الطيب والرذيلة في الدراما العربية
في بعض الأحيان أستغرب عند مشاهدتي للدراما العربية بكافة اختلافاتها سواءً مسلسلاً ، فيلماً ، مسرحية .. الخ ، في حالة واحده فقط عندما أنظر إليها بعين الشخص العادي أو بمعنى آخر الضحية ، ولكن عندما أشاهدها بنظرة المثقف والمتعلم والناقد فإنني لا أستغرب مدى الانحطاط اللاأخلاقي لها فإنها تجمع مابين الطيب والرذيلة ولكن كل ما يعرض فيها من مشاهد الرذيلة يتجاوز الـ 80 % ، والباقي إن رحم ربي من المخرجين وكتاب السيناريوهات يضع نسبة 20 % لتحديد نصيحة أو توجيه مجتمع أو شخص إلى شيء صحيح لكن بعد أن يكون دمر ما تبقى للمشاهد من أخلاق وللمرأة والرجل العربي من ثقافة إسلامية .
بحجة بأنه لا يمكن كتابة سيناريو درامي دون حبكة ومؤثرات تجذب الجمهور للمشاهدة ، فما يجذب الهوى بالنسبة لديهم إلا امرأة عارية ورجل يخون زوجته والحبكة تدور حول ما يسمى بالحب لديهم ، والذي لا يعلمه الجميع ما معنى الحب الذي ينطق ؟
ولا أستغرب عند مشاهدتي لدراما غربية فإنه مجتمع غير إسلامي وإن وجدت به الأقلية فهي غير مؤثرة ، ولكن عندما نتحدث عن مصر ولبنان وسوريا رغم اختلاف المذاهب بها إلا أن الدين الإسلامي يطغي عليها بالمعنى ، فالسينما المصرية منذ سنوات قليلة بدأت بمواكبة التقدم الدرامي حتى باتت تصل إلى مستوى الدراما الغربية ، لكن دون النظر في الفرق في الدين فالأغلبية العظمى من سكان جمهورية مصر العربية والبالغ نسبته 80 مليون نسمة ، من المسلمين .
وصل العمل الدرامي في مصر إلى وضع مقزز وكذلك في لبنان وسوريا وغيرها من الدول العربية والإسلامية حيث أصبحت الموضة اللغة الإسلامية في مشاهدها والتبرج وقصص الزواج العرفي حسب المشاهد هيا تقاليد الدين الإسلامي وما أن تظهر الفتاة على الفراش عارية وبجانب عشيقها يمارسون ما يطلق ككلمة تعبر عن المشاعر الحب ، بعد ذلك يبدأ كشف حقارة الشباب وترجع الفتاة إلى ربها تصلي وتبدأ المشاكل وتخرج من جديد بالجنز والبدي ونصفها العلوي وقد يكون السفلي أيضاً ظاهراً بعدها تعود للبكاء والتضرع وكأن التوبة والإسلام أصبح كذلك ، وللأسف كل مشاهد السينما والمسلسلات والأفلام وغيرها أصبحت بنفس النمط .
أعلنت السينما ودور العرض المصرية خاصة عن مجموعة من الأفلام المصرية الجديدة لعام 2010 م وجميعها يدور حول مشاهد الاغتصاب والممارسة الجنسية وبعضها تصطحب بعض القصص الخاصة بالصداقة وأسباب تذمر الشباب ومدى تضرر المواطن العربي او المصري من عدم رقابة أولياء الأمور والتي جعلت الشاب الذكر والأنثى تنساب حول الرذيلة والنهاية سلبية وقد تنتهي بزواج أصحاب الغلطة في العلاقة وهوا ما يشجع الشباب والذين يعانون من معارضة أولياء أمورهم بالزواج من ما يحبون حسب قولهم إلى الذهاب للغرف المغلقة والوقوع بالرذيلة كي يضعوا أولياء أمورهم تحت الأمر الواقع والزواج ، وهيا الفكرة الخاطئة .
في أحد الأيام وأنا أتصفح ببعض المنتديات والمواقع الخاصة بتحميل الأفلام العربية وجدت إعلان بالخط العريض فيلم تونسي بعنوان " .... " خاص لما فوق ال 18 سنه فقط ، وترك التحميل مفتوح ، وكأن مشاهدته حلال للكبار حرام على الصغار ، فتوجه لرأيته وقمت بتحميله ـ وتفاجأت به فيم جنسي تونسي يظهر به المسلمون وهم بحالة مزرية في بيوت الخلاء عراه يقبلون يبعضهم ويمارسون الفاحشة ، فعدت للصفحة فوجدت العديد منها تحت مسمى تونسي ومغربي ومصري وغيره ، والضحية من جديد الإسلام وكأنها حملة للانحدار الإسلامي وتشويه صورة الديانة الإسلامية ، فماذا تبقى لنا لم أعد أحمل أي من الغرب الذين يسيئون للنبي محمد والدين الإسلامي عبر الرسوم الكاريكاتورية ، لأن الإساءة جاءت عربية إسلامية الأصل من داخل أكبر الدول الإسلامية ..
ومنذ ذلك الحين لم أعد أستغرب من سماع أو مشاهدة أي شيء بذلك الخصوص ، فجاء الصفعة الكبرى والنتيجة المترتبة من تلك الدراما الخبيثة أن حدثني مجموعة من الشباب عن مجموعة من الأفلام والمشاهد الجنسية العربية وخاصة المصرية التي أصبحت منتشرة عبر المواقع الإلكترونية الجنسية والذي ذهبت الفتاة المسلمة ضحية أمام تصوير عاشقها بالسر تحت مسمى حب وزواج مستقبلي وتارة ضحية أمام مواجهة سمعتها بعد رؤية نفسها والناس لها عبر هذه المواقع .
والآن العمل الإعلامي في الدول الإسلامية الكبرى مثل دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية والتي افتتح بها مجموعة من الفضائيات الإخبارية والبرامج الثقافية والأخرى والتي تظهر بها فتاة العروبة المسلمة بشعرها وكأن فتوة قد أصدرت بتحليل ذلك بالاستوديوهات وتحريمها بعد الخروج منها حيث تعيد لبس الحجاب وتمارس حياتها عادية .. حياة أصبحت تملئها الشوائب سببتها لنا العولمة والنقلة النوعية بوسائل الإعلام والعمل الدرامي والذي أصبح بحاجة للفتاة التي تجذب المشاهد تحت مسمى احتياج .
الطيب والرذيلة في العمل الدرامي العربي يتم استغلالها وتوجيهها بطريقه خاطئة أثرت بالسلب أكثر من تأثيرها ايجابياً وأنا لا أمنع ولا يحق لي توجيه الجميع حسب عقليتي ، لكن على الأقل أنصح إخواني وزملائي في هذه المجال وفي جميع أنحاء العالم باحترام الدين الإسلامي وإعطائه وجهها الحقيقي إذا أنها ثاني أكبر الديانات السماوية المتبعة في العالم .. فليس المال والشهرة والشهوة كل شي في هذه الحياة ،، فالحبكة ومشاهد الإثارة لا تقتصر على النساء وآخر صيحات الموضة والأزياء ، فالجميع يحب أيضاً إيجاد شيء جديد من نوع آخر فلا يضر عرض بعض من الأعمال البطولية في العالم لمحاربة الفساد ، وإبراز القضايا المهمة سياسيا واجتماعيا وقصص الأنبياء والنبوة لكن دون عرض الفتاة المسلمة أو غيرها بما يدعوا إلى الانحراف فوقتها سيترك المشاهد الهدف ويذهب لتعلم كيفية جذب الفتاة وكيفية الممارسة المحرمة فلنجعل الطيب يغلب على الرذيلة في الدراما العربية لمواجهة الدراما الغربية التي توجه إلى ثقافتنا الإسلامية العربية .
في نهاية حديثي أتمنى أن أرى دراما عربية من نوع جديد وإسلامي من نوع مميز ، إلا أنني بأن لسنوات القادمة ستظهر ماهو أسوأ من ذلك حتى تدمر أخلاق شبابنا ومجتمعاتنا .