احدث الاخبار

الإرهاب ضد المنشئات الحيوية

الإرهاب ضد المنشئات الحيوية
اخبار السعيدة - بقلم - محمد حسين النظاري         التاريخ : 01-06-2010

عجيب أمر هؤلاء الذين يقدمون مع سبق الإصرار والترصد , ويتعمدون تخريب المنشئات الحيوية في البلاد , ومن أهم تلك المرافق الهامة التي تتعرض للتخريب المتعمد والمقصود من إيقاف عجلة التنمية وخلق بلبة وإقلاق للمواطنين الشبكة الوطنية للكهرباء عبر محطتها الغازية في مأرب , ان هذه الأعمال ترقى لان نسميها إرهاب المنشئات الحيوية , نظرا للأضرار البالغة التي تتسبب بها تلك العناصر الخارجة على القانون , المنتهكة للمثل والقيم , المتعدية على المال العام .

ان ما حصل في محافظة مأرب من تخريبٍ كبيرٍ طال المنشئات النفطية ومحطات الكهرباء , تضرر من جراءه الوطن ولحق الضرر بالمواطنين في كافة المحافظات على اعتبار ان الكهرباء هي عصب الحياة في العصر الحديث وبدونها نودع المدنية ونعود للعهود المظلمة والتي تخطاها شعبنا من عشرات السنين .

نعم انه إرهاب منظمٌ تقوم به جماعةٌ لا تمت لهذا الوطن بصلةٍ إطلاقا تريد النيل من منجزاته التي تحققت , وتريد الحد من تطوره تريده بلداً ضعيفا منهكاً بالمشاكل محاطاً بالاضطرابات الامنية والاقتصادية , جماعة تأصل فيها الحقد على وطن امن , وتجذرَّ فيها العدوان ممتلكات الشعب , جماعة مأجورة تعمل لمصلحة أعداء اليمن , لا هم لها غير الأضرار مع سبق الإصرار .

لقد خسر الوطن جراء هذا العمل الإرهابي ملايين الدولارات عبر تفجير أنابيب النفط وإهدار ما فيها من ثروات كانت ستعود بالنفع على المواطنين , كما ان الاعتداء على محطات الكهرباء والأعمدة الناقلة للتيار الكهربائي من مأرب والى جميع المحافظات يعد جريمة كبيرة كونها في المقام الأول أرهقت المواطنين خصوصا في المناطق الحارة بسبب الانطفاء الذي يستمر لعدة ساعات , كما أنها في المقام الثاني استنزفت خزينة الدولة لما يصل لمليار ريال وهي التكلفة التي تكبدتها الدولة لإصلاح الأضرار الناتجة عن الأعمال الإرهابية التخريبية , ومما يزيد من التأكيد على ان هذه الأعمال مدبرٌ لها بعناية والقصد منها شغل الدولة عن القيام بواجباتها في المجالات الأخرى هو تكرار الاعتداء بعد ان شارفت وزارة الكهرباء على استكمال أعمال الصيانة وإعادة الخدمة للمواطنين .

ان من يقوم بهذه الأعمال ليسوا من أبناء اليمن وان ولدوا فيها وان حملوا بطائق شخصيةً دالةً على ذلك , فالانتماء للوطن ليس بطاقة يحملها الشخص بل هو حب وجد بداخله حب فطري لا يستطيع ان ينكره أو يتنكر له , أما من يسهر الليل متآمرا على اليمن مضمراً الشرّ له , بقصد إقلاق السكينة العامة وتكبيد الأمة خسائر فادحة خصوصا في المجالات الحيوية كالنفط والكهرباء , فهؤلاء إطلاقا ليسوا من أبناءها ولا نتشرف أبدا ان يكونوا إخوة لنا , فلأخوة تعني مبادئ وقيم لا يعرفها مثل أولئك السائرين في الظلال المبين .

على الدولة ان تضرب بيدٍ من حديد , وان تضيق الخناق على هؤلاء المفسدين , وان لا تأخذها بهم رحمة ولا شفقة , لأنهم ذئاب في صورة بشر , وأعداء في شكل إخوة , لا هم لهم سوى التآمر , ولا نهج لهم سوى الخديعة , وسيظلون كذلك لان دماءهم فسدت تماما كما فسدت قلوبهم ودبرت عقولهم ونفذت أيديهم .

ليست الدولة فقط من يقع عليها حماية المنشئات الحيوية الهامة , فهل من المعقول ان نضع تحت كل عمود كهرباء حارساً خاصاً بها أو على كل متر من أنابيب النفط جنوداً يناوبون عليها , هذا هو المستحيل بعينه , ولا يعقل ان يحدث أبدا , ان الشيء المنطقي ان نكون جميعا حراساً على ممتلكات بلدنا عبر التبليغ الفوري في كل مشتبه به , علينا ان نرتقي في تفكيرنا وان نعي ان هذه هي ملكية خاصة بالشعب لا ملك أشخاص في الحكومة , فالحكومة هي من تسير أعمال البلاد والشعب هو المالك الحقيقي لثروته ولهذا فعليه الحفاظ عليا إذا ما أراد ان يسير في ركب التطور والحداثة .

ان هذه الأعمال الإجرامية لا مبرر لها أبدا , وان كان مرتكبوها يخدعون الناس بأن يقومون بها من اجل لفت انتباه الدولة لمطالبهم , لا يخدعوكم بقولهم هذا , فقاطع الطريق وناهب المال العام ومروع الآمنين والمعتدي على الحرمات وقاتل الجنود , هو مجرم بطبيعته , لا دين يردعه , ولا أخلاق ولا أعراف تنهاه , هو كذلك جبل على الإجرام وسيظل يعيش عليه .

على أهالي محافظة مأرب ان يتصدوا لمثل هذه الأعمال لأنهم منبع الحضارة اليمنية ,وكما شاء القدر ان يكونوا أصل العرب وأهل السد من قديم الزمن بما يمثله ذلك من تطور كبير في ذلك الوقت , شاء القدر أيضا ان يكونوا حاضنين لأهم مكتسبات اليمن في العصر الحديث والمتمثلة في النفط والكهرباء , ولهذا فيقع على عاتقهم حماية هذه الخيرات والحفاظ أهلها من عبث العابثين الذين يريدون ان يشوهوا الرجل الشهم الساكن في محافظة عظيمة كمحافظة مأرب , نعم ان أهل مأرب أهل السد أهل الجنتين أهل الملكة بلقيس أهل الشورى هم فرسان شجعان , تفرض عليهم شجاعتهم وفروسيتهم ان يكونوا جندا لهذا الوطن كما عهد منهم الوطن ذلك على مر الأزمان والعصور .

باحث بجامعة الجزائر

mnadhary@yahoo.com

عدد القراءات : 1976
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات