صيفنا لمن ؟؟!!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .... وبعد فإليكم يامن تفكرون في قضاء إجازة الصيف .. أو أي وقت كان .. ولاشك أن الكثرة الكثيرة من الناس يعيشون هذه الأيام في هم الصيف وكيف يقضون هذه الإجازة !!
أقول لكم أيها الكرام : كثيرة هي الأفكار وكثيرة هي البرامج التي يمكن أن نستفيد منها ولكن ليس هذا هو موضوعنا لأن المشكلة الحقيقية أننا قد نخطط لأعمالنا ولكن لانخطط لفراغنا !! وهنا تكمن المشكلة وتتعاظم عندما نترك الأمر لغيرنا فيخطط لنا ولأبنائنا كيف يمكن أن يستغلوا إجازتهم وأوقات فراغهم..من خلال القنوات والموقع والمنتديات وغيرها .. فنقع في مالاتحمد عقباه وتذهب جهود عام كامل من التربية والتعليم والتوجيه والعمل المتفاني أدراج الرياح من خلال خطأ فادح في كيفية التعامل مع الفراغ...
ولنستمع إلى قول الله سبحانه لكل من فرغ من عمله :( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}(الشرح: 7-8).
فهل تمعنا هذه الآية جيدا؟! مع أننا كثيرا ما نقرأها ونسمعها ... فهي تعني أنه ليس هناك فراغ أصلا في حياة المسلم فما أن يفرغ من عمل ينصب لعمل آخر وهو في كل أحواله يعيش لمولاه : ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ )
وقال سبحانه: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ}(الروم: 18) وقال تعالى: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }(الحجر: 99) فإذا فرغ الإنسان مما لا بد له منه من أشغال الدنيا فليعد إلى غاية وجوده وهي عبادة الله تعالى...
ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)
واسمع إلى أحد المختصين في إدارة الوقت وهوالأستاذ/ يوسف فرحات حيث يذكرعن دور إدارة الوقت في صناعة الحضارة فيقول : "تبدأ صناعة الحضارة من حرص أفرادها على احترام الوقت كقيمة حضارية، وجاء الإسلام مدركًا لهذه الحقيقة .
من هنا أخاطب كل من له قلب أن لايدع جزءا من وقته يذهب بدون فائدة ومن ذلك الإجازة الصيفية فقد تكون لك أو عليك
فحدد وخطط لها من الآن لمن تكون كيف يجب أن تكون !!