توقع حدوث تغيير في غضون أسبوعين .. دبلوماسي يمني يكشف عن مشروع أوروبي يدين النظام ويحضر سفر كبار مسؤولي الدولة و الخليج الإماراتية تعتبر مواقف الحاكم في اليمن تعرقل تنفيذ المبادرة واجتماعاته مخيبة للآمال
حذر الخبير في تحليل الأزمات الدكتور إبراهيم شرقية, نائب مدير مركز بروكنجز للأبحاث من اندلاع حرب أهلية في اليمن ستؤدي لتفكك اليمن وحدوث حالات كبيرة من الهجرة داخلية,أو أن تتحول إلى صومال أخرى, داعياً جميع الأطراف لمنع الوصول إلى حرب أهلية كون الفرصة ما تزال سانحة أمامهم.
واعتبر شرقية في حوار لجريدة الشرق القطرية أن غياب الرئيس صالح أو عودته للبلاد لم يعد يغير شيئاً بعد تراجع قوته بشكل كبير, ناصحاً الرئيس صالح بان يدرك أن حالة القوة التي تمتع بها أصبحت محدودة.
وفيما حمل النظام اليمني مسؤولية خطورة الأوضاع في البلاد وما آلت إليه من تفاقم وتدهور اقتصادي وامني بسبب مراوغته في تلبية مطالب شعبه بالتنحي عن سدة الحكم.. توقع شرقية حدوث تغيير باليمن في غضون أسبوعين.
واستبعد شرقية حدوث الانفصال،قائلا إن المشكلة الآن هي مع النظام وفي حالة رحيله سيبقى موحدا,لا سيما وان الغالبية في الحراك الجنوبي حتى الآن ترفض هذا الخيار.
وأكد الخبير في تحليل الأزمات أن الوضع في اليمن بالغ التعقيد والرئيس صالح يتحمل المسؤولية لما آلت إليه الأمور حيث هناك مطالب شرعية وحقيقية للمعتصمين في ساحة التغيير، والنظام بقي شهورا يراوغ".
وانتقد المبادرة الخليجية معيباً عليها في كونها لا تطرح بديلا بعد رفض الرئيس صالح التوقيع عليها وقال إنها جدية وتساهم في حل الأزمة ووقعت عليها المعارضة.
وتساءل عما يجب أن تفعله دول الخليج بعد أن رفضها صالح من قبل مرارا،لافتا إلى أن المبادرة تقدم نفسها كمشروع لحل الأزمة لكن لم تطرح البديل.
وتابع:" وفي ظل غياب الموافقة عليه يجب أن يكون هناك ضغط من المملكة العربية السعودية وهي ذات نفوذ كبير جدا في اليمن ومسألة استقرار اليمن جزء من الأمن القومي للمملكة".
وإذ قال إن هناك جهودا تبذل لتفعيل المبادرة, أكد أنها لا تعطي مؤشراً على ماذا يمكن أن يحدث إن لم تكن هناك موافقة على المبادرة،مبدياً استغرابه من عدم استغلال السعودية لنفوذها لممارسة ضغوط على صالح إلى الآن.
وأضاف:"والمسألة بالنسبة للمملكة هي مسألة امن قومي فليس من مصلحتها أن يكون هناك حرب على حدودها الجنوبية والحدود المشتركة 1800 كيلومتر وليس من السهل السيطرة عليها وفي حرب الحكومة مع الحوثيين في 2010 اضطرت السعودية للتدخل وتكبدت خسائر، فالحرب الأهلية ليست من مصلحة السعودية".
وأضاف أن هناك بدائل للمملكة فأكبر حليف للسعودية هو الشعب اليمني الذي ينظر حتى الآن بحالة من عدم الرضا لموقف السعودية.
وشن شرقية هجوماً عنيفاً على الأنظمة العربية في سوريا وليبيا واليمن لقمعها الاحتجاجات الشعبية بأسلوب وحشي يستوي ذلك النهج مع أسلوب اسرائيل في قمع المتظاهرين ـ حد تعبيره.
يشار إلى أن مركز بروكنجز ومقره العاصمة القطرية الدوحة يقوم بالأبحاث السياسية المستقلة المتعلقة بالشؤون الاجتماعية والاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه الدول والمجتمعات ذات الأكثرية المسلمة.