احدث الاخبار

المرأة شريكة الرجل بالفعل لا بالقول

المرأة شريكة الرجل بالفعل لا بالقول
اخبار السعيدة - بقلم - محمد حسين النظاري         التاريخ : 10-05-2010

الكل يتحدث عن المرأة التي هي الأم والأخت والزوجة ولا يكاد يخلو أي ملتقى أو اجتماع من التأكيد على دورها الريادي والمهم في ان تكون شريكة للرجل في جميع المجالات بما يسهم في تطورها من ناحية وفي الاستفادة منها في عجلة التنمية من جهة أخرى , غير ان المحزن ان تظل تلك الرؤى حبيسة تلك الاجتماعات ولا ترى للنور طريقا إلا فيما نذر من الأوقات .

ان المتتبع لحال المرأة اليمنية لوجد ان حالها تحسن بعد الثورة اليمنية عنها في عهدي الإمامة والاستعمار , غير ان التحسن الكبير الذي طرأ عليها هو ما تحقق لها في ظل الوحدة المباركة فقد حظيت ولو نسبيا بما لتكن تحظى به بل ما لم تكن تحلم ان تصل إليه في العهود السابقة , فقد اتسعت رقعة تعليم الفتاه قياسا بما قبل الثاني والعشرين من مايو 90م , وذلك من خلال فتح المدارس الخاصة بتعليمهن سواء في المدن أو القرى وان كانت نسبة الإقبال ليست بالنسبة الممتازة ولكنها تظل مقبولة عند مقارنتها بالماضي , كما دخلت الفتاة مختلف الجامعات عبر العديد من التخصصات ولتأكيد ذلك فقد بلغت نسبة التحاق الفتاة بالتعليم الجامعي 32 بالمائة العام الماضي 2009م فضلا عن المنح الدراسية التي خصصتها وزارة التعليم العالي للطالبات داخليا وخارجيا , وبهذا أصبحت هي المعيدة و المدرسة والدكتورة والطبيبة والمهندسة والقاضية والشرطية وتدرجت لأعلى المناصب الإدارية ابتداء بالمديرة والوكيلة والوزيرة والسفيرة , حتى لم يعد أي مرفق حكومي لا توجد به شريكة الرجل .

لكن السؤال المهم هل وصلت المرأة الى مبتغاها بحيث أصبحت تلك الشراكة حقيقية ملموسة على ارض الواقع , أم ان اندماجها في المجتمع ظل صوريا لم يتغير فيه سوى أنها خرجت من المنزل الى الوظيفة العامة , الإجابة بلا ريب هي أنها مازالت تصارع من اجل ان تثبت وجودها خصوصا في بعض المواقع التي يعتقد الرجال ان المرأة لاحظ لها فيها ومنها على سبيل الاستدلال لا غير عملها في الشرطة , وهو الأمر الذي لاقى اعتراضا كبير في بداياتها إلا ان حكمة القيادة السياسية ودعمها للمرأة مكنها من امتصاص الغضب واحتواءه عبر المردود الايجابي الذي أدته المرأة في هذا الميدان من خلال تواجدها في المطارات وأثناء التحقيق في الجرائم النسائية , نعم تقبل الجميع فكرة تواجدها في هذا المرفق العام لنوعية عملها فيه , ففي عملها تكريم لأختها لأنها هي التي تفتشها هي التي تسهر على خدمتها .

لعل من نافلة القول التنويه لاحتياج الرجل للمرأة في جوانب عدة من حياتنا , ولكن لان بعض الرجال ما زال يتمسك برواسب الماضي التي جعلت منه الحاكم بأمر الله وهي التابعة المطيعة التي رأي لها , نعم تلك الفئة تتواجد بيننا ولكنها بدأت بالتلاشي لان العالم تغير وان لم نسايره لن ينتظرنا سيتركنا ويمضي ومعه يمضي من حولنا وسنظل كما نحن حبيسي أفكارنا المغلقة التي عفا عليها الزمن ولم يعد ما يبرر وجودها بيننا .

نعم المرأة شريكة الرجل لكن دون ان نمتهنا أو نذلها أو نتقوى عليها أو نستخدمها من اجل مصالح آنية , ومن ضمن تلك الممارسات الخاطئة ان ننادي بشراكتها ولكن متى وأين , الإجابة عندما يحتاجها البعض كصوت انتخابي فيسارعون الى إبرازها والدفع بها الى مراكز الانتخابات , وفي تلك اللحظة يضعون جانبا ما ينادونَّ به طيلة العام من ان المرأة عورة ومكانها بيتها , فهل هذه شراكة أم احتياج وقتي يزول بزوال السبب , وهنا نوجه رسالة لكل أخت بأن لا تخدعها المظاهر الكذابة والاستجداء الزائف والمصلحة التي تنتهي بانتهاء الغرض , ضعي لنفسك قيمة وتأكدي ان دستور الجمهورية اليمنية كفل لك من الحقوق ما لأخيك الرجل وفق الشريعة الإسلامية , وان لصوتك تأثير وإلا لما سعوا إليك , والغريب ان من يدعون حرصهم على المرأة في وسائل الاعلام هم أنفسهم من يحرضون على عدم انتخابها كنائبة في البرلمان أو السلطة المحلية وهو تناقض صارخ ينم عن النوايا السيئة والأفكار الخبيثة , ولهذا فنحن مع دعوة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله بتخصيص نسبة 15%من مقاعد مجلس النواب للمرأة .

دعونا نعترف بأن عمل المرأة هو أكثر انضباطية من عمل الرجل فالمرأة ان توظفت ليس لها إلا كرسي الوظيفة أما الرجل ففي باله ألف عمل وكم من موظف لا تجده إلا في النادر أما المرأة فإن إنتاجيتها تفوق بعض الرجال , وكم من مراجع لأي مكتب حكومي يتمنى بأن معاملته كانت بيد امرأة لأنه على الأقل سيجدها أمامه في كل يوم بعكس ذلك الموظف الذي لا يرى كوته الموضوع فوق كرسيه الفارغ .

* باحث دكتوراه بجامعة الجزائر

mnadhary@yahoo.com

عدد القراءات : 4626
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات