احدث الاخبار

تقرير بمناسبة يوم الأرض

تقرير بمناسبة يوم الأرض
اخبار السعيدة - بقلم - جودت مناع         التاريخ : 30-03-2010

يحي الفلسطينيون في 30 من آذار كل عام ذكرى يوم الأرض، لكن هذه الذكرى تكتسب مغزاً خاصاً في كل عام بالنظر لتعثر محادثات السلام المزعوم ونظراً للتغيرات التي يفرضها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ي 30 من آذار عام 1976 دعا الفلسطينيون في الجليل إلى إضراب عام احتجاجاً على قرار الحكومة الإسرائيلية الذي سُمح بموجبه لمؤسسات الاستيطان بالاستيلاء على نحو 20ألف دونم من الأراضي التي يملكها الفلسطينيون العرب لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية.

وقد تضامن مع فلسطيني منطقة الجليل فلسطيني منطقة المثلث التي تقع بمحاذاة مثلث جنين، نابلس وطولكرم، حيث كان يسكن مائة وخمسون ألف فلسطيني اشتركوا في انتفاضة شعبية عارمة ضد سياسة الاستيطان والتهويد ومصادرة الأرضي التي تعني نقل ملكية الأراضي التي يملكها الفلسطينيون إلى الشركات اليهودية لتنفيذ مشاريع الاستيطان عليها.

واليوم، ما زالت الحكومة الإسرائيلية مستمرة في نهجها التعسفي بمصادرة مئات الهكتارات من الأراضي التي يملكها الفلسطينيون وراء خط وقف إطلاق النار عام 1967 بإقامة مستوطنات المستوطنين الجدد من اليهود حيث الأكثرية في تلك الأماكن من السكان الفلسطينيين بهدف تغيير التوازن السكاني فيها.

ولذلك اجتمعت لجنة متابعة عربية تضم رؤساء المجالس المحلية العربية وأعضاء الكنيست العرب في شفاعمرو ودعت جميع السكان إلى الإضراب في الثلاثين من شهر آذار من كل عام احتجاجاً على خطط الحكومة الإسرائيلية بمصادرة الأراضي التي يملكها الفلسطينيون، واحتجاجاً على تعطيل حكومة نظام الفصل العنصري لعملية السلام مع الفلسطينيين.

لقد كان لهذه المناسبة أثر على وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم، واحتفالاته بيوم الأرض تؤكد ارتباطه الوثيق بيوم الأرض.

ويرجع تاريخ الاستيطان اليهودي في فلسطين إلى عام1880 ،أي بعد عام واحد من حادث اغتيال الاسكندر الثاني فيصل روسيا عام 1881، حيث اتهم يهود روسيا بتدبير الاغتيال فبدأت الهجرة اليهودية الجماعية من روسيا إلى أوروبا الغربية. ومنذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا سعى الاستيطان اليهودي إلى إحكام سيطرته على الأرض الفلسطينية بكافة الأساليب والأشكال من حرب وإرهاب وخداع وتواطؤ الانتداب البريطاني بهدف تأسيس القاعدة المادية اليهودية في فلسطين واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وطرده خارج فلسطين.

وكانت قمة التآمر البريطاني على الشعب الفلسطيني هي إعلان ما يسمى بـ "وعد بلفور" الاستعماري الذي مكن حوالي نصف مليون يهودي من الهجرة إلى فلسطين قبل عام ، لقد استهدفت الحركة الصهيونية 1948 السيطرة على الأرض واقتلاع السكان، ومنذ أن فكر ثيودور هرسل وغيره من القيادات الصهيونية في إقامة وطن قومي لليهود كانت مسألة تحتل موقفاً مركزياً في نشاطاتهم من أجل تحقيق الفكرة الصهيونية وقد استقر رأيهم على فلسطين كأرضٍ مناسبة لتحقيق المشروع الصهيوني الاستيطاني.  

ومنذ مؤتمر بازل عام 1897 دخلت الأرض الفلسطينية ساحة الصراع الحقيقي بين الفلسطينيين واليهود حيث أصبح الدفاع عن الأرض لدى الفلسطينيين مهمة حياتية وبدأت المقاومة الفلاحية الفلسطينية وانتفاضتهم ضد المستوطنين اليهود منذ عشرينيات هذا القرن.

كان هذا بهدف حماية الأرض ومنع سيطرة اليهود المهاجرين عليها، وكان الانتداب البريطاني في فلسطين يساعدهم ويسهل لهم الطريق في الاستيلاء على الأراضي، فانتفاضة وادي الحوارث عام 1929 ،أرغم الاحتلال البريطاني الفلاحين الفلسطينيين على ترك أراضيهم لصالح اليهود واستمرت الثورات والانتفاضة الفلسطينية طيلة الثلاثينيات والأربعينيات.

ورغم نكبة فلسطين عام 1948 فان مشكلة الأرض بقيت مشكلة صراعية لم تنتهي بعد، بل ظلت عمود الرحا بين الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي وبقيت ينبوعا للصراع بين الفلسطينيين و المستوطنين الإسرائيليين إلى يومنا هذا، فبعد الخامس عشر من أيار عام 1948 فان الاستيلاء على هذه الأرض أصبح شرطا موضوعيا لقيام كيان الفصل العنصري (إسرائيل) و قد تبين للإسرائيليين زيف شعارهم الذي يقول "إن فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض"، وقد اعترف موشيل ديان أمام طلبة جامعة حيفا حيث قال "لا حاجة لنا أن نلف وندور علينا أن نعلن أن دولة إسرائيل قامت على حساب العرب وفي مكانهم".

وتابع ديان "نحن لم نأت إلى فراغ، لقد كان مواطنون عرب حيث أقمنا مستوطنات يهودية إننا نحول قطرا عربيا إلى قطر يهودي"، هذا ما اعترف به موشيل ديان في جامعة حيفا، وفي وقت مبكر، أما اليوم فانهم يعترفون بوجود الشعب الفلسطيني بشكل رسمي وعلني، ويتعامل معه كصاحب حق.

وقد استخدمت السلطات الإسرائيلية أساليب وإجراءات إدارية وعمليات تزوير وخداع ونهب لانتزاع الأراضي الفلسطينية، وأهمها فرض الحكم العسكري على المناطق التي تقطنها أغلبية عربية كالجليل والنقب والمثلث، وقد حد هذا من حركة الفلسطينيين في منطقة 48 وقيدها وتكرر هذا بفرض الحكم العسكري على الضفة والقطاع في أعقاب حرب حزيران عام 1967 سن قانون أملاك الغائبين الذي أباح الاستيلاء على أملاك ما تم تهجيره من الشعب الفلسطيني عام 48 .قانون حيازة الأراضي ،قانون التقادم، قانون مصادرة الأراضي ،قانون الأحكام العرفية، التطبيق الانتقالي لقانون الطوارئ، عمليات تزوير ونقل الملكية وعمليات خداع في بيع الأراضي.

لقد استخدمت جميع هذه الإجراءات لضمان الاستيلاء الكامل على الأرض الفلسطينية وبسط السيطرة الصهيونية عليها واقتلاع الفلاح الفلسطيني من أرضه ودياره وقد استولت السلطات الإسرائيلية بموجب قانون أملاك الغائبين على أملاك 350 مدينة وقرية فلسطينية تبلغ مساحتها 3ملايين وربع المليون دونم، هذا حتى عام 49، إلا أنها عادت واستولت على أراضي قريتي فرات وكفر برعم وكذلك على قرى عمواس وبيت نوبا ويالو عام 67، والعديد من القرى والخرب في الأغوار الفلسطينية المحاذية لنهر الأردن بعد عام 67، وكانت سياسة ما يسمى بـ "حركة أرض إسرائيل" والوكالة اليهودية والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تقوم بإنشاء العديد من المستوطنات الزراعية والصناعية والسكنية في القطاعات الخالية من السكان الفلسطينيين وإقامتها بمحاذاة المدن والقرى الفلسطينية القائمة، عمليات الاستيطان ومصادرة الأراضي المستمرة استمرت ما بعد حزيران في الضفة الغربية والقطاع والقدس والجولان كما استمرت داخل الخط الأخضر مما أدى إلى وقوع الحدث التاريخي وهو يوم الأرض في 30آذار عام 76 .

لقد كان 30 آذار لحظة انعطاف متميزة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني داخل الجزء المحتل من فلسطين عام 1948، وجاء هذا اليوم تأكيداً لحقيقة الانتماء الوطني للجماهير الفلسطينية ورفضها لمصادرة ما تبقى من أرضها، الأمر الذي يعتبر توكيداً للرفض القديم لكل ما صودر من الأرض والعقارات عامي 48 و49، كما كان واضحاً منها بتمسكها بأرضها ورفض اقتلاعها منها، كما أن أحداث يوم الأرض جاءت متميزة لكونها قامت على الفعل والمبادرة قبل أن تكون قائمة على رد الفعل، وقد أبدت الجماهير الفلسطينية في يوم الأرض استعداداً عالياً للمشاركة والتضحية والمقاومة، وكانت أحداثاً ضخمة والمشاركة فيها واسعة مما دفع قوات الاحتلال لتفجير حقدها الأسود في قمع المسيرات والمظاهرات الفلسطينية مما أدى في حينها إلى استشهاد وجرح العشرات واعتقال المئات من الفلسطينيين في مناطق الجليل والنقب والمثلث، غير أن الخلفية التاريخية التي لعبت دوراً أساسياً في بروز هذا الحدث التاريخي الوطني هو السياسة الإسرائيلية الاستيلائية ونهب الأراضي ثم الحالة السياسية الجديدة للجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر.

وكانت الشرارة لتحرك الجماهير الفلسطينية هي عندما صدر قرار إغلاق المنطقة رقم تسعة بتاريخ 13/2/1976 كمنطقة عسكرية، وتم منع أصحاب الأراضي الأصليين من الوصول إليها وقد أثر ذلك على قرى عرابة القوق ودير حنا وعرب السواعد فانفجرت أحداث يوم الأرض الأولى في هذه القرى.

كما أن صدور وثيقة "كيننخ" في 1/3/76 كان لها دورُ كبير في إشعال الشرارة حيث قدم متصرف اللواء الشمالي في الجليل تقريراً لوزارة الداخلية اتسم بالسرية يقترح فيه تهويد الجليل ومصادرة أرضه واستيطانه وقد اقترحت الوثيقة اتخاذ الإجراءات المناسبة للفلسطينيين هناك بالإضافة إلى سلب الأراضي في خلق حالة الاندفاع والتمثيل للعرب في الكيان السياسي والاجتماعي الإسرائيلي.

وترى الوثيقة أن المعركة الديمقراطية هي قوى محركة بين العرب واليهود في الجليل بسبب تزايد السكان العرب الفلسطينيين حيث وصلت نسبة السكان الفلسطينيين في الجليل أكثر من 150%، كما تعترف الوثيقة أن تكاثر الفلسطينيين يحمل في طياته خطراً على سيطرة إسرائيل على المنطقة كما تتحدث الوثيقة عن بروز التطرف القومي الفلسطيني ما وراء الخط الأخضر والى التأثيرات المتبادلة بينهم وبين فلسطيني الضفة الغربية وبروز منظمة التحرير الفلسطينية في الساحة الدولية والاعتراف الدولي بها عام 1974 .

وقد أجمل "كيننج" اقتراحاته بما يلي:-

- إقامة حزب عربي يعتبر أخاً لحزب العمل يركز على المساواة والسلام والثقافة واللغة والإنسانية.

- رفع التنسيق بين الجهات الحكومية و"الهستدروت" والسلطات المحلية لمعالجة الأمور العربية.

- إيجاد إجماع قومي يهودي داخل الأحزاب الإسرائيلية حول موضوع الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وتناسي الصراعات السياسية الداخلية.

- كما تشير الوثيقة أن الجيل الثاني الذي تربى في ظل الاحتلال الإسرائيلي رفض الجيل القديم والزعامات القديمة مما خلق جيلاً ثائراً معادياً للحكومة.

- كما اقترح تحديد نسبة العاملين العرب في المشاريع الإسرائيلية بحيث لا تتجاوز 20% لمنع النهوض الوطني للعمال العرب، واعتماد وكلاء عرب مخلصين للاعتماد عليهم ضد التأثير على الأوضاع الاقتصادية والتنسيق الاقتصادي على العائلات العربية والإنسان الفلسطيني عبر ملاحقة الضرائب ورفض إعطاء المنح للعائلات الفلسطينية متعددة الأولاد. وإعطاء الأولوية لليهود على العرب في فرص العمل وكذلك تخفيض نسبة الطلاب العرب في التحصيل العلمي وحرمان الطلبة العرب من التحصيل الأكاديمي وتشجيع تهجيرهم للخارج.

وتأتي الذكرى السنوية ليوم الأرض والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الخط الأخضر يؤكدون على تمسكهم بأرضهم التي فدوها بأرواحهم وما زالوا يبذلون كل طاقاتهم للمحافظة على هذه الأرض لكن الانقسام الوطني الفلسطيني جاء ليمنح كيان الفصل العنصري مزيدا من الوقت للاستيلاء على الأرض.

فالهجمة الإسرائيلية على أرض فلسطين وفي كل المناطق بما فيها القدس الشرقية المحتلة مستمرة رغم ما يسمى باتفاقيات السلام الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وكأن الجانب الإسرائيلي أراد من هذه الاتفاقيات أن تكون الغطاء للرأي العام وهي تبتلع الأرض الفلسطينية وتعمل على تغيير ملامح القدس في محاولة تهويدها وتقرب الحصار حول مناطق السيادة الفلسطينية وتقتل الأبرياء من المواطنين الفلسطينيين بدون حجج أو أعذار وتدخل مناطق السيادة الفلسطينية لحماية مستوطنيها التي دفعتهم لمناطق السيادة الوطنية الفلسطينية مثلما حصل مؤخراً في الخليل.

ولكن العالم مازال يعتقد أن هنالك عملية سلام مستمرة ومع كل أسف فالجانب العربي والفلسطيني طرف مساعد في هذا الاعتقاد، فبعض العرب تبادولا التمثيل الدبلوماسي مع كيان الفصل العنصري بمستويات مختلفة، ومستمرون في لقاءات مع شخصيات إسرائيلية وحتى زيارة إسرائيل لبعض القادة العرب أصبح أمراً عادياً. وحتى النضال السياسي في محاولة إشعار العالم بتهويد عربي تجاه أي تصرف يستهتر بالعرب لم يتم حتى مجرد التفكير به في الخفاء. كذلك الجانب الفلسطيني لم يعد قادراً على إعطاء أوامر قاطعة تجاه التعامل مع الإسرائيليين، فالمؤسسات الإسرائيلية تقوم بعقد لقاءات مع مجموعات فلسطينية بهدف جلب الأموال من الدول المانحة في الوقت الذي تتنكر فيه إسرائيل للسلام ولحقوق شعبنا وتستمر في مصادرة الأراضي والاستيطان والتهويد ورفض نداءات المجتمع الدولي للالتزام بحقوق الإنسان، وهذا كله يكرس الاحتلال في الأرض الفلسطينية ولا نرى أنه فائدة للفلسطينيين الذين يأخذون معلومات فقط من هذه اللقاءات.

بالمقابل استثمار الجانب الإسرائيلي للإعلام العالمي في محاولة لتشويه الواقع إننا لسنا ضد هذه اللقاءات في جو يسوده محاولات التقدم في السلام من الجانبين، إنما نرى العنف ضد شعبنا والجرافات لم تهدأ من جرف الأرض الفلسطينية التي نخشى ألا يبقى منها شيء ليتم التفاوض عليه والسؤال الذي نطرحه في يوم الأرض هل توقفت خياراتنا الفلسطينية ليكون خيار السلام الإسرائيلي هو الوحيد أمامنا.

إن خيارات الشعب الفلسطيني ما زالت كثيرة ومتعددة وأن التوجه إلى السلام يثبت فشله، وقد ثبت فعلاً، فعلى قيادات كل الأحزاب الوطنية الفلسطينية أن ترفع كل الخيارات أمام هذا الشعب لتحقيق حقوقه الوطنية المشروعة.

إن يوم الأرض ليست ذكرى للماضي بقدر ما هو عزيمة وتخطيط واستمرار للمستقبل، لقد مللك الشعب الفلسطيني ثورة بناها بدمائه وتشريده ومجاعته فلماذا يتركها الآن والهجمة قد اشتدت عليه، لنقف ونحدد المسار جيداً ونقتنع أن ثورتنا الفلسطينية هي طريقنا للضغط على العالم وعلى كيان الفصل العنصري للخضوع من أجل إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وتحديد أهدافه الوطنية.

لقد اختارت الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر الطريق الصحيح لانتزاع حقوقها وعبرت بصدق عن أكذوبة المساواة والديمقراطية داخل إسرائيل وأعلنت رفضها لسياسة التذويب والتجهيل والطمس ولم تبخل بالشهداء في سبيل ذلك، ومنذ ذلك الوقت يحتفل الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات بذكرى يوم الأرض الذي أصبح يوماً خالداً في تاريخ الشعب الفلسطيني تمجيداً لهذا اليوم وحفاظاً على الهوية العربية الفلسطينية للأرض.

·         مستشار ومدرب في الصحافة والإعلام

jawdat_manna@yahoo.co.uk

عدد القراءات : 3989
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
ختام الفرا غزه العزه
اقدم جزيل الشكر لزميل الاستاذ جودت مناع واقول معركه الارض لم تنته بل هي مستمره حتي يومنا هذا فالارض لازالت تعطي من يعطيها صحفيه حره
ميسر عليوة
د.جودت عندما قرأت المقال تذكرت المناضل والشاعر توفيق زيادعندما قال سأبني من خرائب بيتي بيتاوسأزرع حقولي قمحاوحرية نحن عشاق الأرض والحرية سنظل نعمل على حرية الأرض حتى تضمنا الأرض بين ثناياها
ايناس
الموضوع حلو ومميز مرسي الكوم كتير مو فان بس انا ما بدي اكتب الا ميل