النقرس
النقرس "Gout" هو نوع شائع من التهاب المفاصل يحدث عندما تزيد كمية حمض اليوريك (البوليك) في الدم والأنسجة والبول . وحمض اليوريك Uric acid هو المنتج النهائي للتمثيل الغذائي لمجموعة من المواد العضوية الموجودة في الغذاء تعرف باسم البيورينات Purines. وقد تبين من تحليل جيني لأكثر من 12 ألف شخص أن خللا ما في أحد الجينات يزيد من احتمال الإصابة بالمرض ، ولقد أثبتت هذه الأبحاث أن حدوث خلل في جين SLC2A يؤدي إلى عجز الكلى عن التخلص من حمض البوليك.
وفي الأحوال الطبيعية ، تتم معالجة حمض البوليك بواسطة الكليتين حيث يتم إخراجه مع البول ، غير انه في حالة إنتاج الجسم لكميات كبيرة من حمض البوليك تفوق قدرة الكليتين على معالجتها أو كانت الكليتان لا تؤديان وظيفتهما على الوجه المطلوب ، فإن التوازن هنا يختل ثم يتراكم حمض البوليك في المفاصل ، حيث يعمل على تهييج والتهاب الغشاء المفصلي والأنسجة الأخرى المجاورة مما يسبب الألم والاحمرار والحرارة والتورم بالمفصل.
وفي حالة مرضى النقرس فإن الجسم لا ينتج كمية كافية من الإنزيم المعروف باسم يوريكاز Uricase والذي يؤكسد حمض اليوريك (غير القابل للذوبان نسبيا) إلى مركب شديد الذوبان. ونتيجة لهذا ، يتراكم حمض اليوريك في الدم والأنسجة ويتحول إلى بلورات تخترق طريقها إلى المفاصل . وعادة تكون الآلام الحادة هي العرض الأول للإصابة ، ثم تلتهب المفاصل المصابة فيظهر عليها احمرار وتورم وسخونة وحساسية شديدة عند اللمس.
ويسمى النقرس بداء الملوك لارتباطه بالإكثار من تناول الأطعمة البروتينية الدسمة غالية الثمن ، لكنه في الواقع يصيب الناس من جميع المستويات ، وللكحول دور كبير في الإصابة بالنقرس حيث يزيد من تكون حمض اليوريك لذلك يجب تجنبه تماما. وحوالي 90% ممن يعانون النقرس هم من الذكور وغالبا بين الأربعين والخمسين من العمر. والنقرس قد يورث، وتزيد حالات السمنة من خطر الإصابة به ، كما أن إتباع نظام غذائي شديد (قاس) لإنقاص الوزن من أسباب الإصابة بالنقرس
ترتبط نوبات حدوث النقرس بتناول أطعمة غنية بالبيورين والدهون. ولذلك تعتبر الحمية الفقيرة بالبيورينات والدهنيات عنصر هام في معالجة حالات النقرس.
الفئات الأكثر إصابة:
• الرجال بعد سن الأربعين.
• المرأة بعد فترة الطمث وهو نادر الحدوث بين الإناث قبل انقطاع الدورة الشهرية .
• تلعب الوراثة دوراً هاما في الإصابة .
أسباب الإصابة بالنقرس:
• زيادة إنتاج أو تصنيع حمض اليوريك لأسباب عدة منها تناول الأطعمة الغنية بالبيورين أو وجود بعض الأمراض التي تسبب خلل الخلايا و تكوين خلايا جديدة كالأمراض الجلدية و السرطانات .
• انخفاض أو قلة طرح حمض اليوريك لأسباب وراثية أو أمراض الكلى .
• السمنة.
• ارتفاع ضغط الدم.
الأعراض:
يحدث مرض النقرس نتيجة زيادة نسبة أملاح حمض البوليك في الدم، مما يؤدي إلى ترسبها في الأغشية الداخلية للمفصل وعظام المفصل حيث تحدث الآلام المميزة للمرض.
عادة ما تتركز أعراضه المبكرة في ألم مفاجئ وشديد و احمرار في أحد المفاصل وعادة ما تكون أصبع القدم الكبير على الرغم من أن الألم قد يصيب أيضاً مفاصل الركبتين أو الكوعين أو الكتفين، ثم تتورم المفاصل بعد ذلك وتصبح ساخنة وملتهبة، ثم يشعر المصاب بالألم الشديد لأقل حركة، وقد يستمر الألم عدة أيام ، وبعد نوبات متكررة من النقرس تتيبس المفاصل وتتشوه في مظهرها. جدير بالذكر أنه قد يصاب أكثر من مفصل في آن واحد.
ويزيد من ارتفاع نسبة حمض البوليك في الدم وظهور هذه الأعراض:
- الإكثار من تناول البروتينات الحيوانية والأطعمة الدسمة والدهون.
- تناول بعض المستحضرات الطبية كخلاصة الكبد
- التعرض للجراحات,العقاقير المدرة للبول, مرضى الكلى,قصور الغدة الدرقية.
- السكر وارتفاع مستوى الكولسترول بالدم,ارتفاع ضغط الدم
- وجود تاريخ عائلي بالإصابة بفرط حمض اليوريك في الدم. حيث تلعب الجينات الوراثية دوراً في الإصابة بهذه الحالة حيث أثبتت الإحصائيات أن فرد واحد لكل أربع أشخاص مصابون بالنقرس يرجع لوجود تاريخ عائلي له. السكري النوع الأول Type 1) Diabetes)
- العقاقير المستخدمة لعلاج ضغط الدم والتي تعمل علي خفض نسبة الأملاح والماء في الجسم
- قلة النشاط (الحركة) مثل البقاء لفترات طويلة في السرير
- ضيق الشرايين,التقدم بالسن,نقص التروية القلبية.
مضاعفاته:
إذا لم يتخذ إجراء بشأن العلاج في أقرب وقت من أول إصابة يحدث أن تترسب بلورات حمض البوليك في قنوات الأذن وفي الأنسجة المحيطة بالمفاصل وكذلك في الكليتين مؤثرة في كفاءتهما بالطبع, ولكن لا تعتبر مثل هذه الأعراض معتادة في أيامنا هذه نظراً لاكتشاف الحالة في أعراضها المبكرة.
العلاج :
يتلخص العلاج المباشر لحالات النقرس في مسكنات الألم ومضادات الالتهاب حيث يكون لمثل هذه العقاقير الأولوية في العلاج. تكمن المرحلة الثانية من مراحل العلاج في إجراء بعض التعديلات على أسلوب الحياة مثل تناول وجبات تقل بها نسبة المواد البروتينية.
الوقاية الغذائية من النقرس
عادةً ما يتهم المصاب بالنقرس بإقباله الشديد على وجبات الأغنياء الغنية بالبروتين، وعلى الرغم من أن هذا الاتهام قد لا يكون عادلاً إلا أن زيادة تناول البروتينات تزيد الحالة سوءاً بالفعل، ومن هنا يستطيع الكثير ممن يعانون من حالات النقرس السيطرة على المرض بإجراء بعض التعديلات على وجبتهم الغذائية بمعنى أنهم بهذا التعديل الغذائي الصحي لن يلجئوا إلى تناول العقاقير بشكل منتظم.
يعتبر الإقلال من تناول الأغذية التي تزيد حالات النقرس سوءاً أهم من تناول الأغذية الفعالة في تجنب النقرس، ويعنى ذلك الاعتدال في تناول الأغذية الغنية بالبيورينات مثل: الكبد والكلى واللحوم الحمراء والأسماك والشوفان والمحار، والأغذية المحتوية على الخميرة، وأغذية أخرى مثل فطر عيش الغراب.
وهناك أغذية فعالة تفيد في الوقاية من النقرس الفيت جولدن و الخضراوات الورقية الخضراء من ناحية أنها تحتوي على فيتامين (ج) الذي يزيد من سرعة طرح حمض البوليك من الدم عن طريق البول ، ومن ناحية أخرى لاحتوائها على حمض الفوليك الذي يساعد على التحكم في نسبة حمض البوليك في الدم . ومن أهم الأغذية المفيدة بشكل كبير لمريض النقرس من الخضراوات والفاكهة الطازجة ، الجرجير والكرفس والجريب فروت والبنجر والأناناس والكريز وعصير العنب والليمون.
ينصح بالاعتدال في تناول فواكه معينة مثل العنب ، لأن زيادة نسبة الفركتوز (سكر الفاكهة) في الوجبة الغذائية قد يزيد من نسبة حمض البوليك في الدم. وتعتبر عصائر الخضراوات النيئة إضافة مفيدة جداً للوجبة الغذائية بديلةً لعصائر الفاكهة التي قد تحتوي على نسبة عالية جداً من سكر الفركتوز (سكر الفاكهة) غير المرغوب الذي قد يزيد من نسبة حمض البوليك في الدم
تعليمات غذائية هامة:
1. تجنب الأطعمة الغنية بالبيورين خاصة الأطعمة البروتينية.
2. تناول كمية معتدلة من النشويات والسكريات ( كالأرز والذرة والخبز الأبيض والعسل والمربى) لمنع هدم الأنسجة.
3. تناول كمية كافية من الكربوهيدرات المعقدة (خاصة المتوفرة في الخضروات والفواكه)
4. تناول الأغذية الغنية بفيتامين ج ( (C مثل : الموالح والخضروات الورقية كالجرجير والبقدونس واللفت
5. تناول الأغذية الغنية بالبرولين مثل : الأناناس .
6. المحافظة على الوزن في الحدود المثالية ( إذا كان هناك زيادة في الوزن يجب أن يتم خفض الوزن بالتدريج) بإتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن؛ فالوزن الزائد يزيد الحالة سوءا ً، كما يزيد العبء على المفاصل.
7. تجنب حدوث تركيز لمكونات البول وذلك بالإكثار من شرب السوائل والماء بقدر المستطاع ، ولكن بالطبع ليس في صورة قهوة أو شاي ، وينصح بشرب السوائل الصحية خاصة في الجو الحار وعند ممارسة الرياضة ، حيث يحدث أن يفقد الجسم كميات من العرق مما يساعد على تركيز حمض البوليك بسبب هذا النقص في محتوى الماء الموجود بالجسم عامة مما قد يزيد الحالة سوءا .
8. الدهون تلعب دورا في إعاقة التخلص من أملاح البيورين فضلا عن زيادة الوزن, لذلك يجب الإقلال منها.
9. ينصح بالابتعاد عن الخل لأن له تأثيراً ضاراً في حالات النقرس ، لذا ينصح بتناول عصير الليمون بدلاً منه.
10. يفضل تناول 5 - 6 وجبات صغيرة في اليوم حيث ثبت أن الجوع لفترة طويلة يؤدي إلى شده نوبات النقرس.
11. ويعتبر النباتيون أقل تعرضاً للإصابة بحالات النقرس، لذا يمكننا الاستفادة من ذلك بأن نحاول، خاصة عند بداية التعرض لنوبات النقرس، التحول من حين إلى آخر، إلى وجبة خالية من اللحوم والأسماك، وخاصة إذا تكررت الأعراض وازدادت حدتها
12. الإقلال قدر الإمكان من حضور الولائم والحفلات الغنية بالوجبات الثقيلة والدسمة والأطعمة الغنية بالبيورين أو تحكم في نوعية وكميات طعامك في الولائم.
13. عدم الإفراط في استخدام العقاقير المدرة للبول لأنها تقلل من طرح حمض البوليك.
الأطعمة الواجب تجنبها و الغنية بالبيورين
الأحشاء الداخلية ( الكبدة , الكلاوي, المخ, القلب ), مرق ( صلصة) اللحم, شوربة اللحم, الفطائر المحشوة باللحم, سمك الساردين, الرنجة, السمورة, بطارخ السمك, مكعبات اللحوم الجاهزة, السجق، نخالة القمح, الشوفان, الخميرة .
أطعمة متوسطة في محتواها من البيورين ينبغي تناولها باعتدال
- اللحوم: ( بمعدل لا يزيد أبدا عن 100-120 جم /يومياً.
- الطيور والدواجن ( ماعدا البط والسمان فيجب الإقلال منها لارتفاع نسبة الدهون بها )
- الجمبري ،الاستاكوزا, الأنشوجة.
- البقول مثل الفول, فول الصويا, الحمص, العدس, الفاصوليا البيضاء, اللوبيا, البازلاء الجافة, الفول السوداني.
- عيش الغراب ( المشروم) , السبانخ, الاسبارجس, القنبيط, الكرنب, البازلاء الخضراء.
- الحبوب الكاملة والخبز الأسمر البر.
أطعمة فقيرة في محتواها من البيورين ويسمح تناولها دون تخوف.
- الحليب والألبان ومشتقاتها.
- جميع أنواع الفاكهة وعصائرها ( يفضل الإقلال من عصير المانجو)
- الخضراوات ( ما عدا المذكورة سابقا) وشوربة الخضروات جيدة.
- جميع أنواع الأسماك ( ما عدا المذكورة سابقاً)
- الشيكولاته, الجيلي, الكاكاو, مبيض القهوة,الشاي, القهوة العربي.
يجب مراعاة الإقلال أو الاعتدال في تناول الدهون بصفة عامة نظراً لدورها في حدوث نوبات النقرس وهذه الدهون هي:
الزيوت – الزبد – المار جرين – القشدة – جلد الدجاج – بعض الدواجن الدسمة مثل البط , الاوز, السمان– الأطعمة المقلية والمحمرة في الزيت– الأسماك الدهنية.
المسموحات والممنوعات من المجموعات الغذائية
م المجموعات الغذائية المسموح الممنوع
1. الحليب ومشتقاته كل أنواع الحليب و مشتقاته. لا شيء
2. الخضروات و البقول الأصناف الآتية يؤخذ منها مرتين فقط في الأسبوع:
البازلاء – السبانخ – المشروم – الاسبارجس- القنبيط – الكرنب – وجميع البقول الجافة ( فول, حمص, ترمس, عدس, فاصوليا, لوبيا, الفول السوداني) لاشيء
3. الفاكهة كل الفاكهة وعصائره لا شيء
4. الحبوب والخبز الأصناف الآتية تؤكل مرتين فقط في الأسبوع:
فليكس ( النخالة), الأوت ميل ( شوربة كويكر أو شوفان) لا شيء
5. المعجنات كل المعجنات الفطائر المحشوة باللحم
6. اللحوم و منتجاتها 120 جم فقط يوميا من اللحوم – الدواجن – الأسماك الأحشاء الداخلية, السردين,الرنجة, السمورة ، السجق.
7. بدائل اللحوم البيض – الجبن بجميع أنواعه – زبدة الفول السوداني لاشيء
8. الشوربة والمرق شوربة كريمة, شوربة خضار, مرق خضار مرق اللحم
9. الدهون كل الدهون بكميات متوسطة و معتدلة لا شيء
10. الحلويات كل الحلويات بكميات متوسطة و معتدلة لاشيء
11. المشروبات كل المشروبات لا شيء
12. متنوعات الملح اليودي, كل البهارات والتوابل, كل الصلصات, ومكسبات النكهة, الشاي,القهوة العربي صلصلة اللحم, خميرة الخباز ، الخل
نموذج تصميم وجبات يوم كامل لمريض النقرس