أكد أن مؤتمر الحوار استكمل مناقشة جميع القضايا ياسر الرعيني: رئيس الجمهورية بذل جهوداً كبيرة لإنجاح مؤتمر الحوار وإدارة عملية التوافق
قال نائب أمين عام مؤتمر الحوار الوطني ياسر الرعيني إن الاحتفال باختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل اليوم سيعم كافة أرجاء الوطن، وبحضور عربي ودولي كبير، باعتبار هذا اليوم التاريخي يوماً مشهوداً يحتفل فيه اليمنيون جميعاً بثمرة جهدٍ من النقاش الجاد والمسؤول والشفاف لبناء دولة يمنية حديثة تلبية لتطلعات أبناء الوطن..
وأشار الرعيني إلى إن هذا الحفل إيذاناً بتدشين بدء المرحلة الجديدة للترويج لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتتويجاً لإنجازات أبرز حدث وطني لم يسبق لليمن وأن مرت بمثل هكذا تجربة، بذل خلاله أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل جهوداً مضنية وصولاً إلى المخرجات التي تعالج القضايا الوطنية التي ظلت عالقة طيلة السنوات الماضية .. مؤكداً الضرورة الملحة لتكاتف كافة أبناء الوطن لتطبيق مخرجات الحوار الوطني والتي تؤسس لدولة مدنية حديثة.
وقال :" إن كل قضايا مؤتمر الحوار الوطني التسع تم مناقشتها بلا استثناء، ولم يتم ترحيل أي قضية، فقرارات كل الفرق متضمنة في الوثيقة، وكذا الضمانات والبيان الختامي، ولم يرحل أي قضية إلى ما بعد مؤتمر الحوار".. مشيداً بما بذله الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادى رئيس الجمهورية ـ رئيس مؤتمر الحوار الوطني من جهود في إنجاح مؤتمر الحوار وتقريب وجهات النظر وإدارة عملية التوافق، وإلى جانبه كل أبناء الوطن المخلصين.
وأكد أن الرهان المستقبلي يكمن في وعي المجتمع الذي يعي الحاجة الملحة للتغيير، وضرورة التسريع بالانتقال إلى رحاب الدولة اليمنية الجديدة القائمة على العدالة والمواطنة المتساوية والشراكة والكفاءة.
وقال :" ما تم في مؤتمر الحوار الوطني يمثل ثروة فكرية ومدرسة في بناء اليمن الجديد، وانتهاج ثقافة الحوار وتقبل الآخر وإرساء مبدأ التعايش، واحترام الرأي والرأي الآخر".
وأكد ياسر الرعيني في الحوار الذي أجراه معه الزميل خليل المعلمي ونشرته صحيفة " الثورة" الرسمية في عددها الصادر اليوم السبت أن مؤتمر الحوار ساهم بدرجة كبيرة في خلق ثقافة يمنية جديدة محورها الرئيسي بناء الإنسان، باعتباره الثروة الحقيقية الكبرى قبل جميع الثروات.
وقال :" منذ التحضير للمؤتمر ومن ثم انطلاقه الذي مثل علامة النجاح الأولى ومروراً بما تضمنه من أعمال فإن المؤتمر يعد أبرز حدث وطني عالج قضايا وطنية مستعصية، بذل خلال فترة انعقاده أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل جهوداً مضنية للتوصل للمخرجات التوافقية التي تعالج القضايا الوطنية التي ظلت عالقة طيلة السنوات الماضية".
وأضاف :" والفضل لله أولاً ثم للإرادة اليمنية والحكمة التي وصفنا الرسول عليه الصلاة والسلام بها، تم التوصل إلى مخرجات تؤسس لعقد اجتماعي جديد في اتجاه بناء الدولة المدنية الحديثة التي قدم الشباب خيرة رفاقهم لتحقيق هذا الهدف النبيل، ولا شك بأن هذه المخرجات ما كانت لتتم لولا تغليب الجميع لمصلحة الوطن العليا".
وحول قضية تحديد عدد الأقاليم وحدودها أفاد الرعيني بأن مؤتمر الحوار الوطني أقر في الجلسة العامة الثالثة التي انعقدت في 12 يناير الجاري، بالأغلبية تفويض الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ـ رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل بتشكيل لجنة برئاسته لتحديد عدد الأقاليم، ويكون قراراها نافذاً، على أن تتولى اللجنة دراسة خيار ستة أقاليم- أربعة في الشمال واثنان في الجنوب- وخيار إقليميْن، وأيّ خيار ما بين هذين الخياريْن يحقق التوافق.
لافتاً إلى أن قرار الرئيس واللجنة التي ستبت في الأمر قراراً نهائياً لا يحتاج إلى العودة إلى مؤتمر الحوار للتصويت عليها، لأن مؤتمر الحوار الوطني فوض رئيس الجمهورية تفويضاً مطلقاً، لذا فان القرارات التي ستخرج بها اللجنة سواءً أكانت إقليمين أو ستة أقاليم أو ما بينها ستكون قرارات نهائية.
وبين أن التوقيع على وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية، كان من أبرز مخرجات مؤتمر الحوار باعتبار حل القضية الجنوبية مفتاحاً لحل كافة القضايا الوطنية .. مبيناً أنه وعلى مدى ثلاثة أشهر من الحوارات الطويلة واللقاءات للفريق المصغر في القضية الجنوبية، تبلورت تلك النقاشات والرؤى إلى شكل الوثيقة التي تم التوافق عليها.
وحول ما يشاع في قضية تقسيم اليمن أكد أنه غير صحيح، فالكل مؤمنون بخيار الوحدة ولا خلاف في ذلك، إنما وفقاً لشكل جديد للدولة اليمنية الموحدة على أساس اتحادي ديمقراطي.
وقال :" لاشك بأن ما دفع إلى أن يتوافق الجميع على شكل الدولة الجديد هو فشل المركزية طيلة السنوات الماضية، واستغلالها لاحتكار الثروة والسلطة وهو ما أفرز اختلالات كبيرة كادت أن تجر البلد إلى الهاوية، لولا تيقظ الشباب واندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية في فبراير 2011م، والتي كان مؤتمر الحوار الوطني نتاج لها، ومن المؤكد أن شكل الدولة القادم سيساهم في خلق التنافس في إعطاء المجتمع إمكانية للمشاركة في صناعة القرار السياسي وكذا التنافس بين الأقاليم في التنمية والاقتصاد والتطور والاهتمام بالإنسان".
وفي رده عن سؤال خاص بتوقعاته بمدى استجابة كل القوى للمساهمة في تنفيذ مخرجات الحوار، سيما وأنها جرت مواجهات ميدانية في الوقت الذي كانت النقاشات تدور في أروقة مؤتمر الحوار .. قال الرعيني :" هذا سؤال جوهري وهام.. وحقيقة أن الأمر يختلف أثناء فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني عن فترة ما بعد انعقاده ..فقد احتوت الوثيقة بدرجة رئيسية ضمانات محددة توافق عليها المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، وقبل الحديث عن أي ضمانات، فإن الشعب اليمني التواق للتغيير وبناء اليمن الجديد والذي عانى من أجل ذلك طويلاً هو الضمانة الأكبر، والرهان الكبير عليه في التصدي لأي محاولة لإعاقة تنفيذ المخرجات".
وأشار إلى أن الوثيقة بينت أنها تعكس وعي والتزام المكونات السياسية والاجتماعية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل بضرورة استكمال المهام التي احتوتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتي بدأت بتوقيع المبادرة الخليجية وتنتهي بالانتخابات العامة.
وفيما يخص ثقته بالتفاعل الشعبي مع المخرجات أكد النائب الثاني لأمين عام المؤتمر أن ثقته بهذا التفاعل كبيرة جداً .. وقد تضمنت الوثيقة ضمن المهام التنفيذية اللازمة للتهيئة للاستفتاء والانتخابات إلى جانب حزمة المهام الاجرائية المتعلقة بتشكيل لجنة صياغة الدستور وحتى الاستفتاء عليه، حزمة من المهام الخاصة بالتهيئة الشعبية منها استكمال تنفيذ النقاط الـ20 والـ11، وتكثيف حملات التوعية، وإنهاء المظاهر المسلحة وأعمال العنف، واستكمال تشكيل اللجنة الخاصة بالتحقيق بانتهاكات 2011م، واطلاق سراح معتقلي شباب ثورة التغيير والحراك الجنوبي السلمي والذين اعتقلوا خارج اطار القانون ، وغيرها.
وأوضح فيما يتعلق بالتغييرات في الحكومة أن الحكومة من المؤسسات الحاكمة للمرحلة الانتقالية، وقد تم الاتفاق على أن يقوم رئيس الجمهورية بممارسة صلاحياته الدستورية للتغيير في الحكومة بما يضمن تحقيق الكفاءة والنزاهة والشراكة الوطنية ، وكذلك الأجهزة التنفيذية الأخرى على المستوى المركزي والمحافظات لضمان الشراكة الوطنية والكفاءة.
وتوقع الرعيني أن تواجه اليمن عراقيل مستقبلية قائلاً :" ما واجهه مؤتمر الحوار الوطني من مساعٍ لإفشاله وعرقلة مسيرة التغيير، وما شهده الوطن من أحداث تخريبية للمنشئات الاقتصادية والبنية التحتية والاختلالات الأمنية من قبل قوى معادية لمشروع التغيير، فإنها إن لم تتخلى عن هذا المشروع التخريبي، فإنها قد تسعى لابتكار وسائل جديدة لإحداث الفوضى، إلا أن الرهان كما ذكرت لك في إجابة سابقة على شعبنا اليمني الذي يعي أهمية التغيير وخطورة عرقلة هذا المشروع الوطني، وهو من سيفشل تلك المؤامرات".
ولفت إلى المخرجات لبت تطلعات الشعب اليمني إذ شملت المخرجات معالجات للقضايا الوطنية التي ناقشتها فرق المؤتمر التسع، وصدر عن المؤتمر ما يزيد عن 1800 قرار، وتخلل فترة انعقاد المؤتمر نحو 3500 فعالية مجتمع مدني شارك فيها الملايين من أبناء الشعب في مختلف المحافظات وتم الاستماع إلى رؤاهم وتصوراتهم وبلورتها واستيعابها ضمن المخرجات، فضلاً عن تقديم 1578ورقة عمل ومشاركة مجتمعية للمؤتمر، وكذا زيارة 18 محافظة من قبل أعضاء المؤتمر للاستماع إلى رؤيتهم لبناء اليمن الجديد، وهذا يعني أن مخرجات مؤتمر الحوار ليست مخرجات 565 عضو، بل الشعب بأكمله.
كما تطرق إلى أن مدى تلبية المخرجات لتطلعات شباب الثورة .. مبيناً في هذا الصدد إلى أن شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية كانت مطالبهم عالية ووطنية وأهداف ثورتهم تشمل معالجة لكافة القضايا الوطنية والانتقال إلى رحاب الدولة المدنية الحديثة، وبالتالي فإن مخرجات مؤتمر الحوار ومعالجتها للقضايا الوطنية هي انتصار لإرادة الشباب ومن ضمن مسارات أهداف الثورة التي يعمل الشباب على استكمال تحقيق أهدافها ولن يتوانوا حتى يتم استكمال تحقيق كافة الأهداف.
ولفت إلى أن الشباب عبروا في بيانات ترحيبية بمخرجات مؤتمر الحوار بأن الشعب اليمني بكل قواه الحية وفي طليعتهم شباب الثورة هم الضامن الرئيس والأكبر لإنجاز مهام التغيير وبناء اليمن الجديد باعتبارهم المحرك الأساسي لعجلة التغيير على الرغم أن الشباب خلال المرحلة السابقة لم تتاح لهم المشاركة بالقدر اللائق بهم .. مؤكدين أن تلك النسب المعلنة لتمثيل الشباب ماتزال دون دورهم المحوري الذي اضطلعوا به في لحظة تاريخية حاسمة وهو ما يعد تحدياً مازال قائما يفرض على الشباب أن يتجاوزوه .
وحول إمكانية الاستفادة من التجربة اليمنية قال الرعيني :" واجهنا إشكالية في بداية عملنا أثناء محاولة الاطلاع على بعض التجارب المماثلة لما تشهده الحالة اليمنية، ونظراً لبعض العوائق التي واجهناها فقد عملنا ضمن آلية حديثة ودقيقة تضمن التوثيق الدقيق والمتابعة المستمرة لكل ما يعتمل داخل المؤتمر، باعتبار ما يجري حدثاً تاريخياً ووطنياً يستوجب إطلاع الرأي العام لكل ما يجري فيه، وكذا توثيق أحداثه لإمكانية الاستفادة منها للبلدان التي تمر بحالات مشابهة، ولاشك أن العالم والمنطقة العربية كلهم كانوا شركاء في هذه العملية وحريصون على إنجاحها، وأشادوا بانطلاق المؤتمر واستمرار فعالياته ثم التوافق على مخرجاته، كنموذج فريد في المنطقة".
وأضاف :" وقد شهد المؤتمر ما يزيد عن 1300 جلسة عمل واجتماع فريق ، وتم توثيق أكثر من 1300 محضر لجلسات الأعمال تضم في طياتها عشرات الصفحات كمضبطة لكل ما يدار في الجلسة، إلى جانب تسجيل ما يقارب من سبعة الاف و700 ساعة للنقاش والعمل، وجرى تنفيذ ما يزيد عن 3500 فعالية مجتمع مدني في مختلف المحافظات شارك فيها الملايين من أبناء الشعب اليمنى، وما يزيد عن 1578 مشاركة مجتمعية قدمت إلى مؤتمر الحوار الوطني وتم الاطلاع عليها من قبل فرق العمل ، وكانت الحصيلة ما يزيد عن 1800 قرار تم اتخاذه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل في فرق العمل المختلفة، وهذه الثروة التي تطلبت جهد كبير واستثنائي، ستكون نموذجاً رائداً ليس لليمنيين فحسب بل وعلى مستوى المنطقة والعالم".
وفي ختام اللقاء أكد ياسر الرعيني بأن التجربة التي حققها اليمنيون كبيرة ورائدة، ونجاح المؤتمر هو نجاح لكل اليمنيين بلا استثناء، على اعتبار أن مؤتمر الحوار الوطني مثل نموذجاً مشرفاً على مستوى المنطقة عموماً ولدول الربيع العربي على وجه الخصوص.
وقال للثوره :" بفضل إرادة اليمنيين وحكمتهم فإن الوطن يتجه إلى الانتقال إلى المستقبل المنشود والدولة العادلة الديمقراطية التي يسودها الأمن والاستقرار ويتحقق فيها العدل والمساواة والشراكة والكفاءة".
داعياً جميع أبناء الوطن إلى الاضطلاع بدور إيجابي وفاعل في الترويج لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتطبيق المخرجات على أرض الواقع، والافتخار بتحقيق هذا النجاح الكبير الذي أدهش العالم، وعكس الحكمة اليمنية في أبهى تجلياتها وصورها.
مؤكداً في ذات الوقت ضرورة إدراك أهمية العمل وفق المسؤولية المشتركة بين المواطن والمسؤول، والأدوار المشتركة بينهما، في بناء الوطن والحفاظ على استقراره وأمنه، والمساهمة في الدفع بعجلة التغيير نحو الأمام.
المصدر : صحيفة الثورة الرسميه