احدث الاخبار

إسرائيل ونووي إيران ... حسابات دقيقة وزمن سريع

إسرائيل ونووي إيران ... حسابات دقيقة وزمن سريع
اخبار السعيدة - بقلم - علاء الريماوي         التاريخ : 29-05-2010

ما أحرزته الدوبلماسية البرازيلية ومعها التركية من اتفاق يقضي بشحن اليورانيوم الايراني منخفض التخصيب إلى تركيا وتخزينه فيها للحصول على وقود متوسط التخصيب لمفاعل طهران الطبي والذي استند في مضمونه إلى عرض من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أكتوبر ليتم تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا ومعالجته فيها مع دور فرنسي في ذلك إلا أن مشروع الاتفاق الأخير لم ينجح ولتعاد اليوم التجربة.

إسرائيل التي راقبت بقلق التحرك البرازلي التركي الذي جاء مفاجأ لها لتعتبره  مخططاً إيرانياً لإفشال تحرك دولي لفرض عقوبات على إيران ، وعصي في دواليب مخطط إسرائيلي تجري له حساباً دقيقا يقضي بحشد موقف يسمح لها بتدمير عسكري لحلم إيران بنووي مفترض ، إسرائيل التي تعودت التحرك في مثيلات هذا الموضوع بطريقتها الخاصة والتي تمثلت في تدمير مباشر لأي تحرك عربي نووي.

  حيث دمر الطياران الإسرائيلي منشآت في العراق وسوريا( إن صدقت الرواية الإسرائيلية ) ،حيث ضرب مفاعل العراق الذي ساهمت في تشيده فرنسا  في 7 حزيران 1981 من خلال مهاجمة ثماني طائرات اف 16، ترافقها ثماني طائرات اف 15، أما في سوريا فقد تم قصف موقع مجهول الهوية في العام 2007 قالت عنه أمريكا بأنه موقع لتخصيب اليورانيوم .

الحراك الأمريكي المانع لإسرائيل من اتخاذ خطوة أحادية تعطل مخططات أمريكية الهادئة لثني إيران عن توجهاتها النووية نجحت في تجنيد روسيا والصين خلف  مسودة عقوبات متوسطة الأثر على النظام الإيراني حيث شملت العقوبات الجديدة منع تزويد إيران بالأسلحة الثقيلة، ومعه تمنع الدول من استقبال السفن التي تحمل المواد المحظورة إلى إيران.

كما وتدعو المسودة إلى تجميد ودائع مؤسسات وأفراد مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني،  وفشلت الوثيقة  فرض حظر شامل على التعامل المالي مع الحرس الثوري الإيراني الذي له دور محوري في البرنامج النووي الإيراني.

المسئولون الأميركيون إعتبروا كما نقلت الشرق الأوسط  إن مسودة قرار العقوبات الجديد هو أفضل ما يمكن التوصل إليه بعد مفاوضات طويلة وصعبة مع روسيا والصين. كما يعترفون بأن القرار لا يتضمن بنودا عقابية كانوا يرغبون بها، مثل مقاطعة التعامل مع البنك المركزي الإيراني ووضعه مع مؤسسات إيرانية تساهم في تطوير الأسلحة والبرنامج النووي الإيراني مثل شركات النقل الجوي والبحري على اللائحة السوداء.

 إسرائيل والتي أعلنت موقفها واضحاً من أن هذه الخطوات لن تؤدي بذاتها إلى وقف أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، ولا إلى تخفيف حدة تهديدات إيران لإسرائيل وقمع معارضي النظام هناك. وحتى بعد أن يصادق مجلس الأمن على رزمة العقوبات الجديدة، الرابعة في عددها، ستواصل إيران برنامجها النووي وسعيها إلى النفوذ في الشرق الأوسط، ورئيسها، محمود احمدي نجاد سيواصل التحريض ضد "النظام الصهيوني".

الدراسة العميقة التي أوصلتنا إلى رؤية إسرائيل حول مواقف المجتمع الدولي تجاه إيران والذي ستبني عليه موقفها كان على النحو التالي .

1. روسيا والصين : تدرك إسرائيل أن هناك أجندات يجب تسويتها بين أمريكا وروسيا الصين يسعى كل طرف في المعادلة الضغط على الآخر لتحقيق نقاط ضمن صفقة متبادلة تقوم على المصالح الذاتية للدول   ، (المطاحنة) بين الأطراف مفتوحة في أكثر من ملف الصفقة الشاملة غير ممكنة لكن التقارب بين الكبار ممكن وليس مستحيل ولكن إسرائيل ترى في الوقت سيفاً تخشى المماطلة فيه .

2 . أوروبا والتي ترى فيها إسرائيل موافقاً لسياسات الرئيس أوباما والذي يتجه إلى تفضيل الدبلوماسية على الضربة العسكرية التي ترى في العين  الأوروبية وعلى لسان أكثر دولها من أنها مجازفة كونية لن تشارك فيها مطلقاً.

3. الولايات المتحدة : والتي تعتبر الركن الرئيس الذي تعتمد عليه إسرائيل وجدته يستبعد خيارات الحرب والذي معها سيدمج بين العقوبات الشالة ودعم القلاقل الداخلية التي ظلت مكان شك في نجاح أثرها مع زيادة في وتيرة الحرب السرية والمتمثلة في اختراق نظم السرية الإيرانية للمشروع واستهداف العقول المدبرة في شراكة مع الموساد .

4. العرب غير سوريا الذين يتخوفون من أي خطوة سواء ضرب إيران وما سيعكسه ذلك من فوضى عارمة على دولهم والتي سيسقط بعض منها وخاصة الخليج في مرمى نيران مختلفة لا يحمد عقباها ، مع عدم قدرة على احتمال إيران نووية لتزيد من تفوقها وتحكمها في دول الجوار والمنطقة ، لذلك ترى إسرائيل في العرب معادلة الخامل الذي يتلقى وجع الصفعة بالبكاء فقط .

رباعية المواقف مع الحراك الأخير للعقوبات على إيران قلص قدرة إسرائيل على صياغة مباغتة عسكرية ، وخاصة إذا أضفنا إلى ذلك تصور استخباري أكيد من أن جبهة عسكرية ستفتح من لبنان وإيران مضافاً إلى ذلك تصور لدور تكون فيه سوريا وغزة غير هادئتين مع تحرك لخلايا الحرس الثوري النائمة في العالم لضرب مصالح إسرائيل .

الحسابات الدقيقة تفيد في إسرائيل من أن إيران ستمضي في برنامجها النووي من خلال منظومة سرية تراوغ فيها بدبلوماسية (ماكره).

 دول العالم لن تعطي إسرائيل تفويضاً قريباً بضربة محتملة .

 التمرد هذا سيثير شهية دول أخرى تفرض وجودها في الشرق الأوسط .

 إسرائيل في هذه الحالة يختزل دورها من سيد المبادرة والأداة المركزية في الشرق إلى مدافع يخسر الجولة تلو الجولة ، الضغط الكبير هذا قد ينتج عكس المنطق وغير الحسابات الدقيقة وغير المأمول ، وعندها سيكون الخاسر الأكبر من لم يجهز نفسه للخيارات المفتوحة الغامضة ليبقى  مفعول به مجرور وحين النصب مصلوب  . 

 

عدد القراءات : 2074
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات