مسؤول في الخارجية الأمريكية يتهم الحكومة اليمنية بمحاصرة سفارة دولة الإمارات في صنعاء .. مجلس التعاون يعلق مبادرة اليمن، وكلينتون تنتقد صالح
أعلن المجلس الوزاري الخليجي، الأحد، تعليق مبادرته لحل الأزمة اليمينية لعدم توافر الظروف الملائمة للموافقة عليها على ضوء رفض الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، التوقيع على الاتفاقية التي تقضي بتخليه عن السلطة، في خطوة انتقدتها الولايات المتحدة ودعته للوفاء بالتزاماته لنقل سلمي ومنظم للسلطة .
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج، قد أصدروا بياناً في ختام اجتماع استثنائي عقد بالرياض، مساء الأحد، لتباحث نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام للمجلس،عبد اللطيف بن راشد الزياني، إلى صنعاء، لإجراء مباحثات بشأن المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية في إطار ما تضمنته المبادرة من مبادئ تهدف لحفظ الأمن والاستقرار هناك.
وجاء في البيان: " قرر المجلس الوزاري أن يُعلق المبادرة لعدم توافر الظروف الملائمة للموافقة عليها."
وتتضمن المبادرة قيام المعارضة اليمينية بتشكيل حكومة وحدة وطنية واستقالة صالح من منصبه بعد شهر على الأكثر من توقيعها مقابل تمتعه بحصانة له ولأقاربه تحول دون ملاحقته قضائيا على أن تتم انتخابات رئاسية بعد 60 يوما.
وكان تكتل اللقاء المشترك الممثل للمعارضة قد وقع بشكل منفرد مساء السبت على المبادرة وذلك بحضور الزياني وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي ولكن دون الإعلان رسميا عن ذلك.
وتأتي هذه التطورات بعد وصول الزياني لصنعاء على أمل الحصول على توقيع كافة الأطراف اليمنية على المبادرة، بعد فشله في ذلك خلال عدة محاولات سابقة، ولكنه جهوده هذا المرة اصطدمت بخلاف حول مكان توقيع الاتفاق.
فقد تمسك صالح بالتوقيع في القصر الجمهوري، واتهم الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم باليمن قوى المعارضة العالمة ضمن "اللقاء المشترك" برفض التوقيع في القصر الجمهوري، ونقلت عن مراقبين قولهم إن ذلك هو "تنصل من قبل اللقاء المشترك تجاه المبادرة الخليجية."
وكان اجتماع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي أكد على ضرورة التوقيع على المبادرة الخليجية بحضور كافة الأطراف. ودعا الاجتماع على ضرورة أن تجرى مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع.
وعددت اللجنة تلك الأطراف بأنها المؤتمر الشعبي العام وحلفائه أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفراء الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي، وسفراء الدول "الصديقة والشقيقة،" واعتبر أن "أي توقيع في الغرف المغلقة لا يمكن الاعتراف به ويعكس نوايا سيئة تجاه المبادرة والالتزام ببنودها."
وفي الأثناء، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة أصيبت بـ"خيبة أمل بالغة" جراء رفض صالح المستمر توقيع المبادرة الخليجية، واتهمت الرئيس اليمني في بيان بـ"النكث بالتزاماته وتجاهل التطلعات المشروعة للشعب اليمني."
وأضافت: "ندعوه للالتزام فوراً بتعهداته المتكررة بنقل سلمي ومنظم للسلطة لضمان الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب اليمني حان وقت العمل الآن.
ويشار إلى أن أنصار الرئيس اليمني قاموا بمحاصرة سفارة دولة الإمارات في صنعاء وبداخلها عدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب جرى إخراجهم في وقت لاحق في موكب سيارات بعد هبوط مروحيتين حكوميتين داخل مجمع السفارة.
وقال السفير الأمريكي لدى اليمن، غيرالد فيرشتاين إن سفراء كل من السعودية والكويت وعُمان والإمارات بجانب بريطانيا والاتحاد الأوروبي كانوا ضمن المحاصرين.
وأضاف أن قوات الأمن اليمني شوهدت قرب مقر السفارة إلا أنها لم تحرك ساكناً تجاه المحتجين الذين كان بعضهم مسلحاً بأسلحة أوتوماتيكية والبنادق والهراوات، وفق إفادة شهود عيان لـCNN.
وقال متحدث باسم الحكومة اليمنية إن المحتجين كانوا "يعبرون عن آرائهم بسلمية" بيد أن مسؤولاً في الخارجية الأمريكية، رفض تسميته، اتهم الحكومة اليمنية بالوقوف وراء هذا الاحتجاج.