أخبار السعيدة تسلط الضوء حول حقيقة الفحص الطبي للطالب الجامعي ما قبل الدراسة (تحقيق صحفي)
• عملية الكشف الطبي هي عملية شكلية لا تكشف عن الوضع الصحي للمتقدم
• الكشف الطبي عبارة عن إجراء شكلي وإجراء غير إنساني فيه نوع من التمييز ومنافي لطبيعة الإنسان
• عملية الفحص الطبي ما قبل الدراسة هي عملية تحصيل موارد للمركز
• الرسوم التي يدفعها الطالب هي رسوم تطبيب وليس فحص طبي
• زيادة الرسوم على الطالب بموجب قرار رئيس الجامعة نظراً للزيادة المستمرة في الأسعار
• على الطلاب أن يعوا أن المركز وجد لخدمتهم وليس ضدهم تم إنشاء المركز في تاريخ (16/9/1998م) وفق اتفاق بين مكتب وزارة الصحة العامة بعدن وجامعة عدن وذلك بهدف تعزيز دور الجامعة في تقديم خدماتها المتميزة لمنتسبيها وأفراد المجتمع وتفعيل العمل والتعاون المشترك بين الجامعة ومكتب وزارة الصحة العامة بعدن، وعلى أساسه تم تسليم الجامعة نصف مبنى المجمع الصحي التابع لوزارة الصحة الكائن في حي الرشيد بخور مكسر على أن تقوم بأعمال الترميم والصيانة وتجهيز المبنى بالمعدات وبكل ما يلزم لتشغيله كمركز جامعي يقدم الرعاية الصحية الأولية والعلاج لكافة أعضاء الهيئة التدريسية المساعدة والموظفين والطلاب بالجامعة وكذا المواطنين بالحي.. وتقوم الجامعة بالإشراف الكامل على تسيير العمل فيه وتشغيله إدارياً ومالياً وفنياً مع التقيد بسياسة وزارة الصحة العامة في تقديم الرعاية الصحية الأولية للخدمات العلاجية. فهل المركز يقوم فعلاً بالدور المطلوب منه على أكمل وجه في عملية فحص الطالب أم هو مجرد إجراء شكلي؟!
أخبار السعيدة حققت بهذا الإجراء مع عدد من الطلاب والأكاديميين وكذا الجهات المختصة فإلى ماخرجت به:
الفحص الطبي المزعوم بداية جولتنا كانت مع الطالب/ راشد مساعد راشد مستوى ثاني قسم إعلام قال: فيما يخص فحص ما قبل الدراسة ذهبت للمجمع الصحي على أساس عمل فحص طبي للجامعة وأتفاجئت بطلبهم مني مبلغ قدرة (1000) ريال ومن ثم دخلت عند الطبيب العام الذي بدوره ودون أن اتقد م إليه بأي شكوى صحية كتب ورقة وختم عليها وقال لي بأنك لا تشكي من شيء، فاذهب إلى المدير العام واجعله هو الآخر يختم على الورقة.
وواصل حديثه: فذهبت إلى المدير العام الذي بدوره ختمها لي ومن ثم سجلت في الجامعة، كل ذلك تم دون أي إجراء يذكر للفحص الطبي المزعوم.
وشاطره الرأي الطالب/ عبد الله عبد النبي مستوى أول قسم إعلام وقال: بالنسبة لفحص ما قبل الدراسة ذهبنا إلى المجمع الصحي وطلبوا منا دفع رسوم (1500) ريال دون أن يتم فحصنا حتى بوخزه إبرة، لذا نتمنى منهم الاهتمام بفحص الطلاب وذلك لتجنب الأمراض المعدية والخطيرة نتيجة التجمعات الطلابية بينهم في الجامعات، وكذا أن يتعاملوا معهم كأبنائهم فلذات أكبادهم التي تمشي على الأرض. لا يؤدي الغرض ومن جانبه التقينا بالدكتور/ عبد الحكيم محمد صالح باقيس نائب عميد كلية الآداب للشؤون الأكاديمية
وقال: فيما يتصل باستمارة الكشف الطبي أو التحليل الطبي المتبعة كإجراء للتسجيل أو القبول في الجامعات أو حتى كاشتراط في التعيين والوظيفة.. اعتقد أن استخدام هذا النوع من الكشوفات لا يؤدي الغرض المطلوب منه، هذا إذا سلمنا بصحة هذا الإجراء فإن عملية الكشف الطبي هي عملية شكلية لا تكشف عن الوضع الصحي أو الطبي للمتقدم أكان طالب أو موظف أو..أو حتى يتم بعد ذلك التعامل مع هذه الحالة الطبية تعامل ايجابي من خلال اقتراح علاج معين أو وظيفة معينة أو درجة معينة.
نوع من التمييز
وأشار بالنسبة لقناعتي الشخصية حول الكشف الطبي يعتبر هذا نوع من التمييز لأننا إذا اكتشفنا على سبيل المثال أن الطالب مصاب بمرضً معين.. هل هذا يعني عدم قبوله في الجامعة أو عدم تعيينه إذا تقدم إلى الوظيفة؟ وإذا فرضنا بأن هذا المرض من الأمراض المعدية ففي هذه الحالة نحن نمارس هذا التمييز العنصري لحامل هذا المرض حتى إذا تخيلنا أسوء هذه الأمراض.
إجراء شكلي
وأضاف: لذا اعتقد أن الكشف الطبي هو عبارة عن إجراء شكلي وإجراء غير إنساني فيه نوع من التمييز، إلا إذا اتبعنا هذه الخطوة بإجراء معين تقوم به الدولة أو الجهات المختصة بالتعامل مع هذا المريض أو هذه الحالة التعامل الايجابي المطلوب.
وواصل حديثه: كما اعتقد أيضا أن هذا النوع من الكشوفات منافي لطبيعة حقوق الإنسان لان من حق الإنسان الحياة والدراسة ومن حقه العمل وكذا أحقيته في الوجود والتعبير، وتعجب باقيس إذا كنا نريد لاعب كرة قدم أو رياضي أو مصارع في حلبه في هذه الحالة ربما نحتاج إلى هذا النوع من الكشوفات الطبية. وأضاف: في الغالب أن هذه الكشوفات إذا سلمنا بأهميتها ينبغي أن تراعي نمط الوظيفة أو نوع العمل أو الاحتياج لهذا الكشف بمعنى أن الكشف لطالب متقدم للدراسة يختلف عن الكشف الطبي لرائد فضاء، لذا إذا اكتشفنا أن هذا الطالب قد أصيب بأحد الأمراض المعدية أو الفيروسية هل هذا يعني عدم حقه في التعليم بالتأكيد هذا يجافي حقوق الإنسان وأبسط القواعد المتبعة في هذا المجال.
الدور المطلوب بينما الدكتور/ الخضر ناصر لصور مدير عام مكتب الصحة والسكان بعدن قال: بحاجة إلى مركز طبي متكامل خاص يقوم بفحص الطلاب سواء كان الدارسين في الجامعة أو ما بعد الجامعة الخاصة بالدراسات العليا، ومن خلال معاينتنا للمركز للأسف ومع احترامنا للقائمين عليه لم يقوموا بالدور المطلوب خاصة في مجال الفحوصات الطبية.. علماً بأنه في تصوير للفحص لأكثر من شخص بمعنى أن بدل اسم (أحمد) يحطوا اسم (علي)، لكن الفحص في الأساس يكون تابع لشخص آخر وكأنه مجرد فقط عملية تحصيل موارد للمركز. لذا آن الأوان أن يتم تصحيح هذه الأمور.
سؤ فهم
وآخر جولتنا كانت مع الدكتور/ محمد سالم برعية مدير عام مركز الرعاية الصحية جامعة عدن قال: بناءاً على ما نشر في احد الصحف الرسمية عن الفحص الطبي ما قبل الدراسة للطالب الجامعي هو عبارة عن سؤ فهم حيث أن الطالب يدفع مبلغ (1000) ريال ليس مقابل فحص طبي وإنما مقابل رسوم تطبيب خلال فترة دراسته ما بين (4-6) سنوات في بعض كليات جامعة عدن حيث يحصل الطالب على الفحص الطبي والمعاينة التشخيصية والعلاجية مجاناً طيلة فترة دراسته بهذا المبلغ لذا وجب التوضيح.
زيادة الرسوم
وأضاف: بالنسبة لزيادة الرسوم على الطالب فهذا بموجب قرار رئيس الجامعة لأنه وكما هو معروف أن الأسعار في تزايد مستمر سواء كان في الأدوية أو المحاليل الطبية وغيرها من السلع الأخرى، ونحن قمنا فقط بعمل زيادة (50%) حيث شملت الزيادة كل ما هو في الجامعة بما فيه رسوم القبول في الجامعة حيث كانت قيمة الاستمارة في السابق (1000) ريال والآن زادت إلى (3000) ريال، علماً بان في العام القادم ستطبق الزيادة على التطبيب من (1000) ريال إلى (1500) ريال.
ليست مسؤوليتنا
واستطرد قائلاً: أما بالنسبة للطالب القادم من الخارج فهذه ليست مسؤوليتنا وإنما هو مسؤولية مركز الرعاية في وزارة الصحة لان الطالب عندما يتقدم بعمل فحوصات معينة مثل (فحص الايدز وفحص الكبد وفحص الأمراض المعدية) كل هذه الفحوصات غير متوفرة لدينا في المركز، حيث تم إحالة كل الموفودين من الخارج عبر وزارة الصحة لعمل الفحوصات اللازمة لهم وذلك بالتنسيق مع مكتب وزارة الصحة بعدن.
وأردف قائلاً: أتمنى أن يتم فتح عيادة صحية في كل كلية, لكن الإمكانيات تحدد كل شيء ونحن في ظروف نحاول في جامعة عدن قدر الإمكان مسايرة إمكانياتنا بظروفنا.
الإجازات الطبية
وواصل حديثه: هناك مشكلة نواجهها مع طلاب الجامعة بخصوص الإجازات الطبية خلال الامتحانات حيث يحضر إلى المركز العديد من الطلاب الذين ليس لديهم أعذار طبية تقبل الإجازات ويريدون إجازة طبية بالقوة، طبعاً نحن هنا في المركز نقدر كل طالب مريض لكن بعض الطلاب ليس لهم علاقة بالمرض ولكن لهم علاقة بشيء معين يدور في ذهنهم ويريدون إجازة بالقوة حيث يقوموا بعمل فوضى وإزعاج داخل المركز للمرضى الحقيقيين والأطباء وذلك من أجل الحصول على إجازة مرضية بالقوة وهذا للأسف لا يستحق أن يكون طالب لان (التربية تأتي قبل التعليم) وما يحصل منهم ما هو إلا بلطجة ونحن لا نقبل البلطجة في العمل الطبي، مشيراً نحن آباء ومدرسين يجب علينا أن نخلق جيل علمي صح..
جيل يتحمل المسؤولية
وأفاد: أن عمداء الكليات للأسف يحولوا كل الطلاب إلى المركز دون أن يوعوهم بالنظام الصحي وبذلك يضيع الطالب بين العمادة وبين مسؤوليته لان على الطلاب أن يعوا أن هذا المركز وجد لخدمتهم وليس ضدهم.
اشتراك شهري
وقال: كما يوجد لدينا نظام بالنسبة لأساتذة الجامعة وموظفيها حيث نأخذ منهم اشتراك شهري مقابل التطبيب يعني يأخذ من المدرس مبلغ (700 ريال) ومن الموظف (50 ريال) شهرياً وهذا مبلغ بسيط لا يساوي شيء فبالتالي الجامعة تحاول قدر الإمكان أن تسهل الأمور، بالإضافة إلى أن الجامعة تعطي للمدرسين وكذا لموظفيها إذا مريض ويحتاج للعلاج في الخارج وله نظام خاص تقدم له المساعدة وذلك مقارنة ببعض المرافق التي لا تساهم بشيء في علاج موظفيها، وأضاف: حيث اصدر رئيس الجامعة مشكوراً قرار على عضو هيئة التدريس المريض يتحصل على (3000 دولار) وتذكرتي سفر له وللمرافق.