سيمفونية لم تكتمل بعد (قصة قصيرة)
رآها لأول مرة ، أعجب بوطنيتها.. حملا معاً سلاحاً ونضالاً، كان كلاهما يحمل قضية وطن وقضية حب لا نهاية لها .. عزفت لحناً جميلاً للحياة غيرأن موسيقاها لم تصل إلى العالم الآخر الذي لم يشهد وطنيتها وحبها الذي قيل عنه أروع من زهر النرجس وسيمفونية تحاول الاكتمال رغم لهيب النيران.
خافت كثيراً على قلبها لو انه يرحل من جوانحها تشبثت به بقوة غنت له بعض أغاني طفولتها وتدلى شعرها له طويلاً لم يمنحها سوى مرتبة القدر الرجولي في وضح الهزيمة هزمت ونهضت تفتش عن نفسها في كومة من رصاص أطلقت على قلبها لأنها جمعت بين اثنين "بين وطن وحب" والجمع بين اثنين محرماًانذاك. قادت مظاهرات كثيرة في عهد نضاله ..
كبر أمام عينيها ورتبت له قدره وبعض من رصاصاته ..لم تكن تعلم أن هذه الرصاصات ستغتال بعضها وترمي بها خارج دائرة الكونية ... كانت سيمفونيتها على وشك الاكتمال غير انه أعلنها بأن لاوجود لها في قلبه الوطني سوى بضعة لحظات تقتل حياة أنثى عرفت بالقوة والتجلد وعرف هو بالخيانة .
أعلنها نهاراً جهاراً بان المرأة التي شاركته الوطن لم تكن إلا سيمفونية أنثى غاب عنها الرجل بلا عودة. قادت وطن يملؤه نساء حرمت كل واحدة من رجل صار بلا شاربه الطويل بلا رجولته لأنه فيه شيء من الخيانة المشروعة في صباحاته القاتمة لبطولات لم يصنعها إلا امرأة الفت بعض من سيمفونيات الحلم البعيد.