احدث الاخبار

مسؤلينا والخيارات المخفية

مسؤلينا والخيارات المخفية
اخبار السعيدة - بقلم - أحمد الشريفي         التاريخ : 30-06-2010

لم يكن أحدا يجرؤ على اتهام مسؤلينا بأنهم يديروا شؤون أعمالهم بدون تخطيط أو منهاج منظم ووفق إستراتيجية تم الإعداد لها لو جاهروا بانيهم يعتنقون نظرية باولو كوبلو الفلسفية ورؤيته المبنية على التساؤل الممزوج بالغرابة عن وضع قواعد لكل شيء ( لست ادري لما يملك الكائن البشري هذا الهوس في وضع قواعد لكل شيء ) ويعتبر هذا التساؤل خيار من الخيارات المخفية التي يحتفظ بها مسؤلينا لأنفسهم رغم تعرضهم لانتقادات لاذعة بشأن عدم وجود قواعد منظمة لسلوكياتهم وحتى تصرفاتهم الشخصية فمثلاً لم يكن من المعقول أن يعود احد الوزراء لقراءة القوانين واللوائح ويبني على أساسها أهداف إستراتيجية تجيز له ماقام به من اعتداء على إحدى موظفاته بالوزارة وهو ماجعل الإعلام يتناقل خبر إقدامه على الاعتداء لعدم معرفته بالخيارات المخفية التي لم يوضحها الوزير .

مثله مثل تصريح الحكومة بأنه خلال شهرين سيتم العمل بمحطة المخاء لتوليد الطاقة الكهربائية عبر الرياح وهو ماسيجعل الصحفيين يسخرون من هذا التصريح بعد شهرين ،لا لشيء وإنما لكون التصريح مقتضب ولم يطرح الخيارات المخفية فلم يقل التصريح بأنه ربما تولد الكهرباء بعد شهرين عبر الرياح وربما بعد شهرين تكون اليمن في مهب الرياح أو أن التصريح عقب شهرين ستذره الرياح.

الحال ذاته مع وزير الصحة حيث لم يكن بإمكان أي شخص القدرة على انتقاد سيادته ووزارته على توقيع صفقة شراء لقاحات فاسدة قدرت بأكثر من مليون دولار لو أن معالي الوزير جمع وسائل الإعلام وأعلمهم عزمه توقيع عقد صفقة لقاحات ونوه بأنه ربما تكون صالحة أو فاسدة ، لكنة احتفظ بخيار( ربما تكون فاسدة) لنفسه وهو ما استغلته وسائل الإعلام وجعلت منه مادة دسمة لانتقاد وزارة الصحة .

ماسبق نماذج بسيطة تدل على أهمية المصارحة بالخيارات كافة وعلى رأي المصريين( اللي أوله نور آخره نور) فيا أيها المسؤلون نورونا بكل خياراتكم ولا تقتصروا اثنا تصريحاتكم على الإيجاز المخل والوقف القبيح ، حتى لاتكونوا عرضة لشماتة الشعب وفي مقدمتهم أصحاب الصحافة والإعلام

عدد القراءات : 2332
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات