احدث الاخبار

يعود اليهود على أثرهم

يعود اليهود على أثرهم
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 02-07-2010

خطران حقيقيان يتهددان الوجود اليهودي في فلسطين، ولن يسمحا للدولة العبرية بالبقاء على قيد الحياة، خطران يعيدان عن حدود دولة إسرائيل الراهنة، ولكنهما قريبان جداً من حيث التأثر بوجودها، ومن تصاعد قوتها، وتنامي  تأثيرها، وقد أشارت كتب اليهود القديمة إلى أن تمرد ملوك إسرائيل، وتجاوزهم الحد المسموح فيه في العلاقات الدولية كان السبب في زحف "نبوخذ نصر" الكلداني على رأس جيشه من الشرق، واقتلاع دولة يهوذا من جذورها، وقد أشارت كتب اليهود القديمة إلى أن تمرد ملوك إسرائيل، وتجاوزهم الحد المسموح فيه في العلاقات الدولية للمرة الثانية، كان السبب في زحف "طيطس" الروماني على رأس جيشه من الشمال، واقتلاع دولة إسرائيل من جذورها.

 

الملاحظ في التاريخ اليهودي المسجل بأيدي اليهود، أن الدولة العبرية في المرتين السابقتين اللتين دمرت فيها، كانت قد انتصرت في صراعها مع جيرانها، وأخضعتهم لها، وبسطت نفوذها على المنطقة المحيطة فيها، بل وأقامت الأحلاف مع القوى القريبة، وانتقلت بهم من حالة العداء الشديد لها، إلى حالة الصداقة، وتبادل المنافع، بل وظفت دولة إسرائيل في الزمن الغابر فرعون مصر "نيخو" ليحتل مدينه "جازر" من الفلسطينيين، ويقدمها مهراً لابنته التي زوجها من ملك اليهود.

 

والملاحظ من التاريخ اليهودي أيضاً؛ أن اليهود أسسوا دولتهم الأولى والثانية على الدم، والقتل، والتدمير، واحتلال مدن الفلسطينيين، والكنعانيين، واغتصاب حقوقهم، وطردهم من الديار، والملاحظ كذلك أن نهاية الدولة العبرية الأولى والثانية كان التدمير بالوحشية ذاتها التي قامت فيها دولتهم الأولى والثانية!.

 

هل يعود التاريخ على نفسه ليصيب دولة الصهاينة المصير ذاته الذي سحق دولتهم في الزمن السابق، وإن تبدلت الجغرافيا قليلاً، بظهور العداء الإيراني من الشرق، وبروز الكراهية التركية من الشمال. ولاسيما أن الدولة العبرية الراهنة قد قامت على الاغتصاب، والقتل، والنسف، والعدوان، وفرضت نفسها على المحيط المجاور لها، واستسلم معظمهم برضا تام، لتبدأ بالتوسع إلى أبعد مدى، لتتجاوز ما كان عليه تأثير الدول العبرية السابقة، حتى صارت اليوم مصدر القوة والقرار والنفوذ في السياسة الدولية؟.

 

اليهود في إسرائيل يعرفون النهاية، ويقرؤونها في كل هجوم إرهابي يقترفونه، وهم يغرقون في بحر تاريخهم ليزدادوا ظمئاً للأمن، ولكن الأمن لا تبذره رياح الإجرام، الذي وثقتها صفحات التاريخ من اللحظة الأولى لاغتصاب فلسطين.. 

عدد القراءات : 1675
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات