احدث الاخبار

ناشطات سعوديات : يا نسوق .... يا نرضّع السوّاقين

ناشطات سعوديات : يا نسوق .... يا نرضّع السوّاقين
اخبار السعيدة - الرياض (السعودية) - ريدان محمد         التاريخ : 14-06-2010

تستعدّ ناشطات سعوديّات إلى إطلاق حملة شعارها: يا نسوق..يا نرضّع السوّاق في ما يبدو أنّه التفاف ذكيّ على فتوى إرضاع الكبير لتلافي معضلة الاختلاط الكأداء التي تهدّد مجتمعات العفّة في بلاد نجد والحجاز وتأتي هذه الحملة عطفا على الجدل الذي أثارته فتوى «جواز إرضاع الرجل الكبير إذا احتاج أهل بيت ما إلى رجل أجنبيّ يدخل عليهم بشكل متكرّر، وإذا كان هو أيضاً ليس له سوى أهل ذلك البيت ودخوله فيه صعوبة عليهم ويسبّب لهم إحراجاً، وبالأخص إذا كان في ذلك البيت نساء أو زوجة، فإن للزوجة حقّ إرضاعه..!

وكان المفتي قد استدرك على منتقديه ببيان أوضح فيه أنّ فتواه لا تشتمل على الخدم والسائقين الآسيويين   ( ضنّا بالحليب العربيّ على من ليس أهلا له ..كمايبدو.. !!) وأنّ الرضاع لا يكون بلقم الثدي مباشرة، بل    " تحلب المرأة عبر إناء، ثمّ مناولته بعد ذلك لمن يشربه  حتى يصير محرما...!" كما نصّ على ذلك أهل العلم كابن عبد البرّ وابن حجر..

ويبدو أنّ الناشطات السعوديّات قد اهتبلن الفرصة ليضربن ثلاثة عصافير بحجر واحد: فيسرن بدءا.. على هدي ما حدّثت به أمّ المؤمنين عائشة بخصوص سالم مولى أبي حذيفة ، وينتصحن، ثانيا بما أوصى به ابن عبد البرّ وابن حجر، وأخيرا، يخيّرن آباءهنّ وإخوانهنّ وبعولتهنّ بين خيارين أحلاهما مرّ: إمّا أنْ يسمحوا لهنّ بقيادة سيّاراتهنّ ، وإمّا أنْ يدعوهنّ يرضعن السائقين التابعين لهنّ منعا لحرمة الاختلاط!!

وصرّحت بعض المستجوبات لجريدة "البيان" الإماراتيّة بأنّ ما قاله العبيكان ينطبق على شريحة السائقين الأجانب الذين تحتاج إليهم العائلات بشكل متكرر ويومي وعلى مدار الساعة، كما أن السائقين أنفسهم ليس لهم في الغالب إلا أهل البيت الذي يعملون فيه الذي يتكوّن من الزوجة وبناتها، وهن جميعا أجنبيات عن السائق، ما يستوجب من الزوجة إرضاعه وفقا للفتوى حتّى يصبح السائق محرما لأهل البيت ابنا للأم وأخا للبنات بالرضاعة...!

وصارت الفتوى التي جاءت لتعيد إلى الأذهان الفتوى الأزهريّة مثاراً لأحاديث المجالس النسائيّة ومصدراً للتعليقات، حيث ألهمت  ظرفاء المجتمع النكات والنوادر.

قالت سيّدة «ألحين حلال أرضّع السواق وحرام أسوق؟ ». وأضافت «يجب أنْ تشمل الفتوى إرضاع العاملة المنزلية بالمنازل وما أكثرها عندنا بالسعودية لرجل البيت وأبنائه لتصبح أمّهم أيضا بالرضاعة. وبهكذا يصبح الجميع إخوة... ؟!».

 وقال أحد الظرفاء «تلك الفتوى حلّ سريع ومناسب للتخلّص من الزوجات «الغَثِيثَات» تَرضع منها، وتصير أمّك، وتحرم عليك وتفتك منها"

وقالت كاتبة سعودية أنّ مجموعة سيدّات رفعن لواء حملة ينتوين إطلاقها بشعار: يا نسوق.. يا نرضّع ، وعلى الذكور الأفاضل اختيار أخفّ الضررين والأكثر سدا للذرائع! ومضت تقول «على المسنات من ربات الأسر ممن جفت ضروعهن عن إدرار اللبن أخذ أدوية كيميائية أو علاجات طبيعية تعيده سيرته الأولى، ليتمكنّ من الإرضاع وحيازة استحقاقات الفتوى».

وقالت كاتبة أخرى «مع احترامنا الكبيرللمفتين، نحتاج جدياً إلى فهم الفتوى وشرح لبعض التفاصيل المهمة مثل: هل يستوجب أن تكون الزوجة (والدة) حتى يكون في صدرها حليب يكفي لإرضاع الرجل المقصود؟ وهل يجب أن يكون في حضور زوجها؟ وهل تستطيع الزوجة أن تقرر ذلك بمفردها أم يستلزم الأمر موافقة زوجها؟ وهل تتمكن الفتيات من إرضاع الكبار (أصحاب الشنبات) أيضاً أم ان الأمر مقصور على الزوجات؟"

وتساءلت "من بيده حماية الزوجات إذا دخل عليهنّ أزواجهنّ وهنّ يرضِعن الرجال (استناداً إلى الفتوى) من اتّهامهنّ بشيء لا أخلاقي مثلاً؟ وهل يجب أن تعقد الأسرة اجتماعاً عاجلاً لتتم الموافقة على الإرضاع..؟ وهل يجب أن يكون في حضور الزوجين.. ؟

إذا كان من العجيب أنْ يجنّح الخيال المريض بهؤلاء الموقّعين باسم اللّه لابتداع ما لم يأذن به الله من غريب الأفكار وشاذ الآراء - فإنّ استمرار منع المرأة السعوديّة من قيادة السيّارة يبقى الأعجب والأغرب حتّى تُسْتَنفر له القرائح والحيل الفقهيّة في ذكر مفاسد تلك القيادة التي أحصاها أحد "البحّاثة"بعشرين مفسدة، والعياذ باللّه !!…

 

* الصورة تعبيرية نقلا عن وطن

عدد القراءات : 2834
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات