احدث الاخبار

خطورة عنوسة المنتقبات تجربة بحثية وتحليل علمى وعقائدى

خطورة عنوسة المنتقبات تجربة بحثية وتحليل علمى وعقائدى
اخبار السعيدة - تحليل - أ. د. محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 29-06-2010

عنوسة المنقبات ليست ظاهرة عابرة، لكنها ترتبط بتحليل ذكى يقول إن المنقبات اللاتى ينتمين لجماعات مثل «الإخوان المسلمين» والجماعة السلفية لا يعانين العنوسة، حيث يتكفل أعضاء الجماعة بحل المشكلة، عنوسة المنتقبات مرتبطة بانتشار النقاب «الفردى» الذى ترتديه الفتاة دون الانتماء لجماعة بعينها، إما مجاراة لموضة التدين الشكلى أو لأسباب اقتصادية، أو لمجرد أن النقاب أصبح موضة! الآن تواجه المنتقبة أزمة زواج وهناك مكاتب الزواج الآن إلى تقديم خدمة لزواج المنقبات! والغريب أن المنتقبة التى تلجأ للحصول على عريس من هذه المكاتب لا تطلب عريسا «أخا» بمعنى عريس ملتزم بالزى الإسلامى وإطلاق اللحية،والذى اكتشفناه أن العرسان من «الإخوة» بدأوا اللجوء هم الآخرون إلى هذه المكاتب يطلبون عرائس منتقبات، لكن يواجهون برفض الارتباط بهم! وهو ما جعل الكثير من العرسان من «الإخوة» يتنازلون عن فكرة الارتباط بأخت منتقبة، ويطالبون بعروس متدينة تقبل ارتداء النقاب فيما بعد. وفى هذا التحقيق نخوض تجربة الاتصال بأحد هذه المكاتب التى تعلن عن نفسها بأنها توفر خدمة خاصة للمنتقبات.

 

عند الاتصال يسأل مسئول المكتب أو من يرد عليك من الموجودين عن عمرك وأين تعمل وما هى مؤهلاتك. وعندما تسألين هل يوجد عرسان من «الإخوة» الملتزمين دينيا؟ يؤكد لك الذى يرد عليك أنه يوجد «أخ» يناسب عمرك، وفى جميع الوظائف: مهندسين وأطباء وموظفين وضباطا! ويحفظون أجزاء كثيرة من القرآن، ويوجد أيضا عرسان عاديون لا يرتدون الجلباب ولا يطلقون لحاهم يريدون الزواج من منتقبة. وإذا سألت عن المطلوب والطريقة التى يمكن أن ترى بها العريس تكون الإجابة: مطلوب منك صورة المؤهل وصورة البطاقة وإذا لم تريدى الحضور إلى المكتب لترى العريس يمكن أن يأتى مندوب من المكتب مع العريس إلى منزلك وعليك أن تدفعى رسوم «مشاهدة» مائة وخمسين جنيها!

 

وإذا سألت: هل لابد أن يرى العريس وجهى؟

ستكون الإجابة: طبعا لابد أن يرى وجهك. سألنا «د. الوليد العادل» رئيس أحد مكاتب الزواج: هل توجد خدمة زواج للمنتقبات فقط أجاب بنعم، وقال: لدينا عرائس من المنقبات مطلقات وأرامل وآنسات نسبتهن مثل نسبتهن فى المجتمع حوالى 12% تقريبا، وعادة المنتقبة لا تريد الارتباط بأخ يرتدى الجلباب، وملتح ملتزم بالصلاة بالمسجد ويعتكف ويحضر الدروس فى المساجد! والحقيقة أنا لم أستغرب رفض المنتقبة الارتباط بأخ لأننى من خلال تعاملى مع المترددين على المكتب ممن يسمون بالإخوة لاحظت أن البعض منهم ملتزمون دينيا من الناحية الشكلية دون المضمون، والبعض منهم ملتزم بالطبع. ويضيف العادل إن الإخوة الباحثين عندى عن عرائس الغالبية العظمى منهم يريدون منتقبة! وهنا يواجه أزمة عدم وجود العروس المطلوبة ، ولهذا يقول لى البعض منهم يمكن أن تكون غير منتقبة، لكن لديها استعداد لارتداء النقاب. والطريف - كما يقول العادل - أنه عندما يأتى العريس يرى العروس المنتقبة يقوم بامتحانها فى القرآن والتجويد وقد رفض أحد العرسان عروسا منتقبة بعد رسوبها فى الامتحان الذى قام هو بإجرائه لها، واضطررنا إلى أن نعرض عليه عروسا منتقبة أخرى كانت متعمقة فى الدين فتفوقت عليه فى حفظ القرآن وتجويده وقراءة أمهات الكتب الدينية وتزوجا، وبالمناسبة كان هذا العريس غير ملتح ولم يرتد جلبابا، بل كان موظفا كبيرا فى إحدى الشركات.

 

وقد تقدمت إلينا منتقبة مطلقة من أحد رجال الأعمال ذوى النشاط السياسى تطلب الزواج من شخص فى سن أصغر منها بكثير، وأكدت أنها لا تطلب أن يكون العريس لديه إمكانات مادية، إلا أننا اعتذرنا لها لأننا بصراحة وجدناها تريد عريسا للانتقام من طليقها الذى تركها ليتزوج من فتاة أصغر منها بكثير! «نجوى» امرأة منتقبة منذ أكثر من 15 عاما تزوجت بعد ارتدائها النقاب بقليل، وهى الآن ترفض ارتداء ابنتها النقاب لأنها ترى أنه فى كثير من الأحيان يتم دون تعمق المنتقبة فى الدين، بل إن بعضهن لا يصلين من الأساس! والآن نجد منتقبة ترتدى جلبابا ضيقا وتخرج مع شباب، بل سمعت أن بعض السيدات سيئات السمعة أصبحن يرتدين النقاب عند خروجهن حتى لا يتعرف عليهن رجال الشرطة، هؤلاء السيدات يقفن فى الشوارع ذات السمعة السيئة بالنقاب.

 

«ليلى» فتاة منتقبة حديثا، عمرها الآن 26 عاما لم تتزوج بعد، تحضر الكثير من الدروس الدينية فى المساجد،سألتها: لماذا لم تتزوجى حتى الآن؟ قالت لى: أنا مازلت صغيرة، لى صديقات فى الدروس فوق سن الثلاثين بسنوات ولم يتزوجن بعد نظرا لقلة فرص عمل الشباب والحياة الاقتصادية الصعبة، بالإضافة إلى أنه كثيرا ما يأتى إلينا بعض الإخوة فى المساجد يطلبوننا كزوجة ثانية، ويؤكدون أن هذا مستحب عند الله، وأنه لا توجد حرمة فى الزواج الثانى أو الثالث، وأنا أرفض أن أكون زوجة ثانية، بالإضافة إلى أن بعض الإخوة متشددون فى الدين بطريقة صعبة. تضيف «ليلى»: كل ما أتمناه فى العريس الذى يتقدم لى أن يكون ملتزما دينيا فقط خاصة أننى ارتديت النقاب لأننى شعرت بأننى يجب أن أنتقب، وأنه فرض ويحافظ على جسد المرأة، وإن كانت بعض صديقاتى القريبات منى قمن بارتداء النقاب نظرا لضعف حالة أسرهن الاقتصادية. شهد المجتمع المصرى خلال الثلاثين عاما الماضية انتشارا كبيرا لظاهرة ارتداء الحجاب، بينما بدأ ارتداء النقاب قبل أكثر من عشرين عاما إلى أن أصبح ظاهرة إلى حد ما، وقد أعدت جامعة عين شمس دراسة عن ظاهرة ارتداء الحجاب والنقاب،على طالبات الجامعة باعتبار أن الفئة العمرية لهن هى بداية ارتداء الحجاب والنقاب. قامت الدراسة على سبع كليات نظرية وعملية بجامعتى القاهرة وعين شمس، وانتهت إلى نتائج مهمة هى:

 

إن غالبية الطالبات المحجبات والمنقبات ارتدين النقاب بوازع ودافع دينى وإحساس بمشاعر دينية قوية، إلا أن بعض من ارتدينه قمن بهذا بسبب العامل الاقتصادى الضعيف وشعورهن بالاغتراب. ويتمثل العامل الاقتصادى فى الهروب من المشاكل الاستهلاكية ومنها الملابس ومستلزماتها، وهناك عوامل اجتماعية ونفسية متمثلة فى محاكاة الصديقات واكتساب تقدير الآخرين، أو تفضيل الشباب المسلم فى هذا العصر الارتباط بفتاة محجبة أو منتقبة على أساس أن لديها قدرا من الأخلاقيات والتعاليم الدينية التى تصونها وتحفظها ضد التيارات المنحرفة فى المجتمع. إن أغلب المحجبات والمنقبات أكدن على أن المشاعر المصاحبة لارتدائهن النقاب تتمثل فى الإحساس بالراحة والهدوء والاستقرار النفسى، وفسرت الدراسة هذا الشعور بأن الفتاة فى هذه المرحلة من عمرها تتميز بالقلق والخوف والإحساس بالذنب، ومن ثم الاتجاه الدينى يخفف من حدة هذا القلق، ويضفى على نفوسهن إحساسا بالراحة والطمأنينة، أو أن فكرة فرض ونشر الزى الإسلامى «الحجاب» على سائر نساء المسلمين بقانون لم تحظ بقبول المحجبات وغير المحجبات على حد سواء، ففكرة الإجبار والضغط فى هذا الأمر مرفوضة اقتناعا منهن بأن هذا مسلك شخصى نابع من الفتاة ذاتها، ولا يأتى إلا بالوازع والشعور الدينى لديها. ومن ثم - كما قالت الدراسة - فإن العامل الدينى هو المؤثر والمسيطر على اتجاهاتها، وعلى هذا نجد المحجبات والمنقبات يسعين لإقامة علاقة صداقة مع غير المحجبات كمحاولة لتنمية الوازع الدينى داخلهن والتأثير الفكرى عليهن لارتدائهن الحجاب. وقالت الدراسة إن الكثيرات من المحجبات والمنقبات وافقن على فكرة اشتغال المرأة بعد الانتهاء من دراستها. أزمة زواج المنقبات ليست موجودة بين أعضاء بعض الجماعات السلفية فى مصر التى تحرص على زواج الفتاة فى سن صغيرة، بالإضافة إلى إمكان أو تقبل هذه الجماعات زواج رجالها بأكثر من امرأة، وإن كانت سرعة زواج الفتاة فى هذه الجماعات يتوقف على مدى حفظها لأكبر عدد من أجزاء القرآن وقراءتها لكثير من الكتب التى تتخذها هذه الجماعات مرجعا لها، وأيضا يتوقف زواج الرجل داخل هذه الجماعة بأكثر من امرأة على مدى تعمقه فى هذه الكتب وحفظه للقرآن كاملا. وأكدت الدراسة على أن تأخير سن الزواج مشكلة خطيرة ومتشعبة، فكل يوم تزداد أعداد الشباب الذين يحجمون عن الزواج وتأثير تأخر سن الزواج على الفتيات، حيث يؤدى تأخر سن الزواج إلى تأخر سن الحمل، مما يمثل خطورة على صحة الأم وإنجاب أطفال غير أصحاء، وفى وقت غير مناسب صحيا واجتماعيا.

 

الشيخ فكرى حسن إسماعيل - وكيل وزارة الأوقاف الأسبق ومن كبار علماء الدين - قال لنا: أزمة الزواج حاليا فى المقام الأول أزمة مالية، وهى نابعة من البطالة وأزمة المساكن وقلة الدخل.. وأيضا من أسبابها عدم النضوج الدينى عند البعض، فنجد البعض من الفتيات والأولاد يتخذون الزى الدينى والتظاهر بالدين ستارا ظاهريا لإقامة أسرة متدينة، وبعض الفتيات يتخذن النقاب وسيلة لجذب الشباب إليهن للزواج، فيأتى الشاب للزواج على أساس أنه متدين ويرتدى الجلباب ويربى اللحية، فيتم الزواج بصور غريبة مثل «الهبة» أو قراءة القرآن بدون مهر وبدون وثيقة وبدون تكافؤ، وبعد الزواج ينكشف الأمر وزيف كل منهما للآخر، وتبدأ المشاكل وتصدم الأسر بهذا الزواج! وهذا الأمر جعل الكثير من الشباب لا ينظرون إلى ضرورة الارتباط بمنتقبة، وفى المقابل ترفض الكثيرات من المنقبات الارتباط بشاب يرتدى الجلباب ويطلق اللحية! وقال الشيخ فكرى: من خلال إلقاء الدروس فى المساجد تأتى إلىّ الكثير من الأسئلة من المنقبات والملتحين المتزوجين، وللأسف الشديد أكتشف أن الكثيرين لا يعلمون شيئا عن أمور الدين، ومن أغرب هذه القضايا جاء اثنان منهم يطلبان الصلح فيما بينهما، فقلت: ما الحكاية؟ واكتشفت أن الزوجة خريجة جامعة الأزهر، وأنهما تزوجا ومع كثرة المشاكل حلف عليها يمين الطلاق مرتين، وفى المرة الثالثة طالبت الزوجة المنتقبة أن تكون العصمة فى يديها فوافق الزوج وتزوجا، وبعد الزواج للمرة الثالثة حدث بينهما خلاف قامت على إثره بطلاق زوجها، ثم قامت بإرجاعه، ثم طلقته للمرة الثانية ثم أرجعته، وجاءا حتى أصلح بينهما حتى لا تضطر الزوجة لطلاق زوجها! وهنا اكتشفت أنه لا الزوجة المنتقبة ولا الزوج الملتحى يعرفان شيئا عن الدين، وأبسط قواعد الدين أن الزوجة عندما تكون العصمة فى يدها يحق لها أن تطلق زوجها مرة واحدة دون رجعة.

عدد القراءات : 30480
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
لواء التوحيد
هذا المقال لا يريد سوى ان يقول ان النقاب يعطل فرص الزواج، وهذا كذب على دين الله واقسم بالله العظيم ان نسبة الزواج بين المنتقبات عالية جدا جدا، وحسبنا الله ونعم الوكيلز