احدث الاخبار

كأنهم ليسوا يهوداً!

كأنهم ليسوا يهوداً!
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 26-02-2010

تعالت في الفترة الأخيرة أصوات فلسطينية محذرة من تحول الصراع مع اليهود إلى حرب عقائدية، بل وصل الأمر بالسيد محمود عباس أن يصف ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية بالقرار الاستفزازي الخطير، الذي يهدد بحرب دينيه. وهذا التحذير التقى عليه أكثر من مسئول فلسطيني، ومفكر، ومنهم السيد حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة، الذي حذر في مقال له من الحرب العقائدية.

 

وعلى الجانب الإسرائيلي كررت "تسفي لفني" زعيمة حزب كاديما، خلال لقاء أجرته مع شبكة CNN، كررت ما سبق وأن حذرت منه، وهي تقول: نرفض في نهاية الأمر أن يتحول الصراع مع الفلسطينيين من قومي إلى عقائدي". وقد التقى معها في التحذير كل من شمعون بيرس، وأهود براك، وكل قادة اليسار في إسرائيل.

 

فهل معنى ذلك أننا أمام تحالف قومي يضم الصهيوني والفلسطيني في مواجهة المتطرفين اليهود من جهة، والمتدينين المسلمين من جهة أخرى؟

 

رغم وجود هذا القاسم المشترك بين بعض الفلسطينيين وبعض اليهود، ورغم وجود الرغبة في حصر "الخلاف" كما يسميه البعض مع الإسرائيليين في إطاره القومي، أو الوطني، إلا أن فشل المفاوضات التي جرت بين الطرفين على مدار ثمانية عشر عاماً، جاء في صالح أنصار العقيدة اليهودية، الذين انتشروا، وزادوا، وفازوا، وسيطروا على القرار في إسرائيل، وهم يستعدون للحرب الدينية، بدعم كل المجتمع الإسرائيلي الذي راح يكشف عن عقيدته اليهودية بشكل جلي، وللعلم؛ فإن فكرة قيام دولة إسرائيل من أساسها كانت فكرة دينية محضة رغم ثوب القومية الصهيونية الذي لبسته الدولة في فترة تأسيسها. لذا يحرص أصحاب عقيدة أرض الآباء، والأرض التي باركها لله لبني إسرائيل، يحرصون على مواجهة الآخرين بعد تجريدهم من عقيدتهم، يواجهونهم تحت أي مسمى كان، ما عدا الحقيقة التي لا ينكرها عاقل، والتي تقول: إن الصراع على هذه الأرض هو صراع عقائدي.

 

ومع ذلك، فما زال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يسهل الأمر، ويبعده عن العقيدة اليهودية، ويخفف من أثر قرار ضم الأماكن الإسلامية إلى قائمة الأماكن التراثية اليهودية، فيقول: "إن القرار لن يسيء إلى وضع هذه الأماكن. وسنقول لأطفالنا انه موقع تاريخي، ومقدس للشعب اليهودي. وهذا لا يعني أن المسلمين لا يتمتعون بحقوق هناك". إنه داهية اليهود الذي ما زال يوظف القومي، والوطني لصالح اليهودي العقائدي الذي استجلب اليهود إلى هذا المكان.

 

أما آن للسياسيين الفلسطينيين إدراك حقيقة الصراع القائم على هذه الأرض؟

 

fshamala@yahoo.com

عدد القراءات : 2046
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات