احدث الاخبار

وماذا بعد زوال إسرائيل!؟

وماذا بعد زوال إسرائيل!؟
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 07-03-2010

بغض النظر عن الخسائر، وما ستؤول إليه المنطقة من دمار وتخريب، فإن كل الدلائل تشير إلى أن دولة إسرائيل التي شغلت الدنيا، وعذبت الشرق قد انتهت، وزالت من التاريخ رغم وجدوها المادي الذي ما زال قائماً، وما زال يفرض نفسه عنيداً حتى هذه اللحظة، وذلك لأن الميلاد والموت يتحقق عملياً قبل لحظاته النهائية التي تمثل الإعلان عن الموت وعن الميلاد، وأزعم أن التطورات التي تجري بسرعة في منطقتنا العربية قد تجاوزت مجال النقاش عن نهاية إسرائيل، ولاسيما أن مجموعات المقاومة الإسلامية، والأحزاب السياسية، والتنظيمات المقاتلة، والدول المعنية بالمواجهة، هم على دين واحد، ولهم رب واحد رغم طول لحية هذا القائد، وقصر شارب ذاك الزعيم، ولو دقق كل دارس للتاريخ، أو متتبع للتشكيلات السياسية التي تطل من الأفق، لأبصر تصاعد القبضة الإسلامية الفولاذية، أو النووية، وهي تنذر بقيام الساعة على إسرائيل، التي تحايلت على حوض المتوسط وسيطرت على دول المحيط بكل خبث ودسيسة، دون أن تحسب للموت الزاحف عليها من الشمال والشرق، والجنوب. ومن يتعمق في تاريخ اليهود أنفسهم يجد فيه ما يشير إلى ذلك؛ فهم الذين تحصنوا من دول الجوار على مدار تاريخهم، فجاءهم الموت فجأة من بعيد، أو استجلبوا بسلوكهم العدائي الموت ليزحف عليهم من بعيد، بينما هم في قمة مجدهم.

 

لم يعد يقلقني، أو يثير تفكيري متى ستزول إسرائيل عملياً، وإنما ماذا سنفعل بعد زوال إسرائيل، أي نظام حكم سيسود في هذه البلاد، ما شكل العدالة الاجتماعية التي نطمح إلى تحقيقها، وأي قانون سينفذ؟ وما هو أسلوب الحكم الذي سيحفظ للأمة كرامتها، وديمقراطيتها، وحضارتها، وإنسانيتها. وكيف ستتطور الأمور الحياتية في الشرق بعد انتهاء التهديد اليهودي الذي ظل محراك شر الأمم، ومحراك إبداعهم في المقاومة؟

 

أسئلة ما بعد زوال إسرائيل هي التي يجب أن تشغل بال الرأي العام العربي والإسلامي، أما ما هو كائن الآن من غرور عسكري إسرائيلي، وصلف، وعن آلية تدمير هذه القوة، وعن كيفية تفكيك الدولة العبرية، وإزالتها، فأزعم أن هذا شأن العسكريين، وهم قادرون على التعامل معها، لتبدأ حياة سياسية بعد سنوات في شرق أوسط بلا سطوة إسرائيل.

 

قد يقول البعض: أي هراء هذا، وكيف تتجرأ على افتراض المستحيل، لأقول: إن انهيار الاتحاد السوفييتي كان مستحيلاً قبل سنوات من تحقق انهياره، وتفككه عملياً، لقد كان أكثر قوة، وصلابة، وتسليحاً، وتأثيراً من الدولة العبرية.

 

fshamala@yahoo.com

عدد القراءات : 2103
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات