احدث الاخبار

من يدق رأس هذه الأفعى

من يدق رأس هذه الأفعى
اخبار السعيدة - بقلم - محمود عد اللطيف قيسي         التاريخ : 12-06-2010

في القصص والأفلام الأمريكية الخيالية يحولون أفعى الأنكوندا غير السامة المسالمة مع عظمتها ، إلى أفعى عدائية تهدد حياة سكان الأرض وحياة الخيال العلمي لسكان الكواكب الأخرى ، من خلال المشاهد الإبداعية المتميزة ببراعة الإخراج والتمثيل والمكياج ، والمرتكزة على قوة المؤثرات الصوتية والضوئية ، ليهيئوا جمهور المشاهدين للقبول بقتلها أخيرا بل وبالتمثيل بها ، وسط أجواء الإعجاب والتصفيق الحاد من النظارة المنخدعين بالفلم وأحداثه ، واللذين لبلاهتم وجهلهم يعتقدون أنه الواقع المسيطر عليهم بغياب العقل والمنطق لفترة قد تمتد وتطول وقد تصبح حالهم بنهايتها مرضا لا علاج له لتقمصهم شخصية الممثل القاتل .

وفي الحالة الفلسطينية ومنذ ساهم أكثر العالم برسم وتحديد وصنع وتعقيد القضية الفلسطينية ، عرف الشعب الفلسطيني الأفعى اليهودية العدائية العملاقة برأسيها الصهيوني والإصولي ، المهددة للحياة والإنسانية وحتى لهوليود أمريكا ، التي تسعى دائما لبلع أرضه بهدف تمكين أبنائها وخدمها وعبيدها من السكن فوقها ، ولعصر ذاته بهدف قتل إرادته ومحو أو غسل أفكاره ، وللتخلص من شخوصه الوطنية وقيادته الشرعية ، ومع ذلك فكثيرة هي الأفلام العصرية من صناعة إسرائيلية أو أمريكية وغربية وحتى عربية التي تحاول إظهارها وكأنها الأفعى المسكينة الودود أمام الطفل الفلسطيني اللدود ، وتصويره أنه هو الذي يهدد حجمها وأكلها وظلها ومرعاها ، ويقلق ويقض مضجعها بلحظات البيات الوقتي الذي لا يستمر إلا للحظات بين العضة ونفث السم في الجسد الفلسطيني وبين الأخرى الأشد والأخطر .

ومع ذلك فقد خبر الفلسطيني خطورة الأفعى اليهودية ويحاول جاهدا التفلت من عضلاتها القوية ، وأسنانها الحادة ، وفمها الكبير الرهيب ذو الرائحة العفنة النتنة للتخلص من أثارها وسمومها وجراحها ، بقوة ذاتية أستمدها من حقه ودينه ووطنيته ، مع قلة حيلته أحيانا وهوانه على الناس ، وبمساعدة المخلصين من أمته اللذين بات عددهم قليلا ( فطوبى للغرباء ) ، ومن أحرار العالم المتعاطفين مع محنته وقضيته .

إلا أنّ الأفعى اليهودية النجسة التي تربعت فوق أرض فلسطين وهددت المجاورين الآخرين طوال عقود من الزمن ، لا شك نجحت بوضع بيوض لها أحتضنتها وروتها جيدا ، تفقصت في هذه الأيام الحالكات ليخرج من أحداها أفعى كبيرة لها عدة رؤوس كبيرة مقيتة ، وإلسنتها بثلاث شعب نافثة للسم واللهب ، تتقن عدة لغات منها الفارسية وبعض اللهجات العربيزية ، قوامها أقلام المأجورين اللذين باعوا ضمائرهم للشيطان مقابل ثمن بخس دراهم معدودة ، وليقال عنهم وطنيين شرفاء مثبتة بهوية تحت علامات فارقة تصرفها لهم جماعة الإخوان ومجموعة الإخاء والترقي للمرضى النفسيين ، وكذا فضائيات حقيرة ماجنة سلبت الأرض والأوطان والقدس والأقصى أسماءها ، والعائدة لسماسرة رأي وتجار كلمة مسجونين في جلابيب شياطينهم وأولياء الشيطان ، ومسؤولي كنسهم التي هي مدارسهم ، والتي أمرتهم بعد أن بادلتهم القبل وصرفت لهم اليورو والدولارات وسبيكات ذهب ورزم الشيكالات ، بنفث سمومهم إضافة لسمومها بوجه الشعب حتى لا يريحوه فيلتفت لبناء وطنه وللدفاع عن قدسه ومقدساته ، وبوجه قيادته ليشغلوها بالجانبيات والأمور الهامشية ، بعد أن اقتربت من تحقيق آمال وأهداف شعبها ووطنها ، حتى يريحوا أمها الإفعى اليهودية التي باتت الظروف والأمكنة مهيئة لها لكثرة المعجبين بها والمصفقين لها لتبتلع القدس والأقصى والمقدسات والكرامة العربية .

وما يهمنا أكثر في هذه الأيام هو أحد رؤوس الأفعى الجديدة الكبيرة والخطيرة المؤمنة بالعقلية والمنهجية العبرية ، والعاملة والمنفذة للأوامر الصهيونية ، مخاطبة الناس بألسنتها العربيزية وتدعي أنها من أمة العرب والإسلام ،والتي عرف وأيقن كل العالم أنها وسميّتها القاتلة ذات منشأ صهيوني وصليبي ، والتي يمثلها مجموعة من الكتاب المغمورين والمهووسين والملوثين من قرونهم ومفارق رؤوسهم حتى أخامص أقدامهم ، اللذين انبروا واستووا لا للصلاة فهم دوما سكارى ومخمورين ، بل لتأليب الشعب الفلسطيني ضد قيادته وأخذوا على عاتقهم إكمال ما بدأته الإلسن اليهودية والصهيونية ، عاقدين العزم ليريحو سيدهم شارون الذي يعاني سكرات الموت لأكثر من سنوات ، آملين موته واراحة روحه النجسة في قبره وقد تحققت أحلامه وأماله بالقضاء على الفلسطينيين وانتهت قضيتهم الفلسطينية ، فبات بعضهم يطالب الشعب الفلسطيني برأس رئيسه مستمدا ثقافته من المستوطنين والمستوطنات الملعونين أينما ثقفوا ، وآخر يطالبه بسحب لسان قائده من بين فكيه أو بجز رقبته من فوق كتفيه ، وأخر يطالبه بوئد فتح واجتثاثها مستعملا تعبير الشيعة ــ النظام البائد ــ ضد فتح الحق والتاريخ ، لمعرفته أنها صمام أمان قضية شعب فلسطين والحارس الأمين على قدسه ودولته .

ومما أفرح الأفعى اليهودية وساهم بجرأتها على رفع وإظهار رؤوسها وألستنتها هم طائفة المعلقين الجدد المتحزّبين لفئة قتلت فأستلذوا بشرب وإهراق دم شعب فلسطين بعد أن أباحوا لها جرمها الدموي ، العنصريين المتصهينين ضيقي الأفق والإخلاق اللذين استبدلوا التهليل والتحميد والإستغفار بشتم الناس وفعل المعاصي واللوك بأعراضهم ( وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ الأعراف 202 ) ، المميزين بعد الشيطان بالجهل والإفلاس بالدنيا والآخرة لإنهم الحمقى اللذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم ، والمخادعين الله واللذين آمنوا باسماء أطلقوها على أنفسهم للتضليل وللاحتماء بها ، معتقدين زورا وبهتانا وأعتداء وغلوا أنهم كأبي عبيدة وأبو مصعب وغيرها من أسماء الصحابة والأطهار ، المعبئين كلعب الإطفال ببطاريات محشوة في مؤخراتهم تقاد بواسطتها أمخاخهم التي لا يمكن وصفها بالعقول لعدم إدراكها وتمحيصها ومعرفتها وتمييزها بين الصح والخطأ ولتبخرها مع أول كلمة حق يصادفونها أو يقرأونها ، وأوعية دمائهم البلاستيكية التي لا يمكن وصفها بالقلوب لعدم وعيها ولخلوها من التفكر والتدبر والإيمان ولكَون المضغة السوداء فيها تجذرت وازداد حجمها وكبرت حتى صارت بحجم قلبهم البلاستيكي الخرب وهو بلونها ، لأنهم رضعوا من سموم الإفعى الصهيونية كما كُتاب زمن الغفلة المتصهينين ، الحاقدين على القضية الفلسطينية وعلى شعب فلسطين وعلى قيادته الشرعية ، وعلى حركة فتح صمام أمان القضية الفلسطينية ومستودعها ، وبانقلاب حماس الدموي وباستقوائهم بإسرائيل الإرهابية القذرة وجدوا ضالتهم .

فلله درك يا شعب فلسطين ، ولله دركم يا قادة فلسطين ، فمهما طال زمن الأفعى وتغلظت وأخرجت القرون وتعقد سمّها ، ومهما تولّدت وفرّخت لا بد نهايتها وساعة حسابها أزفت ، ففلسطين وشعبها والقدس ومقدساتها أقوى وأبقى ، وبحر غزة الذي تشرب منه الأفعى اليهودية الخبيثة برؤوسها المتعددة القاتلة بأمن وأمان براحة تامه هذه الأيام ، والأفاعي الأخرى اللاهية على شواطئه المتطاولة على الشعب والأرض والقيادة الفلسطينية باسم المقاومة والدين وباسم رفع الحصار عن شعب غزة الذي لم ينله منها لحد الآن إلا السم الزعاف كباقي شعب فلسطين ، فبحر غزة القوي الوطني الثائر الأجاج لا شك أنه سيبتلعها يوما ويريحنا كما أبتلع من قبل الأفعى الصليبية والمغولية وقبلها الفارسية وغيرها .

Alqaisi_jothor2000@yahoo.com

عدد القراءات : 2919
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات