احدث الاخبار

الزواج المبكر استباحة طفولة‏

الزواج المبكر استباحة طفولة‏
اخبار السعيدة - بقلم - عبد الكريم حمود القدمي         التاريخ : 31-03-2010

استغرب كثيرا للأقلام التي شوهت الحقيقة وتلاعبت بالمفردات في موضوع زواج الصغيرات واستغربت اكثر لعلمائنا ونوابنا وكتابنا الاجلاء الذين تبنوا مناوات هذه القضية التي بدت جراء كل ذلك كقضية الاقصى الشريف واوجة الشبة كثيرة لعل اهمها ان كلاهما مسلوبة مغتصبه الاقصى والطفله .

 

ايضا يحزنني اقحامهم لسيد المرسلين وزوجه الاطهار ، في امر كهذا والمحاجة به ، كانما لم يتبقى لنا كمسلمين من امر في ديننا ودنيانا الا هذا ، متناسين علمائنا اننا امة قد انتشر فينا فساد الاخلاق وفساد الذمم كانتشار النار في الهشيم ، فتحولت صحفنا البيضاء التي ولدنا نحملها الى قوالب سوداء صارت تدفنا ، وهم صامتون ساكنون .

 

ولايعدوا هذا الامر واعني زواج الصغيرات الا ان يكون احد هذه القوالب السوداء التي مازالت تثقل كواهلنا ، وبعضنا وصل به الامر الى ان يتباهي بها كانما هو فخر لاعار فتحولت امال بعض رجالنا كبار رجالنا ممن فقد عقله وممن غرته همزة شيطان او لمزة نفس امارة نحو استباحة جسد صغير وطاهر باسم الرباط الشرعي وهو في حقيقتة استرقاق واستباحة .

 

معللين رغباتهم بالاقتداء برسولنا الكريم ، متناسين ان اهم اسس الزواج ايا كان وصفة هو التكافؤ الجسدي والفكري وكذلك الروحي ان امكن ذلك .

 

ومما لاشك فيه اننا في هذا النوع من الزواج قد اوجدنا ربما تكافؤ في اساسا واحد الا وهو التكافؤ الفكري فقط ، فمن فكر في الزواج من طفلة لاتفقه من امرها شي فهو يحمل في راسه عقل طفل و رغبة ذئب مفترس تقودة شهوته .

 

ولا اعتقد ان علمائنا الاجلاء ونوابنا والكتاب المؤيدون لهذا الزواج قد يوافقون على تزويج بناتهم الصغيرات الطفلات تحديدا ممن يرضون دينة كما قال سيد المرسلين ، فحول بناتهم وحفيداتهم وقريباتهم سد منيع لا تطاله حتى فتاويهم ولا كتاباتهم التي وجدت فقط لاستخدام الغير .

 

وانا هنا لن اطالبهم بان يبتدوا بانفسهم ، لن اطلب من كل واحد فيهم ان يقدم احدى صغيراته كأضحية لافكاره ، لكني اطالبهم ان يروا ماذا تعنيه والى أي مدى تقود افكارهم .

 

افكارهم التي تطلب من طفلة صغيرة ان تتخلى عن اجمل مراحل حياتها وهي مرحلة الطفولة البريئة فتختزل هذه المرحلة ليبدء هذا الكائن دورة حياته كمولودة ثم والدة مباشرة وبدون أي مقدمات لا لذنب جنته ولكن لرغبات اثمه .

 

وهو ماسيعمل ضمنا على انتقال هذا الكائن الضحيه من مرحلة رفع فيها القلم عنها الى مرحلة وقوعها تحت طائلة القانون ، باعتبار ان الاولى ذلك نتيجة ادراكها المفترض الى الجوء المحيط بها وتمتعها بقدرة عالية على التمييز بين الخير والشر والصح والخطا كمتطلب للزواج والامومة وحسب فتوى العلماء وكتابات المؤيدون لزواج الصغيرات الضمنيه .

 

وهو مايتطلب اجراء تعديل في القانون لينص على ان الوقوع تحت طائلته محدد بالسن المذكور في النصوص القانونية او عند الزواج ايهما اقل .

 

اخيرا ان كان لهولاء العلماء والنواب والكتاب المؤيدون لهذا الزواج مواقف فلتكن في ساحة العلم والعمل والبناء والرفعة لا في ساحات الجماع والمتعة ، وليتذكروا ان ديننا دين رفعة ودين كرامة وتعضيم لحقوق الانسان ومكانته لا دين انتهاك واستباحة لهذه الحقوق .

 

وليتذكروا ان رسولنا الكريم الذي دانت له الجزيرة العربية قد نام ليال كثيره لايجد في بيته كسرة الخبز ، وليتذكرا ان رسولنا الكريم قد زوج احد المسلمين بخاتم من حديد واخر بما يحفظة من القران وليتذكروا ان رسولنا الكريم لم يظلم ، ولم يسلب الحقوق ، وان زواجه من امنا عائشة رضي الله عنها لم يكن ليبيح لنا سلب طفلة ضعيفة حقها في عيش طفولتها ، ان لم يكن حقها في الحياة ، وان كان علمائنا ونوابنا والكتاب يرغبون في الاقتداء برسولنا الكريم فليتزوجوا من نساء يكبرنهم بعقود وهو أولا ان يتبع خصوصا مع انتشار ظاهرة العنوسه بين اوساط الرجال والنساء التي ازدادت معدلاتها نتيجة ارتفاع المهور وتدني مستويات المعيشة وانتشار البطالة والفقر ، كلها احدث لم نرى ازائها اجتماع لمجلس العلماء الموقر او لكتلة نيابية او لمنتدى كتاب ولكنهم قد اجتمعوا جميعا ليدينوا مناهضة زواج الصغيرات .

عدد القراءات : 2931
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات