تغذية المسنين
نظراً إلى إرتفاع متوسط أعمار الأفراد في معظم دول العالم خلال السنوات الأخيرة ازدادت في المقابل أعداد المسنين، وهم دون شك يحتاجون إلى رعاية غذائية، خصوصاً أن المسن عادة ما يكون متقاعداً عن العمل؛ ومن ثمّ تقل حاجته إلى البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية .
وهناك عدة متغيّرات مصاحبة لكبر السن تؤثّر في تغذية الشخص في هذا العمر، وتسمى متغيّرات كبر السن، منها:
أولاً: يصبح القلب أقل كفاءة لضخ الدم في الجسم، كما أن ترشيح المواد غير المرغوبة من الدم عن طريق الكلى يقل تدريجياً؛ لذلك عادة ما يصاحب كبر السن تصلب الشرايين وقلة مرونتها نتيجة تكوين طبقات الكوليسترول على الجدر الداخلية.
ثانياً: تقل كمية اللعاب نتيجة قلة كفاءة الغدد اللعابية؛ ممّا يجعل الطعام أصعب في البلع، ويقل الإحساس بتذوّق الطعام.
ثالثاً: تقل كفاءة الهضم نتيجة التغيّرات الجسمانية وضعف عضلات المعدة والأمعاء وقلة كمية العصارات المساعدة على الهضم.
رابعاً: انخفاض وزن العظام، وهو ما يعرف بالأستيو بوروسيس؛ حيث يخف وزنها وتصبح أكثر هشاشة وعرضة للكسر وعدم الإلتئام، وتزيد تلك الظاهرة عند عدم الحصول على الكميات المناسبة من الكالسيوم في مراحل الحياة السابقة، وتزيد في النساء متكرّرات الحمل.
خامساً: انخفاض مستوى التمثيل الغذائي ومعدل الإحتراق للمغذيات في الجسم.
سادساً: فقد الأسنان؛ ممّا يجعل طحن وتمزيق الطعام صعباً؛ وبالتالي يحتاج الشخص إلى أغذية خاصّة.
سابعاً: أمراض الشيخوخة الشائعة قد يعاني منها المسنون مثل ضعف الإبصار وعدم القدرة على التركيز وضعف العضلات والإرهاق، مع إختلال فسيولوجي مختلف الدرجات والأنواع.
- ونتيجة لهذه المتغيّرات يجب مراعاة الآتي:
* تحوير الوجبات الغذائية لتناسب المسنين، ومنها: الحصول على مصادر البروتين والفيتامينات والأملاح المعدنية كما في الشخص البالغ، إستخدام المجموعات الغذائية الأربع لتكوين وجبات المسنين وتنويع مصادر الغذاء.
* تحوير الوجبات من حيث الصفات الطبيعية؛ فيراعى إعداد وجبات سهلة المضغ والبلع مثل الحساء وعصائر الفاكهة وإنضاج الطعام جيِّداً وإستخدام طرق الطهي المناسبة مثل السلق والطهي في الفرن بدلاً من التحمير والشي.
* قد يحتاج المسن إلى تحويرات خاصّة للوجبات تبعاً للحالة الصحيّة وتقديم وجبات متعدّدة لكنّها بكميات قليلة؛ حتى لا تسبِّب اضطرابات في الهضم، وذلك على نحو خمس وجبات صغيرة يومياً.
* توفير السوائل في وجبة المسنين؛ لأن بعضهم يشعر بالعطش لاختلال مراكز المخ. وتؤدِّي قلة السوائل في الجسم إلى الجفاف؛ ولذلك لابدّ أن يعتمد على أنواع السوائل المغذية مثل العصائر والحساء والمياه والحليب البلدى أو الرايب بلدى مع تقليل كمية الشاي والقهوة والكولا؛ لتأثيرها الضار في الجهاز العصبي؛ ممّا يسبب حدوث الأرق.
* يفقد معظم المسنين الشهية للطعام! وبالتالي يفقدون الإحساس بالجوع؛ لذلك يجب تقديم الطعام بطريقة جذّابة وسهلة ومساعدتهم على تناول الطعام إذا لزم الأمر.
- ولتحقيق هذه المعادلة يقترح د. سعد برنامجاً يومياً لتغذية المسنين على النحو التالي:
* الإفطار مكون من: الفيت جولدن و الزبادى البلدى و عسل النحل و بيضة واحدة مسلوقة. وفي العاشرة صباحاً يتناول المسن كوب عصير طازج طبيعى .
* الغذاء يضم جزءاً من اللحوم البيضاء مثل الدواجن أو الأسماك مع الخضراوات، ويفضل تنوعها مع شريحة من الخبز أو قليل من الأرز أو حبوب مسلوقة بالتبادل. وفي الرابعة عصراً يمكن تناول فواكه أو بدائل متنوعة.
* العشاء يتكون من جزء بسيط من اللحوم أو الأسماك أو البقوليات أو الخضراوات أو السلطة أو الفيت جولدن وزبادى بلدى أو البودنج بالفاكهة.