أنثى للأبد
جميع النساء يقلقن بشأن التقدم بالعمر وأن اختلفت نسب القلق من امرأة لأخرى. الحقيقة أن الجميع لا يتطلع لأن تبدأ التجاعيد بالزحف على الوجه النضر وهذا فعلا ما يبدأ بالحدوث بعد تجاوز عمر الخامسة والثلاثين. ولكن الأمر الذي لا يعرفه الكثيرون أن فوائد النضوج تتعدى ظهور التجاعيد الصغيرة على الوجه بكثير. فبعد هذا العمر من المؤكد أن معالم الوجه ستبدأ بالتغير ولكن كذلك ستتغير نظرتك للحياة وطريقة نظرك للأمور.
الإنسان يصبح أكثر تصالحا مع نفسه في سنوات النضج مما يعني انك ستصبحين راضية أكثر عن مظهرك الخارجي كلما تقدمت بالسن فيصبح اختيارك للملابس
نابعا من ذوقك الخاص وشعورك المتفرد بالأناقة بحيث لا تعودين تركضين وراء الموضة دون التفكير فيما إذا كانت تناسبك أم لا.
هذا الأمر لا يعني انك ستهملين مظهرك بل يعني انك ستصبحين راضية عن خياراتك بصورة لا تشعرك بأنك بحاجة إلى متابعة الموضة وكذلك ستطورين ثقة عالية بالنفس بحيث تشكلين شخصيتك الخاصة بك دون الالتفات لما سيظنه الأشخاص المحيطين بك.
الثقة التي تأتي مع الخبرة في الحياة ستحررك وتجعلك تركزين على ما هو مهم بالنسبة لك لا ما يعتقد الآخرين باهميته. كذلك النضوج يجعلك شخصا أفضل على صعيد العلاقات الشخصية العاطفية حيث أن ما مر بك من تجارب واختلاط مع البشر في معترك الحياة وعلى صعيد العمل يجعل لديك الخبرة الكافية والتعقل اللازم لفهم وجهه نظر الأخر بحيث تختلف وجهه نظرك وتميل إلى التعقل بعكس ما كان الأمر في فترة العشرينات.
كذلك ستدركين في هذه المرحلة أن الرجل المثالي عبارة عن أسطورة وان الإنسان المثالي هو كذلك من الأساطير وبهذا تصبحين أكثر تقديرا لما تملكين وأكثر قدرة على التعامل مع العيوب البسيطة للبشر.
نضيف أن الإنسان منذ فجر التاريخ ما انفك يبحث عن ينبوع الشباب وماء الخلود متناسيا أن كل مرحلة من الحياة لها متعتها وطعمها الخاص لذلك على الإنسان أن يتمتع بكل لحظة على أنها فرصة جديدة لاكتساب خبرات ومعارف جديدة.
وفقا للبروفيسور جورج فيلانت من كلية الطب بجامعة هارفارد، فإن شخصية الإنسان وسلوكه لا تحدد في سن الثلاثين. ويعتقد فيلانت بشدة أن الأمر لا يكمن فيما يحصل لنا بل في ما نجعل ذلك يؤثر علينا.
وهذه بالضبط النظرية التي تقف وراء النظام الجديد المسمى "علم النفس الإيجابي" أي السعي العلمي لأكثر الوسائل الواعدة بحياة مفعمة بالصحة والاكتفاء. ويعتقد البروفيسور مارتين سليغمان، أحد أكثر الداعمين لهذا العمل، أننا نحتاج من أجل تحقيق سعادة كاملة إلى الشعور بالرضى حول ماضينا، حاضرنا ومستقبلنا.
..
1- عالجي الماضي:
ضعي آلام الماضي خلف ظهرك لان التمسك بها يجعلك تشعرين بالمرارة والامتعاض ويمنعك من التحرك إلى الأمام. وعوضا عن ذلك تمسكي بإيجابيات الماضي.
قومي كل يوم ولمدة أسبوع بتخصيص خمس دقائق في الصباح والمساء للتفكير في بعض أكثر الأشياء المحببة إلى نفسك والتي خبرتيها. إن ذلك من شأنه أن يجعلك سعيدة ومتفائلة.
وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتعافون من مشاكل نفسية أو جسدية يصبحون أكثر قوة، بحسب الدكتور كريستوفر بترسون، عضو مؤسس في شبكة علم النفس الإيجابي وهي مجموعة باحثني يقومون بدراسات علمية حول التجارب الإنسانية الإيجابية.
وباختصار فإن تعزيز قوتنا واستحضار الجوانب الإيجابية في حياتنا بصورة فعالة هو افضل وصفة للسعادة. ومن الأهمية بمكان أيضا أن نتذكر أن الماضي لا يقرر مستقبلنا ويمكن أن لا يكون ماضي الإنسان من صنع يديه ولكن المستقبل بكل تأكيد يمكن أن يكون كذلك.
خذي ورقة وقلما وسجلي ماذا و أين تريدين أن تضعي نفسك ومن ثم اكتشفي الخطوات التي تحتاجين إليها لتحقيق ذلك.
2- طالبي بمكافآتك:
من المهم أن تميزي بين الأشياء التي تجلب المتعة والمكافآت. فالأشياء التي تجلب المتعة تأتي من خلال الأستهلاك مثل الشيكولاته، الموسيقى، الأبتسامات، أو القيلولة بعد حمام دافئ. كذلك فإن الأشياء الممتعة
يمكن أن تكون أفكارا أو مشاعر جسدية ولكن لها فائدة قصيرة الأمد.
من جانب آخر تأتي المكافآت نتيجة استخدام قدراتنا وبذل مجهود عقلي أو جسدي وتترك ذكريات لا تنسى: فكري فقط بالآثار الجيدة للتمارين الرياضية والمحادثات العظيمة تستمر أطول بكثير من تناول لوح للشكولاته. لذا عليك مواجهة التحديات الجدية وتعلمي مهارات جديدة.
3- فكري بطريقة صحيحة :
تظهر الأبحاث أن المتفائلين يحققون أهدافهم بشكل أكبر وأسرع من غيرهم وأنهم يتمتعون بصحة جسدية أفضل ويعانون من القلق والاكتئاب بشكل أقل من المتشائمين.
ويعود سبب ذلك بشكل كبير إلى أنهم يظلوا مثابرين حتى في مواجهة إخفاقات كبرى وأن هذه الثقة والمرونة تصبح صفة ملازمة.
أما النظرة السلبية فتسبب التوتر وإفراز هرمونات الكورتيزول والأدرينالين التي تضغط على جهاز المناعة في الجسم مما يجعلنا عرضة للإصابة بالمرض. كذلك فإن أصحاب النظرة التشاؤمية أكثر قابلية لتبني عادات مدمرة مثل التدخين.
ووفقا للبروفيسور سليغمان، فإن المهارة تكمن في مراجعة الفشل واعتباره مشكلة مؤقتة تؤثر على جانب واحد من حياتك بدل تضخيم المسألة وكأنها فاجعة حلت بك من خلال رؤية الأشياء وكأنها صفة ملازمة لشخصية متصدعة.
وقد تمت تجربة هذا الأسلوب لأكثر من عقد حتى الآن ويعتبر بمثابة حاجز وقائي يستطيع الحد من شدة وحدوث الاكتئاب إلى النصف.