابية كتلك الحملات التي عهدناها من وقت قريب وفي أشياء مالهاش لزمه على الإطلاق!؟.
يريدوا أن يظهروللاخرين أنهم مهمين وفاعلين ومتصدرين الأحداث وعلى قدر كبير من الحنكة السياسية والثقافية مع الأسف الشديد الغالبية منهم لايشكلون أي رقم في الساحة بقدر الهذيان الذي يطلقوه و لم يفهموا كذلك حتى هذه اللحظة بان الثورة شبابية محضة، ولم يستفيدوا من تجربة أخواننا المصريين وأصبح كل واحد منهم يغني على ليلاه .؟!
مع إن جميعهم دون استثناء يفهمون و يعلموا علم اليقين أن الثورة شبابية خالصة ( 100%100 ) قادوها وضحوا من اجلها ولازالوا أولئك الشباب ولم يعود الفضل في استمرارية وتوهج شعلتها لأحد منهم وقد القي هذا الكلام على مسامعهم في كل الساحات ومنذ الأيام الأولى بل قالوها مرارا وتكرارا بان ثورتهم شبابية لاحزبية لاحزبية ولكن لاحياه لمن تنادي!! الغريب في الأمر أن هولا لم يفهموا العبارات التي خرجت من حناجر الشباب ولم يستفيدوا من الدروس المماثلة ويتراجعون خطوات إلى الخلف تاركين الشباب يحققوا أحلامهم فالزمن لم يعد زمنهم وليس في ذلك عيب ( فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه ).!!!
وليس هناك مايمنعهم أن يظلوا جميعهم خلف أولئك الشباب يؤازروهم ويشد ون على أيديهم.لاكما نراه اليوم حاصل على الساحة لبعض قيادات هذه الأحزاب المعتقة التي لم تقدم خلال مسيرتها الممتدة عند البعض منهم إلى عشرات السنين قبل العلنية والتعددية وبعدها وأخرى مضى عليها مايقارب العشرين سنه جميعهم لم يقدموا شي يذكر بقدرماضلو أدوات تخدم النظام وتتبادل معه المنافع و لم تتغير حتى اغلب الوجوه فيها.!؟
نقول لهم لماذا لا تقتدون بقيادات الأحزاب المصرية وتتركون الثورة للثوار وتؤمنوا بان لكل زمن دولة ورجال ؟!
ولماذا لاتجعلون من أنفسكم جميعا أداوت مساعدة لهولا الثوار من خلال النصح والتوجيه والإرشاد الذي هم بحاجة إلية لكي يتغلبوا على تلك المصاعب و الأخطاء التي تحاك ضدهم بين لحظة وأخرى كل ذلك من اجل إحباطهم وإفشال مشروعهم في صنع اللحظة التاريخية وغدهم المشرق الذي انتظرها الجميع بفارغ الصبر والملبي لطموحات وأمال هذا الشعب الأبي الذي أفرغت منه كل مقومات الروح التواقة إلى الحياة.
لكي تحل روح المحبة و الإخاء والعدالة والمساواة و الخير والتسامح عوضا عن التفرقة والكراهية والحقد والبغضاء والتنازع والمناطقية الاستئثار.
رمال بين الأصابع ياعزيزي الكاتب ثورة الشباب في طريقه إلى سوق التجزئة، وبين البائع والمشتري :يفتح الله: لكنهم قد يبيعون مقابل بضع كراسي وطاولات سرعان ما يقلبهاالرئيس على رؤسهم كما تعود ولذلك فليتنبه الشباب..حذار حذار. |