احدث الاخبار

لوكيميا الأطفال Paediatric Leukemia

لوكيميا الأطفال Paediatric Leukemia
اخبار السعيدة - بواسطة : أ. د. محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 26-04-2012

اللوكيميا أو ابيضاض الدم أكثر أنواع السرطان شيوعا في الأطفال حيث يمثل%30 من إجمالي أنواع السرطان التي تصيب الأطفال وهو عبارة عن سرطان مصدره كرات الدم البيضاء كما أن له العديد من الأنواع وينشأ في نخاع العظام وبعد ذلك يؤثر على الدم والأعضاء الأخرى.لنتعرف على اللوكيميا بصورة جيدة يجب أن نعرف أولا الوظائف الطبيعية لنخاع العظام وما هو الخلل الذي يحدث في مريض اللوكيميا.

ماهو نخاع العظم؟
هو نسيج إسفنجي يوجد في مركز العظام الطويلة مثل عظام الفخذ أو الذراع وهو المصنع الذي يتم فيه تصنيع الخلايا الاولية لتصنيع كريات الدم بأنواعها من كريات دم بيضاء والتي تكافح أي عدوى ميكروبية يتعرض لها الجسم وحمراء ووظيفتها حمل الأوكسجين وصفائح دموية والمسئولة عن المساعدة في عملية تجلط الدم ووقف النزيف.
وفي الإنسان الطبيعي تنقسم خلايا الدم بصورة سليمة وبعدد لا يزيد عن احتياجات الجسم والتي ينظمها الجسم بإرسال إشارات للخلايا متى تتوقف.

صورة توضح مكان النخاع العظمي بالعظام الطويلة وخلايا الدم التي يصنعها

ولكن ماذا يحدث في نخاع العظم للطفل المصاب باللوكيميا؟
في الطفل المصاب باللوكيميا يبدأ نخاع العظم لسبب غير مفهوم بتصنيع خلايا بيضاء غير تامة النمو بصورة سليمة والتي تستمر في الانقسام وإعطاء خلايا مشابهة والتي لا تستجيب لإشارات الجسم بغض النظر عن المكان المتوفر لها من عدمه,

وهذه الخلايا الغير طبيعية تنقسم بسرعة جدا ولا تعمل بكفاءة طبيعية في مقاومة الميكروبات كما تعمل الخلايا الطبيعية وهذه الخلايا الغير طبيعية المسماة بالأرومات أو الخلايا الأولية لكريات الدم البيضاء عندما تزيد وتبدأ في مزاحمة الخلايا الطبيعية في النخاع يبدأ الطفل في المعاناة من أعراض المرض.

ماهي أسباب الإصابة بمرض اللوكيميا؟
معظم أمراض اللوكيميا عبارة عن أمراض جينية مكتسبة وهذا يعني أن التحور الجيني أو الكروموسومي نتيجة تعرضها لما سيرد ذكرة و يحدث بصورة عشوائية أو بالصدفة.
حيث أن الجهاز المناعي يساعد بصورة كبيرة في حماية الجسم من الأمراض ومن السرطان وأي تحول أو خلل في الجهاز المناعي يؤدي إلي زيادة نسبة حدوث اللوكيميا .
بعض العوامل مثل التعرض لبعض الفيروسات أو العوامل البيئية مثل التعرض للموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من خطوط الضغط العالى أو الألكترونيات بأنواعها و موجات المحمول ومحطاتة و للإشعاع أو البعض من المواد الكيميائية الملوثة أو من الأغذية السربعة و الألبان المعبأة أو مطهيات أفران الميكروويف و بعض العدوى مما قد يؤدي إلى تدمير الجهاز المناعي .
تزيد الأصابة في اللوكيميا كثيرا بين التوائم المتماثلة بنسبة من 20-25% بالانواع الحادة منها وايضا بصفة عامة يزيد احتمال الإصابة في التوائم الغير متماثلة او أشقاء الطفل المصاب بحوالي ثلاثة الي أربعة اضعاف.

ما انواع اللوكيميا التي تصيب الاطفال؟
تبعا لنوع خلايا الدم البيضاء المتأثرة أو طبيعة المرض حاد(يتطور بسرعة) أم مزمن(يتطور ببطء) وعامة 98%من لوكيميات الاطفال تكون حادة هناك ثلاثة أنواع أساسية للوكيميا اتي تصيب الاطفال

1-اللوكيميا الحادة لخلايا الدم الليمفاوية:-
من أكثر لوكيميات الأطفال شيوعا حيث تبلغ 75% من إجمالي لوكيميا الأطفال وهي تحدث في الأطفال الأصغر سنا من 2-8 سنين ولكن قد تحدث في أي عمر ،وفي هذا النوع من المرض الخلايا الليمفاوية هي التي تتأثر والتي في حالتها الطبيعية تقاوم العدوى ولكنها في هذه الحالة تكون كثيرة جدا في العدد ولا تعمل بكفاءة وهي قد تكون خلايا دم ليمفاوية بائية B-lymphocytes أو تائية T-lymphocytes. وهذا النوع من اللوكيميا يحدث في فترة قصيرة زمنيا من ايام الى اسابيع وفي نسبة كبيرة من الحالات يكون هنالك خلل كروموسومي إما في صورة كروموسومات زائدة أو تغيرات في تركيب الكروموسومات.

صورة لفحص سائل النخاع العظمي يوضح خلايا محببة طبيعية


فحص السائل النخاعي يوضح الخلايا الليمفاوية المتكاثرة في حالة اللوكيميا الليمفاوية الحادة


2-اللوكيميا الحادة لخلايا الدم النقوية:-
أو بما يسمى لوكيميا الخلايا المحببة تمثل حوالي 17% من لوكيميا الأطفال والخلايا التي تتأثر فيها ويزداد عددها جدا هي الخلايا المحببة وهي أيضا في هذه الحالة تكون كثيرة عددا ولا تقاوم الميكروبات بكفاءة، وهذا النوع من اللوكيميا يشبه النوع السابق في انه يحدث في فترة من ايام لأسابيع ، ولكنها تكون مرتبطة ببعض المتلازمات الجينية مثل متلازمة داون ومتلازمة كلاينفلتر ومتلازمة بلووم ومتلازمة كوتزمان حيث أن الأطفال الذين يعانون من هذه المتلازمات يكون احتمال إصابتهم بالمرض أعلى

فحص السائل النخاعي يوضح الخلايا المتكاثرة في حالة اللوكيميا النقوية الحادة

3-اللوكيميا المزمنة لخلايا الدم النقوية:-
هي غير شائعة في الأطفال وتشبه النوع السابق في نوع الخلايا ولكنها تحدث عل مدار شهور الى سنوات وهي نتيجة خلل جيني بين كروموسوم رقم 9 وكروموسوم 22 حيث يحدث تبادل للمحتوى الوراثي بينهم مما يؤدي الى نمو غير طبيعي للخلايا كما أن هناك خلل بكروموسومات أخرى.

فحص يوضح الخلايا المحببة المتكاثرة في اللوكيميا النقوية المزمنة

والاختلاف بين الخلايا الليمفاوية والنقوية يحدث في مرحلة التطور من الخلايا الجذعية متعددة القدرات والتي تعطي الأنواع المختلفة من خلايا الدم ، وبذلك يتحدد نوع اللوكيميا بنوع الخلايا في كل مرحلة من مراحل التطور والتي يحدث لها تحول سرطاني.

ماهي أعراض الإصابة بالمرض؟

الأعراض الأولية للمرض عادة لها علاقة بوظيفة نخاع العظم غير المنتظمة حيث أن العظم يصنع ويخزن حوالي 95% من خلايا الدم في الجسم والتي تشمل خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية ،وحيث أن الخلايا غير الطبيعية تتنافس مع الخلايا الطبيعية علي المغذيات والمكان لذلك تحدث هذه الأعراض والتي تختلف من طفل لآخر

ومن الأعراض الشائعة

1-أنيميا أو فقر الدم :-
حيث أن خلايا الدم الحمراء لا يمكن تصنيعها بسبب التزاحم الناتج عن كثرة الخلايا الغير طبيعية ومع الأنيميا الطفل قد يبدو متعب أو شاحب ويتنفس بسرعة ليعوض نقص الأكسجين في خلاياه وفي فحص تعداد الدم يكون عدد خلايا الدم الحمراء اقل من الطبيعي.

2- النزيف والكدمات:-
وذلك بسبب قلة تصنيع الصفائح الدموية فيحدث للطفل كدمات ونزيف مع اقل صدمة أو جرح ويظهر علي جلده نقاط حمراء صغيرة والتي تظهر نتيجة نقص الصفائح وهي بسبب أن الشرايين الصغيرة تسرب الدم وأيضا في تعداد الدم يكون عدد الصفائح اقل من الطبيعي.

3- العدوى المتكررة:-
برغم كثرة عدد خلايا الدم البيضاء- و المسئولة أساسا عن مكافحة العدوى - في فحص تعداد الدم للطفل المصاب إلا أنها في هذه الحالة تكون غير تامة النمو ولا تكافح العدوى التي يتعرض لها الجسم وبذلك يعاني الطفل من عدوي فيروسية أو بكتيرية متكررة عل مدار أسابيع قليلة وأعراض العدوى قد تكون في صورة حمى أو رشح أو كحة.

4-ألم بالعظام أو المفاصل:-
من الأعراض الشائعة ويكون نتيجة ازدحام نخاع العظم بالخلايا المنقسمة.

5- ألم بالبطن:-
وذلك نتيجة تجمع خلايا اللوكيميا في الكلية والكبد والطحال مسببة تضخمهم وهذا الألم يمكن أن يسبب للطفل فقدان للشهية وبالتالي للوزن.

6-تضخم العقد الليمفاوية:-
والموجودة بالإبط والرقبة والصدر وحيث إن العقد الليمفاوية هي المسئولة عن ترشيح الدم فخلايا اللوكيميا تتجمع بداخلها وتسبب تضخمها.

صورة توضح العقد الليمفاوية المتضخمة بالرقبة

7-صعوبة في التنفس :-
وذلك في لوكيميا العقد الليمفاوية التائية تتجمع الخلايا حول غدة التوتة في منتصف الصدر،هذه الكتلة من الخلايا المتكدسة تسبب ألم في الصدر وصعوبة في التنفس ولو وجدنا صوت الأزيز المصاحب للتنفس والكحة أو ألم مع التنفس يتطلب تدخل طبي فوري.

صورة توضح مكان الغدة التوتية في الصدر


8-اعراض أخرى:-
ايضا عندما ينتشر المرض للمخ ينتج عنه صداع او تشنجات وكذلك مشاكل في التوازن او في الرؤية.

وكما ذكرنا قبل ذلك فان اللوكيميا الحادة تأخذ من أيام إلى أسابيع حتى ظهور الأعراض أما المزمنة فتأخذ من شهور إلى سنوات ويجب أن نعلم أن أعراض اللوكيميا قد تتشابه مع أعراض أمراض الدم الأخرى أو بعض المشاكل الصحية الأخرى.

كيف يتم تشخيص مرض اللوكيميا في الأطفال؟
وذلك بمعرفة تاريخ الطبي والفحص الجسماني الكامل للمريض ثم بالوسائل التشخيصية مثل:-

شفط كمية صغيرة من السائل الموجود بنخاع العظم أو بأخذ جزء منه كعينة وعادة تكون من عظام الورك ثم فحصها لمعرفة عدد وحجم ودرجة نمو خلايا الدم أو الخلايا الغير الطبيعية الموجودة بها.

صورة توضح كيفية أخذ عينة من سائل النخاع العظمي بواسطة الشفط

تعداد دم كامل وذلك لمعرفة عدد وحجم ودرجة نضج خلايا الدم المختلفة وذلك في حجم معين مم السائل الدموي.
إختبارات دم أخري مثلا فحص كيمياء الدم أو فحص وظائف الكلية والكبد أو الدراسات الوراثية أو الجينية.
الفحص بالأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية وكلها عبارة عن فحص تصويري لأجزاء الجسم المختلفة مثل العظام والعضلات وحتى أعضاء الجسم المتنوعة.
اخذ عينة من العقد الليمفاوية وفحصها بالميكروسكوب لفحص وجود أي خلايا غير طبيعية.
بذل قطني وذلك بأخذ عينة من السائل الدماغي النخاعي و وذلك بإبرة خاصة بتمريرها بين الفقرات القطنية في أسفل الظهر وسحبه من القناة النخاعية وفحص هذا السائل لمعرفةهل هناك انتشار المرض الي المخ او النخاع الشوكي من عدمه او وجود أي عدوى أو مشاكل أخرى.


علاج اللوكيميا في الأطفال:-
يتم تحديد الأسباب و تجنبها ونقل الطفل للميشة خلال مرحلة العلاج لمكان صحى آمن و بعيدا عن المسيشفى التى تتوافر فيها جميع أسباب اللوكيميا و العلاج الخاص بكل طفل اعتمادا على:-

سن الطفل وحالته الصحية وأيضا على تاريخه المرضي.
مدى انتشار المرض في الجسم عدد الخلايا البيضاء في الفحص الأولي للدم.
مدى احتماله للعلاجات أو الأدوية.
وأخيرا التغيرات الغير متوقعة في مسار المرض.
والعلاج يبدأ بالتصدي للأسباب و ضبط النمط الحياتى و النظام الغذائى وهو أساس العلاج و كذلك للأعراض التي تظهر على الطفل مثل العدوى أو النزيف أو فقر الدم بالإضافة إلى أن العلاج يكون باستخدام وسيلة أو أكثر من الوسائل العلاجية المساعدة مثل :-

منها العلاج الكيميائي:- واستخدامه بجرعات عالية يؤدي إلى آثار جانبية مثل سقوط الشعر وحدوث غثيان وقئ .

ومنهاالعلاج الإشعاعي:- وذلك بتركيز أشعة ذات طاقة عالية تـؤدي إلى انكماش الاورام وتقليل نموها.



حقن الأدوية أو العلاجات الكيميائية داخل الغشاء المبطن للحبل النخاعي المسمي بالأم العنكبوتية وذلك لتجنب انتشار المرض للجهاز العصبي المركزي.


صورة توضح مكان الحقن كما توضح الاغشية المبطنة للحبل الشوكي

أدوية مختلفة لتجنب أو علاج الضرر الناتج عن علاجات اللوكيميا أو لعلاج الغثيان الناتج عن هذه العلاجات كأثر جانبي.

نقل الدم:- (خلايا دم حمراء أو صفائح) لعلاج الأنيميا أو النزيف

مضادات حيوية لتجنب أو علاج العدوى البكتيرية.


زراعة نخاع العظم:- وتعتبر من أكثر العلاجات فاعلية وهي تعتمد على اخذ الخلايا الجذعية من نخاع العظم ونقلها للمريض وهي تعطي خلايا الدم المختلفة وهي نحصل عليها إما من المريض وبعد تنقيتها من الخلايا المصابة نعيد نقلها اليه او من شخص آخر متوافق معه في الأنسجة وعادة يكون أخ أو أخت المريض.

صورة توضح الخلايا الجذعية ومنها ينتج كل خلايا الدم

وأخيرا يجب أن يكون هناك متابعة دورية للمريض لتحديد الاستجابة للعلاج ومعرفة وجود انتكاسة للمرض ام لا وأيضا علاج الآثار المتأخرة للمرض.

هناك مراحل مختلفة من علاج اللوكيميا في الأطفال:-
*أولا مرحلة الحث:-

وتعني علاج يجمع بين العلاج الكيميائي أو الإشعاعي مع العلاجات الدوائية ويهدف إلي إيقاف عملية صنع الخلايا الغير طبيعية في نخاع العظم والهدف الذي يجب أن نحصل عليه بهذه المرحلة هو هدوء المرض أو بمعنى آخر أن خلايا اللوكيميا لا تصنع وهذه المرحلة طولها حوالي شهر ويمكن أن تكرر لو فشلنا في تحقيق الهدف المرغوب.


*ثانيا مرحلة التوطيد:-
يستمر العلاج حتى لو أن الخلايا الغير طبيعية غير ظاهرة لنا حيث أنها قد تكون غير ظاهرة في فحص الدم أو عينة نخاع العظم ولكن تكون مازالت موجودة في الجسم.

*ثالثا مرحلة المداومة:-
وفيها نحافظ على نخاع العظم خالي من خلايا اللوكيميا وذلك بإعطاء جرعات اقل من العلاج الكيميائي ولفترة أطول ويجب معها زيارات دائمة للطبيب المعالج لاكتشاف أي عودة للمرض أو علاج أي آثار جانبية للعلاج.
وبرغم ان نسبة النجاح في الاطفال قد تصل الي 90% قد يحدث انتكاسة للمرض حتى مع الجرعات الشديدة وذلك في اي مرحلة من مراحل العلاج أو بعد إيقاف العلاج بشهور أو سنين.

توقع سير المرض في الأطفال المصابين باللوكيميا يعتمد بشكل كبير على:-
مدى انتشار المرض ومدى استجابته للعلاج
التركيب الجيني لخلايا الطفل.
سن الطفل والحالة الصحية العامة له ومدى تحمله للعلاجات.
وأيضا تعتمد على مدى التطور في العلاجات الخاصة بمرض اللوكيميا.
وأخيرا توقع سير مرض اللوكيميا أو مدة البقاء على قيد الحياة- مثله مثل أي نوع من أنواع السرطان- تختلف من طفل لآخر ولكن التدخل بمعرفة السبب الرئيسى والعلاج بنظام سعد و بقوة مهمين جدا لأفضل نتيجة كما ان المتابعة الدورية ضرورية للطفل المصاب باللوكيميا.

عدد القراءات : 12852
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
رشا ب
موضوع هام و حساس نشكركم على كل هذه التوضيحات