احدث الاخبار

ما بين طلاق الكنيست ودعارة البيت الأبيض .. شابة وعجوزة

ما بين طلاق الكنيست ودعارة البيت الأبيض .. شابة وعجوزة
اخبار السعيدة - بقلم - علاء الريماوي         التاريخ : 12-06-2010

لم يقتصر العمل الإنساني وبطولاته على الرجال وحدهم ، ولم يكن النضال ومواقفه الأبية محصوراً بالذكورة وقافيتها السيادية على القدرة والفعل ، ولا يتفق المنطق والواقع المقرون بالحقيقة على أن المرأة عاجزة عن فعل يبز عين الرجال وأحياناً يبتز فيهم عالم المواقف والرجولة .

في تاريخ الإنسانية والعربية تحديداً عرفنا الخنساء كقمة في التضحية ، وخولة كنموذج في الفعل والتأثير ، ومستفزة المعتصم كمحرك للجيوش والعزائم .

هذا الجيل الأول العربي لم ينحصر حتى شاهدناه جلياً في المرأة الفلسطينية كأم محمد فرحات وعشرات النسوة بل مئات علمننا معشر الرجال كيف يكون الفعل ومتى نلد المواقف .

الإعلام الإسرائيلي في الأيام الماضية يشغله سيدة شابة وعجوز ، أما السيدة الشابة فهي الفلسطينية حنان الزعبي عضو الكنيست التي تحدت مع وفد عرب الداخل الفلسطيني حصار (إسرائيل) مشاركة في أسطول الحرية ضاربة عرض الحائط تهديدات (إسرائيل) معبرة عن وطنيتها بالفعل لا بالقول، معاكسة بذلك تيار الانكسار والانحدار خلف مكتسبات الالتصاق بمؤسسات (إسرائيل) الدارة لبن المال وشهد الحياة، ومتحديةً كذب الرواية الإسرائيلية ومن على منصة الكنيست حين كشفت طبيعة المجزرة البحرية للمدنيين العزل وتوصيفها للمشهد بأنه قرصنة إجرام وفعل عصابة ، مما دفع مرتزقة السياسة الإسرائيلية التعرض لها في الكنيست والسباب عليها وعلى شاشات التلفزة بأقذع العبارات وأقذرها .

وليتجرأ بعضهم في حديث له عن طلاقها بالثلاث من المؤسسة الإسرائيلية ، والتي عودت العالم لعقود السخرة والاستعباد .

وفي لجنة القوانين البرلمانية أقروا وبالإجماع مع معارضة واحد سحب الحصانة والامتيازات البرلمانية من الزعبي ليقدم على شكل قانون الزعبي للكنيست للمصادقة .

الأكثر إدرامية في المشهد هو ردة الفعل من النائب المناضلة ، والتي أكدت عزمها على تكرار المشاركة وبأي ثمن .

أما الثانية فهي الصحفية الأميركية المخضرمة هيلين توماس أكبر مراسلات البيت الأبيض ، والمخضرمة الأكبر مشاركة في نقل أخبار رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، والتي جاء تصريحها كالصاعقة على المؤسسات المساندة والمناصرة للصهيونية في أنحاء العالم حين ردت على أحد المراسلين "إن على اليهود في فلسطين العودة إلى ديارهم في أوروبا وليتركوا العرب في فلسطين ".

هيلين والتي جابهت حملة إعلامية شرسة وتضييقاً كبيراً في مكان عملها اضطرها للاستقالة بعدما سمعت من بيتها الأمريكي نقداً لاذعاً كشف عمق الصهيونية القاتلة البغيضة في نفس المؤسسة الأمريكية الحاكمة المحتلة من قبل اللوبي اليهودي في أمريكا .

هيلن العجوز التسعينية كشفت برغم ضعفها سياسة الولايات المتحدة التي لم تتغير في عهد أوباما عما سبقه من الرؤساء المحافظين الذين كانت رسالتهم في الشرق حملات الصليب .

الصحافة الإسرائيلية أتمت المجزرة حين وصفتها بالنازية وعدوة الإنسانية ، وغيرها من التهم المعبرة عن طبيعة الكيان الغاصب .

حكاية الشابة المناضلة والعجوز الثائرة تطلبت مساندة فاعلة وقوية من أحرار العالم والعرب والمؤسسات الرسمية والشعبية الفلسطينية من خلال :

1. تقليد الزعبي وتوماس وسام القدس للبطولة والجرأة والتحدي .

2. اعتبارهما عربياً وإسلامياً من الرائدات للعام الحالي .

3. احتضان توماس من قبل أي قناة تلفزيونية عربية كـالجزيرة كمراسلة في مواقعها الأكثر شهرة للرد على التضييق المهني .

4. فتح باب التضامن الواسع معهما من خلال أنشطة التواصل والإعلام الفاضح للسياسة الصهيوأمريكية ضد حرية التعبير .

5. إبداء التأييد والمناصرة والاهتمام بهما كدليل تحول في منهجية المواجهة الثقافية والحضارية العربية .

طلاق الزعبي في الكنيست الإسرائيلي يعبر عن تصور (إسرائيل) عن العرب يقوم على الوصاية والهيمنة على العرب الذين نعرف أن شراكتهم في الكنيست اجتهاد للدفاع عن حقوق الأقلية المالكة للأرض في مواجهة المؤسسة المحتلة القاتلة .

برغم معارضتي للمشاركة فيه إلا أنني لا أملك لحنان وإخوانها سوى التحية والتعاطف والمناصرة ، التي تكبر في مواجهة دعارة البيت الأبيض الذي يسخر جبروته في البغاء والدعارة السياسية وينظمها ويحرسها لبقاء سيد القوادة في العالم يمارس فحشه دون عقاب (إسرائيل ).

عدد القراءات : 2258
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات