احدث الاخبار

أين المرأة الصالحة ؟؟؟؟

أين المرأة الصالحة ؟؟؟؟
اخبار السعيدة - كتب - أ. د. محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 28-05-2010

توحش المرأة بسبب الغياب و التراجع الكلي لمفهوم الرجولة في شكله الكلاسيكي المعهود  - الزحف الأنثوي على جوانب الحياة المختلفة حول المرأة من البحث التحرير إلى مرحلة التمكين إذا كان المجتمع وثقافته لا يتقبلان فكرة الزوجة المسيطرة، فمن باب أولى أن ترفض المرأة التي تسعى إلى التوافق المنطقي في حياتها الأسرية- "الزوج ضعيف الشخصية"، رغبة في ديمقراطية الحوار التي يجب أن تبقى سمة غالية لدى كلا الزوجين.

المرأة عادة ما تسعى إلى الارتباط برجل متحمل للمسؤولية، بحيث يكون هو الآمر الناهي في كل شئوون الحياة ويتحمل عنها أعباءها، لأنها تفترض في الرجل أن يقود و يحكم ويوجه ويكبح جماح الأسرة.. ولكن كيف سيكون الحال إذا انقلبت الصورة؟!.. وأصبح الرجل هو الجانب الأضعف؟!.. وأين نجد الحل؟!

يصف الدكتور سعد العلاقات الأسرية والزوجية، بأنه الرجل ضعيف الشخصية ذو شخصية باهتة، لا يستطيع الرفض ولا حتى القبول، حيث فقد الثقة في ذاته وفي تصرفاته، كما أنه غير قادر على مواجهة الآخرين، ملخصا كل معالم ضياع الرجولة وتراجعها في سبب جامع شامل وهو "العولمة".. مؤكدا أن هذا التآكل الخطير في معاني الرجولة وقيمتها لدى البعض على مستوى البيت والشارع العربي، وعلى مستوى الدول هو الاتجاه العالمي الجديد، والذي يسفه كل القيم حيث تنتمي هذه القيم الى العالم القديم الذي يسفهه البعض، مشيرا إلى "البرجماتية" مذهبا عالميا جديدا يضع المكاسب و المنافع فوق كل القيم، بل إنه على استعداد لإلغاء كل شيء أمام تحقيق مكاسبه الأنانية الشخصية.

ويقول د. سعد هناك "زحف أنثوي" على جوانب الحياة المختلفة والانتقال من مرحلة تحرير المرأة الى مرحلة تمكين المرأة للتحكم فى مصير الأمة الأسلامية ، و هو ما أدى إلى انسحاب الرجل من كثير من مواقفه كيدا أو عنادا أو مقاومة سلبية، ردا على تهديد عقدة التفوق الذكوري لديه.. إلا أننا على الجانب الآخر يجب أن نميز وبوضوح بين هذه الحالة السلبية، وبين الرجل المؤمن بمعاني التكافؤ والتقدير المتبادل، وفهم طبيعة الأدوار المنقسمة والموزعة حسب القدرات و التكاليف الشرعية الدينية والدنيوية بين الزوج والزوجة، فيعطي المرأة جزءا من القيادة حتى لا يلغي وجودها، هذا الرجل هو النموذج الذي يقدم تنازلا في سبيل مصلحة استقرار الأسرة، وهو رجل متوازن جدير بالاحترام، إلا أن الزوجة قد تستغل الموقف لتسترق لنفسها صفات الشدة والصرامة!!.. وهنا السؤال الذي يطرح نفسه.. من المسؤول.. أهو الزوج الذي بدأ بالتنازل ثم ارتضى الخضوع والسلبية؟.. أم الزوجة التي توحشت وهى بلا ثقافة ؟!ّ.. فعلى كلا الطرفين أن يراجع نفسه.

وترفض الدكتورة علياء شكري -أستاذ الاجتماع- :تعبير ضعف شخصية الرجل، مؤكدة أن المشكلة تكمن في الغياب والتراجع الكلي لمفهوم الرجولة في شكله الكلاسيكي المعهود، حيث لم يعد الرجل هو المسؤول والمهيمن الأول على البيت العربي وحامي حمى الأسرة، نظرا لنزول المرأة الى ميدان العمل، وارتفاع الأسعار وانتشار البطالة، والغلاء والمغالاة في كل شيء..

وتضيف: وصراحة نحن نختلف مع الكثير من الآراء التي اعتبرت هذه الظاهرة أمرا سلبيا بحاجة الى علاج، وننظر للقضية على اعتبارها قوة شخصية وليست ضعفا، لأن الرجل الشرقي فرض سيطرته - ولكن في ثوب جديد غير مطروق في حياة أسلافنا- بأن سير الأمور بالشكل الذي يريد، وبأسلوب الحياة الذي يحقق راحته واستجمامه و هدوء أعصابه، حينما رفض الاستمرار في حياة شاقة يلعب فيها دور "سي السيد " متحملا كافة الأعباء المادية والمعنوية للأسرة والأبناء وحده، كما تكمن قوته في أنه لم يأبه بنظرات المجتمع أو محاولات استنكار المرأة للوضع المفروض، وربما كان هذا المنطق في التفكير مقبولا نظرا لصعوبة الحياة و ظروفها الحالية كمهام يتحملها فرد واحد - كما سبق وأشرنا - الأمر الذي دفع الرجال للترحيب بفكرة الاقتسام ثم الانسحاب.

وتسترسل أستاذ الاجتماع موضحة أن غياب المفهوم الكلاسيكي للرجولة و اختفاء صورة الأب الشرقي القديمة لن يؤثر على الأبناء في شيء، لأن الصورة لم تتكون في أساسها لدى الأجيال الحالية من أبناء الأسر العربية، تلك الصورة التي كانت موجودة منذ فترات زمنية سابقة والتي لم تحتل نفس الأهمية والإلحاح الذي يفرضه الطموح المادي للأبناء وعدم تعاونهم.

 وتؤكد د. علياء: ليس للأمر علاقة بتوحش المرأة أو تسلطها أو غير ذلك مما نسمع من مصطلحات وتعبيرات، ولا داعي لالقاء الاتهامات على الآخر سواء كان الرجل أو المرأة، وعليه كان تفسيرنا أقرب الى الواقع فالحياة تحتاج لتجاوز صعوباتها، وتدارك مشكلاتها.. مما حصر الخيار أمام الزوجة في قبولها أحد المبادىء التالية.. فإما أن تنفض الأسرة ككيان كامل -برفضها الوضع الراهن وقبول الطلاق -، أو أن يستمر الحال على ما هو عليه فينسحب الزوج وتتولى هي القيادة وتحمل على كاهلها مسؤولية الأسرة، أو من الضعف بمكان أن تقبل بأداء الزوج في الادارة على حسب قدرته.. إذا - ودون أدنى تحيز- الرجل هو من قد يضطر زوجته الى السيطرة !!..

ونؤكد ذلك بما يحضر إلى الأذهان من نتائج بعض الأبحاث الأمريكية - الصادرة منذ فترات زمنية طويلة قبل أن تأخذ المرأة أوضاعها -، والتي أثبتت أنه "كلما أخذت المرأة أوضاعا اجتماعية و مادية مرموقة، كلما تحملت أعباء أكثر".

وتخلص إلى أن القضية هي حالة عامة، كلا الطرفين في اضطرار لقبولها، ومما لا شك فيه أنه لا يزال للرجل العربي مكانته، لأن المرأة بطبيعتها وبفطرتها الربانية تسعى دائما لاكمال الصورة بالرجل، والأسرة العربية مثلها مثل أي ظاهرة مجتمعية تتغير وتتطور ولكنها تستمر، لأنها قادرة على التطوير والتغيير.. وإن لم يحدث هذا، فستكون اشارة الى تمام انتهائها أو أنها تستمر بكيان أسري متصدع.

ومن جانبه يرى الدكتور سعد عبد اللطيف - أن المرأة خلقت لتكون تابع للرجل وهذا هو سر جمالها ولا ينتقص من قدرها، لأن الرجل عندما يقتنع بالمرأة وبشخصها ثم يتزوجها يستقر في بيته سعيدا وثابتا في مرحلة من البيات المنزلي.. فإذا بالمرأة تمارس تسلطها وغباء فكرها بأنه تحت السيطرة دون أن تبذل أدنى جهد يذكر ليكون له شخصه وكيانه الذي يحب.. والنتيجة أن يأتي اليوم الذي يعلن فيه الرجل العصيان ويخرج المكبوت قديما بدخائله، أو أن يتراجع بسلبية رافضا الوضع صامتا عنه فتزداد المرأة تسلطا وتتوهم قوة في شخصيتها، وتنسى أنوثتها وتنقلب إلى رجل، وتتحول الحياة الأسرية الى سجن كبير.. فيبيع الرجل القضية، ولذا نؤكد أن الأشرف والأفضل للزوجة أن يتركها زوجها بدلا من أن يتحملها عطفا عليها ورغما عنه، أو لظروف الأولاد وغيرها من التقاليد، لأنها ستعود وتشتكي ضعف شخصيته وازدياد صمته، وهذا بالفعل ما دلت عليه الدراسات التي قدرت نسبة الزوجات الآتي يشكين الصمت المتناهي من أزواجهن بـ 80% من النساء العربيات.

عدد القراءات : 4314
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات