احدث الاخبار

القلب والدورة الدموية - سلسلة مقالات للكيمياء الحيوية

القلب والدورة الدموية - سلسلة مقالات للكيمياء الحيوية
اخبار السعيدة - إعداد - أ. د. محمد سعد عبد اللطيف         التاريخ : 24-07-2010

الجهاز الدورى يتكون من مضخة عضلية هى القلب ودائرتين أحدهما تورد الدم إلى الرئتين والأخرى تورد الدم إلى أنسجة الجسم المختلفة . ويعمل الجهاز الدورى طوال الوقت (خلال حياة الإنسان) ويعتبر أحد أجهزة الاتزان الداخلى حيث يقوم بعدة وظائف هامة هى :

1- يقوم بعملية تبادل الغازات .

2- توزيع العناصر الغذائية .

3- تنظيم توزيع الحرارة بالجسم .

4- نقل نواتج الهدم والبناء لأجهزة الإخراج .

5- حماية الجسم من الميكروبات (الخلايا البيضاء) .

يعتبر الجهاز الوعائى من أهم أجهزة الجسم . ويقوم بتزويد خلايا الجسم بالأكسجين والمواد الغذائية المهضومة والهرمونات ونقل المواد الناتجة من عملية التمثيل مثل ثانى أكسيد الكربون والماء والبولينا إلى الرئتين والكليتين للتخلص منها .

والجهاز الوعائى جهاز مقفل وينقسم إلى جهازين :

أولاً : الجهاز الدموى ويشمل الدم والقلب والأوعية التى يمر فيها الدم .

ثانياً : الجهاز الليمفاوى ويشمل العقد الليمفية والأوعية التى يمر فيها الليمف .

الجهـاز الدورى Circulatory System

هو عبارة عن جهاز وعائى مقفل لأن الدم يمر فى أوعية متصلة ببعضها ويدفع الدم فى هذه الأوعية عضو عضلى يسمى القلب وتعرف الأوعية التى تخرج من القلب بالشرايين سواء كانت تحمل دماً مؤكسجاً أو دماً غير مؤكسج . بينما تعرف الأوعية التى تعود بالدم إلى القلب بالأوردة بغض النظر عن نوع الدم الذى تحمله .

والقلب عبارة عن عضو عضلى أجوف وهو ينقبض وينبسط بانتظام أثناء انبساطه يتدفق الدم إلى تجاويف وأثناء انقباضه يدفع نفس الدم فى قوة خارجاً إلى الشرايين الرئيسية ومنها إلى أطراف الجسم .

والقلب مخروطى الشكل يقع فى التجويف الصدرى بين الرئتين وأسفل جسم القص . وتتجه قاعدته إلى أسفل ورأسه إلى أسفل ومائلة إلى الجانب الأيسر ، ويغلف القلب كيس رقيق مزدوج الجدران يسمى التامور . القلب مضخة تدفع الدم إلى الرئتين وجميع أجزاء جسم الإنسان ما عدا الشعر والأظافر .

يتكون القلب من أربع حجرات منها حجرتان صغيرتان علويتان تعرفان بالأذنين Auricles أذين أيمن وأذين أيسر وينفصلان عن بعضهما من الداخل بواسطة حاجز يسمى يسمى الحاجز بين أذنين Inter- auricular septum والحجرتان السفليتان كبيرتان تعرفان بالبطنين Ventricles بطين أيمن وبطين أيسر . وجدارهما عضلية سميكة ولونها أحمر باهت وينفصلان عن بعضهما بواسطة حاجز سميك يسمى الحاجز بين البطينين Inter-ventricular septum ويمر الدم من القلب ويعود إليه بواسطة مجموعة من الأوعية الدموية تشمل الشرايين والأوردة وتفرعاتها .

أولاً : الشرايين :

يخرج من القلب شريانان عظيمان ومهمان :

أ‌- الأورطى Aortic arch : وهو الشريان الرئيسى بالجسم ويخرج من أعلى البطين الأيسر ويتفرع إلى جميع أجزاء الجسم ويحمل دم مؤكسج .

ب‌- الشريان الرئوى Pulmonary artery : يخرج من أعلى البطين الأيمن ويحرس فتحته الصمام الهلالى الرئوى ويحمل الدم غير المؤكسج إلى الرئتين وينقسم إلى شريانين رئويين أيمن وأيسر ويدخل كل شريان فى الرئة المقابلة له .

جـ- الشريانان التاجيان :القلب يحتاج لتزويده جيداً بالغذاء والأكسجين وهو يتلقى كلا منهما ليس من الدم الذى فى داخل حجراته ، ولكن من مصدر خاص ينقل إلى عضلة القلب عن طريق الشريانان التاجيين الذين يجريان فوق العضلة . وهذان الوعاءان الهامان جداً هما أول ما يتفرع من الأورطى عندما يترك القلب وقد استمدا اسميهما من الطريقة التى تحيطان بها القلب كالتاج .

ثانيا ً: الأوردة Veins :

تنقل الدم من أجزاء الجسم المختلفة إلى القلب وتقسم الأوردة إلى :

أ‌- الأوردة الرئوية Pulmonary veins عددها أربعة وريدان من كل رئة وتختلف عن باقى أوردة الجسم فى إنها تحمل دماً مؤكسجاً فهى تنقل

الدم من الرئتين إلى الأذين الأيسر للقلب .

ب‌- الوريد البابى Portal vein ينقل الدم المحمل بالغذاء المهضوم والممتص من القناة الهضمية إلى الكبد .

جـ - الدورة الجهازية Systemic Circulation وتشمل أوردة القلب والوريد الأجوف العلوى والوريد الأجوف السفلى .

د - أوردة جهازية وأهمها : الوريد القلبى الكبير ، الوريد القلبى الصغير .

هـ - أوردة القلب : أهمها الوريد القلبى الكبير ، الوريد القلبى المتوسط ، و الوريد القلبى الصغير .

و- جدران القلب : إن جدران القلب مكونة إلى درجة كبيرة من نسيج عضلى خاص يدعى نسيج عضلة القلب . وهذه العضلة مصممة بحيث تكون قادرة على أن تنقبض من 60 : 70 انقباضة كل دقيقة بالنسبة للشخص البالغ . وتكسو هذه العضلة من الداخل بطانة من الخلايا المسطحة تسمى غشاء القلب الداخلى ، وهى تلامس الدم داخل القلب مباشرة . أما القلب من الخارج فيغطيه غشاء أكثر تعقيداً إلى حد ما ويسمى غشاء التامور . ويتكون هذا الغشاء من جزء خارجى متين يحمى القلب ويبقيه أيضاَ فى مكانه الصحيح ، ومن جزء داخلى رقيق يسمح لعضلة القلب بالحرية الكافية للحركة لكى تنقبض وتنبسط .

ز- صمامات القلب :

ينقسم القلب من الداخل إلى أربع حجرات : الحجرتان العلويتان هما الأذينان الأيسر والأيمن ، أما الحجرتان السفليتان فهما البطينان الأيسر والأيمن ويتجمع الدم فى الوريدين الأجوفين ويمر إلى الأذين الأيمن الذى ينقبض ويضخ هذا الدم إلى البطين الأيمن من خلال ثقب صغير فى الجدار الذى يفصل الغرفتين. وهنا ينقبض البطين الأيمن ويضخ الدم خارج القلب فى الشريان الرئوى ثم إلى الرئتين . ولا يستطيع الدم فى البطين أن يرجع مرة أخرى إلى الأذين فى حالة انقباض البطين ، وذلك لأن الفتحة الموجودة بينهما لها تركيبة تعمل فى اتجاه واحد وتسمى الصمام المثلث الشرفات .

وللشريان الرئوى أيضاً صمام يوقف رجوع الدم إلى الخلف من الرئتين إلى البطين . ويسمى هذا بالصمام الهلالى لأنه يتكون من ثلاثة أغشية تشبه الأهلة وهى التى تكون هذا الصمام . ويمر الدم الذى يترك البطين الأيمن إلى الرئتين ليعود إلى القلب فيدخل الأذين الأيسر ، ويضخ حينئذ فى البطين الأيسر ومثلما هى الحال على الناحية اليمنى من القلب ، فإن الثقب الموجود بين الحجرتين له صمام يسمى الصمام ذو الشرفتين أو الصمام الميترالى لكى يمنع الدم من الرجوع إلى الخلف. ثم يقوم البطين الأيسر بضخ الدم خارج القلب عبر مجموعة أخرى من الصمامات الهلالية إلى داخل الشريان الأورطى ، الذى يؤدى إلى الشرايين التى توصل الدم إلى الجسم كله. وهكذا فإن الصمامات تضمن سريان الدم فى اتجاه واحد كل وقت .

الدورة الدموية :

يوجد بالجسم دورتان دمويتان :

1- Great Blood Circulationدورة دموية كبرى أو جهازية :

فى هذه الدورة يخرج الأورطى حاملاً المواد الغذائية المهضومة والممتصة من البطين الأيسر للقلب ويوزعه على أنسجة الجسم ثم يعود الدم حاملاً ثانى أكسيد الكربون والمواد المصرفة من أنسجة الجسم بواسطة الوريدين الأجوفين العلوى والسفلى إلى الأذين الأيمن للقلب . أى تتم هذه الدورة بين القلب وأنسجة الجسم بالعكس .

2 - دورة دموية صغرى أو رئوية Small Blood Circulation :

فى هذه الدورة يحمل الجذع الرئوى الدم غير المؤكسج من البطين الأيمن للقلب إلى الرئتين حيث يتخلص من ثانى أكسيد الكربون وبخار الماء . ثم يعود الدم المؤكسج من الرئتين بواسطة الأوردة الرئوية إلى الأذين الأيسر للقلب . أى أنها تتم بين القلب والرئتين وبالعكس .

الشرايين التى تخرج من قلبك هى أوسع الشرايين بينما أغلب الأوعية الدموية ضيقة جداً لدرجة أنه من الصعب رؤيتها .

الدورة البابية Hepatic Portal Circulation:

بالإضافة إلى هاتين الدورتين توجد دورة دموية خاصة يقوم فيها الدم بنقل المواد الغذائية المهضومة والممتصة من الأمعاء الدقيقة إلى الكبد حيث يقوم باختزان الجلوكوز الزائد عن حاجة الجسم وكذلك يتم فيه تمثيل الأحماض الأمينية الزائدة وتحويلها إلى مادة إخراجية ( البولينا ) يتخلص منها الجسم بواسطة الكليتين وكذلك يقوم الكبد بتحويل المواد السامة للجسم الممتصة من الأمعاء إلى مواد غير سامة يحملها الدم من الكبد إلى الكليتين حيث تخرج مع البول وتعرف هذه الدورة الخاصة بالكبد بالدورة البابية .

الدورة القلبية Cardiac Cycle:

تعمل عضلات القلب باستمرار وبانتظام تام . ولكل تجاويف القلب نوبة انقباض تنقبض أثناءها عضلاته لتدفع الدم إلى الأجزاء المتصلة بها . ونوبة انبساط ، تنبسط أثناءها عضلات القلب ، فتستقبل التجاويف الدم من الأجزاء التى تتصل بها. وفى نفس الوقت تأخذ عضلات القلب فترة من الراحة تنشطها لتقوم بنوبة الانقباض التالية . وتتعاقب انقباضات القلب وانبساطاته فى نظام متناوب محكم ومستمر وتعرف هذه الدورة بالدورة القلبية أو ضربة القلب Heart beat أو دقة القلب .

ينقبض القلب حوالى 70 – 80 نبضة / دقيقة أثناء الراحة وحوالى 100.000 ضربة / يوم وإذا عشت العمر 70 يضرب 3000 مليون نبضة دون توقف .

الــدم Blood :

عبارة عن سائل أحمر اللون يتكون من سائل لونه أصفر باهت يسمى البلازما (Plasma) وملايين لا تحصى من خلايا دقيقة تسمى خلايا الدم تسبح فى البلازما ويوجد منها نوعان رئيسيان :

الخلايا الحمراء Red Corpuscles or Erythrocytes:

عبارة عن أقراص صغيرة مقعرة الوجهين لا ترى إلا بواسطة الميكروسكوب يبلغ قطرها حوالى 7 ميكرون وسمكها 2 ميكرون تقريباً (الميكرون = 0.001 من الملليمتر) . ولا تحتوى الكريات الحمراء على أنوية وتحتوى على مقدار كبير من الهيموجلوبين يكسبها لونها الأحمر وتعزى أهمية الهيموجلوبين إلى شدة قابليته للإتحاد بالأكسجين مكوناً مركباً غير ثابت يسمى الأكسيهيموجلوبين ينفصل عنه الأكسجين فى الأنسجة بسهولة وتتكون الكريات الحمراء فى نخاع العظام وخصوصاً عظام العمود الفقرى والفخذين والضلوع والقص .

ويعتبر الحديد جزء هام من الهيموجلوبين فى الكريات الحمراء ولذلك يعزى إلى نقص فى الغذاء قلة عدد الخلايا الحمراء التى تتكون فى الجسم أو قلة ما تحويه من الهيموجلوبين ويسبب هذا نوعاً من الأنيميا أو فقر الدم .

الخلايا البيضاء White Corpuscles or Leucocytes:

وهى عبارة عن خلايا حقيقية تتفق فى كل صفاتها مع الخلايا الحية فلها سيتوبلازم ولها حركة خاصة تشبه الحركة الأميبية وعديمة اللون لأنها لا تحتوى على الهيموجلوبين وهى أكبر قليلاً من الكريات الحمراء وأقل منها عدداً وتعتبر هذه الكريات بمثابة الأعضاء الحارسة للجسم وأهم أنواعها .

أولاً : مجموعة الكريات البيضاء وغير المحببة :

تتميز هذه المجموعة من الكريات البيضاء بأن سيتوبلازمها لا يوجد به حبيبات وتشمل:

1- الخلايا الليمفية Lymphocytes :

ونسبة عددها فى الدم من 20 إلى 22 % من مجموع الكريات البيضاء ، وهى صغيرة الحجم ولها نواة واحدة مستديرة الشكل تكاد تشغل حيز الكرية .

ويعتقد أنها تكون مواداً مضادة للسموم تكسب الجسم مناعة وحصانة ضد الميكروبات التى تهاجم الجسم.

2- المونوسيتس أو الخلايا وحيدة النواة Monocytes :

نسبة عددها فى الدم من 3 - 8 % من مجموع عدد الكريات البيضاء ، قد تكون بيضاوية الشكل أو تشبه حدوة الحصان أو كلوية الشكل وهى متحركة لها خاصية إلتهام البكتيريا مثل باسيلس السل .

ثانياً : مجموعة الكريات البيضاء المحببة :

تحتوى هذه الكريات على حبيبات فى السيتوبلازم ، تصطبغ بصبغات خاصة وتشمل ثلاثة أنواع:

أ‌- كريات متعادلة أو محايدة .

ب‌- كريات حمضية الصبغة .

جـ‌- كريات قاعدية الصبغة .

ويتكون عدد كبير من هذه الأنواع الثلاثة فى نخاع العظام وطول عمرها لم يعرف بعد . ويعتقد أنها تهلك فى نفس الأماكن التى تؤدى فيها وظائفها .

الصفيحات الدموية (Thrombocytes (Blood Platelets :

عبارة عن صفائح صغيرة رقيقة جداً يبلغ قطرها حوالى 2 : 3 ميكرون لا يوجد بها أنوية ، وتتكون فى نخاع العظام وتستهلك وتفنى فى الطحال ولهذه الصفائح أهمية فى عملية تجلط الدم أثناء الجروح . وإنخفاض كبير فى عدد الصفيحات الدموية يسمى مرض نقص الصفيحات الدموية (Thrombopenia) وفى هذه الحالة يفقد الدم قدرته على التجلط . ولولا تجلط الدم لاستمر نزف الدم من الأوعية الدموية التى يحدث بها جروحاً ، وينشأ عن ذلك نتائج خطيرة للإنسان .

وظائف الــدم :

1- تكون بلازما الدم وسطاً سائلاً يعتبر دعامة للخلايا الدموية الحمراء والبيضاء حتى يمكن دفعها فى الأوعية الدموية .

2- يحمل الدم المواد الغذائية المهضومة من الأوعية وينقلها إلى خلايا الجسم لإمدادها بالمواد اللازمة لها .

3- ينقل الدم الأكسجين بواسطة الهيموجلوبين الموجود فى الكريات الحمراء إلى أنسجة الجسم لإطلاق الطاقة الكامنة فى المواد الغذائية الموجودة بها ليحافظ على حيويته .

4- يحمل الدم العائد من الأنسجة فضلات عملية التمثيل الغذائى ، فينقل ثانى أكسيد الكربون إلى الرئتين وبقية الفضلات مثل البولينا إلى الكليتين حيث يتخلص منها الجسم .

5- يحمل الدم إفرازات الغدد الصماء (أو الهرمونات) إلى أنسجة الجسم المختلفة حيث تقوم بعملها.

6- ينقل الفيتامينات لتغذية الخلايا فى أنسجة الجسم .

7- يهلك جراثيم الأمراض بواسطة الكريات البيضاء التى تلتهم الميكروبات التى قد تغزو الجسم .

8- يحمى الجسم من النزف إذا حدث جرح أو تمزق للأنسجة بتكوين الجلطة الدموية .

9- يكون الدم مواداً مضادة للسموم لتقاوم تأثير هذه السموم .

10- تساعد المواد البروتينية الذاتية فى الدم على التحكم فى كمية الماء فى الأنسجة .

11- يوزع الدم الحرارة على الجسم ، ويساعد بطرق خاصة فى حفظ درجة حرارة الجسم ثابتة .

ماذا تعرف عن ؟

1- صوت القلب :

يسمع الصوت الأول عندما تنقبض عضلات البطين ويغلق صمام ميترال والصمام ذو الثلاث شرفات ويسمع الصوت الثانى عند انتهاء نوبة الانقباض وابتداء فترة انبساط البطينين وغلق صمامى الأورطى والجذع الرئوى . ويقدر متوسط عدد ضربات ( دقات ) القلب بنحو 70 ضربة فى الدقيقة فى الرجال ، ونحو 75 ضربة فى النساء ، ونحو 120 ضربة فى الأطفال ويزيد هذا العدد بالانفعالات والتعب .

2- النبض Pulse :

وهو عبارة عن التموجات التى تحدث فى الشرايين بتمدد جدرها نتيجة قوة دفع الدم فيها عند انقباض البطينين وتقلصها عند انبساطهما . عدد النبض يساوى ضربات القلب .

ويمكن جس النبض بسهولة عند لمس أى شريان سطحى مرتكز على عظمة الشريان الكعبرى (يوجد بجانب سمانة الرجل) لأنه تحت الجلد وأمام الطرف السفلى لعظم الكعبرة مباشرة .

ويبلغ متوسط عدد النبض فى الشخص السليم أثناء الراحة نحو 70 نبضة فى الدقيقة ويلاحظ أن النبض أسرع قليلاً فى الإناث منه فى الذكور وفى المساء عنه فى الصباح . كما يزداد عدد النبض بالانفعالات النفسية مثل الخوف والغضب أو ارتفاع درجة الحرارة فى الحميات ويبطء النبض وقت الراحة والنوم .

من أمراض الجهاز الدورى :

تصلب الشرايين :

هو فقد الشرايين مرونتها وتصلب جدرها يحدث ضيقاً فى سعة الشرايين ، ويؤدى الضيق فى سعة الشرايين إلى ضعف تغذية وإمداد أعضاء الجسم بالدم اللازم للقيام بوظائفها .

ومن نتائجـــه :

1- ضعف فى وظائف أعضاء الجسم وقد يحدث اضطراباً عاماً أو موضوعياً (مثلاً نقص إمداد المخ بكمية كافية من الدم يتبعه ضعف فى وظائفه) .

2- ارتفاع فى ضغط الدم عند انقباض القلب لعدم قدرة الشرايين على التمدد والسبب فى ذلك ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم .

3- إذا حدث هذا فى أحد شرايين المخ ينتج عنه شلل نصفى ويعرف هذا بالنقطة Stroke .

الذبحة الصدرية Angina pectoris :

هى حالة يحس فيها الشخص باختناق شديد فى الصدر مصحوباً بألم بالغ الشدة ، وقد يمتد الألم إلى العنق والكتف والذراع الأيسر أو إلى الذراعين . والذبحة الصدرية تعتبر عرض لأمراض القلب وتنبيه للإنسان ليكف عن العمل وعدم بذل أى مجهود .

**كيف تحدث الذبحة الصدرية ؟

يزود القلب بالدم بواسطة الشريانين التاجيين فإذا أصيب أحد هذين الشريانين بالتصلب أو كليهما أو حدث ضيق فيهما ، فإن كمية الدم التى تصل إلى القلب لا تكون كافية لتغذيته وعندما يبذل الشخص مجهوداً يشعر بألم الذبحة الصدرية .

ولعلاج الذبحة الصدرية أو للوقاية منها لابد من الراحة التامة وعدم القيام بمجهود مثل أنواع الرياضة البدنية التى تتطلب تزويد القلب بكمية كبيرة من الدم لا يستطيع الشريانان التاجيان تزويده بها .

- يمتنع الشخص من تناول الأطعمة الدهنية التى تسهم فى تصلب الشرايين وتناول العقاقير التى توسع الشرايين التاجية .

ضغط الدم Blood Pressure :

يوجد الدم داخل الشعيرات والشرايين الدموية تحت ضغط معين ولضغط الدم وظيفتين الأولى دفع الدم الذى يمر إلى أعلى ضد الجاذبية فى الشرايين السباتية ، وبذلك يصل الدم إلى المخ ، والوظيفة الثانية إنه يعمل على دفع الدم خلال الشعيرات الدموية فهذه الأوعية ضيقة بحيث أن جريان الدم فيها يغير ضغط يكاد لا يذكر .

قياس ضغط الدم :

لقياس ضغط الدم يستعمل جهاز خاص يسمى مقياس ضغط الدم Sphygmemanometer وعند قياس ضغط الدم يلف الطبيب هذا الشريط حول العضد أعلى المرفق مباشرة ويجس النبض عند الرسغ للتأكد من وجوده ، ثم ينفخ الهواء وبارتفاع ضغط الهواء فى الشريط يختفى النبض فجأة ويحدث ذلك عندما يصبح ضغط الهواء فى الشريط كافياً لقفل الشريان العضدى تماماً فلا يستطيع الدم أن يمر إلى أسفل الرسغ . وعند هذه النقطة يقرأ الطبيب فى المقياس مقدار الضغط الانقباضى الذى يتراوح فى الشخص السليم بين 100 مم ، 160 مم من الزئبق حسب سنه ، بعد ذلك يفتح الطبيب المحبس المتصل بالجهاز والشريط قليلاً ليخرج الهواء من الشريط ببطء شديد ، وأثناء تفريغ ضغط الهواء فى الشريط يسمع أول أعلى نبضة لنبض الدم الناتج عن سريان الدم فى الذراع الذى يتوالى ثم يسجل عندها المقياس مقدار الضغط الانبساطى الذى يتراوح بين 60 مم ، 100 مم زئبق حسب سنه ، ثم يسمع أقل نبضة الذى يمثل فى الضغط الانقباضى .

ويكتب ضغط الدم عادة على هيئة كسر اعتيادى 120/80 (أقل من هذا يعتبر ضغط منخفض وأكثر من ذلك يعتبر ضغط مرتفع) يدل بسطه على مقدار الضغط الانقباضى Systolic pressure ويدل مقامه على مقدار الضغط الانبساطى Diastolic pressure والفرق بين ضغط الدم الانبساطى وضغط الدم الانقباضى هو الضغط الذى يدل على النسبة الموجودة بين قوة عضلة القلب وضغطها ومرونة الشرايين وعدم مرونتها .

** ما هى العوامل المختلفة التى تؤثر على ضغط الدم ؟

يلاحظ فى سن العشرين وما بعدها أن الضغط عند النساء يكون أقل منه عند الذكور ، ولا يحدث عند النساء ارتفاع فى الضغط العادى أثناء الحمل ، وقد يزيد الضغط أثناء مجهود الولادة وفى الأيام الأولى التى تسبق نزول الحيض قد تحدث زيادة طفيفة عابرة ، وتكون هذه الزيادة واضحة مهما اقتربت السيدة من سن اليأس .

يتغير ضغط الدم فى الشخص السليم تبعاً للمجهودات العضلية إذ قد يرتفع 20 مم أو 50 مم أكثر من معدله الطبيعى ولكن لا يلبث أن يعود إلى حالته الطبيعية بعد فترة من الراحة مناسبة للمجهودات التى قام بها الشخص .كما أن الانفعالات العصبية والنفسية تزيد من الضغط عن معدله زيادة وقتية تزول عند زوال هذه الانفعالات .

أما الضغط المرتفع فهو نتيجة لأمراض عضوية خصوصاً أمراض الكلى وأمراض الشرايين (تصلبها) أو اضطراب الغدد الصماء . ومن المعروف أن البدانة الزائدة من الأسباب التى تساعد على ارتفاع ضغط الدم .

توجد حالات أخرى يكون فيها ضغط الدم منخفضاً عن معدله الطبيعى أقل من 120/80 ولا يعرف سبب واضح فى حالات كثيرة لهذا الانخفاض ولكن قد ينتج عن بعض الأمراض منها الاسهال ، والنزف الدموى وفقر الدم .

- ويلاحظ بمن يكون ضغطه منخفضاً يحل به التعب سريعاً نتيجة المجهودات العضلية والفكرية والهضمية .

عدد القراءات : 29655
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات