احدث الاخبار

فشل الانتفاضة أم فشل القيادة

فشل الانتفاضة أم فشل القيادة
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 03-10-2010

سأتوجه بسؤال إلى كل القيادات السياسية الفلسطينية الراهنة: أين كنتم قبل اندلاع انتفاضة الأقصى؟ وهل كنتم جزءاً من القرار السياسي الفلسطيني، وكانت لكم مسميات وظيفية سياسية أم لا؟ وماذا يعني قولكم: كانت انتفاضة الأقصى فاشلة، وأفشل عمل يقوم فيه الشعب الفلسطيني؟ وهل هذا الرأي يقف عند حدود انتفاضة الأقصى، أم يتجاوزها إلى مجمل العمل العسكري والسياسي الفلسطيني منذ انطلاقة الثورة وحتى انتفاضة الأقصى؟

يقول بعضكم: كان القرار بيد الرئيس أبي عمار، وما كنا نجرؤ على تغيير ما في رأس الرجل، أو ثنيه عما كان يفكر فيه لوحده!. فإن صح ذلك، فأنتم المسئولون عن تسليم مصير شعب وقضية أمة إلى فرد واحد أحد، وقد اكتفيتم بدور المتفرج، أو شاهد الزور، وصفقتم لقرار الرئيس أبي عمار في حينه، ووصفتموه بالحكيم! فكيف يصلح لقيادة شعب من ارتعد أمام أبي عمار وارتعبت مفاصلة عن قول رأيه في انتفاضة الأقصى في حينه، ليطلق لحنجرته العنان بعد عشر سنوات، ناقداً وشامتاً ومتشفياً بمسيرة الرجل!.

 للمسئول السياسي الفلسطيني الذي يقول علناً أو سراً: لقد فشلت انتفاضة الأقصى، ولم تحقق أهدافها، وضاع الدم، وذاب الجرح، وتبخر العرق دون فائدة، لهذا المسئول تقول أبسط قواعد السياسة: انصرف، واغرب عن ظهرانينا، فأنت فاشل، لم تحسن التخطيط، ولم تحسن التدبير، ولم تحسن التصرف، انصرف أنت قائد غير جدير بأن تظل على رأس عملك؟ لأن فشل انتفاضة الأقصى يعني فشل القيادة السياسية، ولا يعني فشل الشعب!

وللمسئولين الذين يبرئون أنفسهم من ماضيهم، ويغمزون من قناة الشهيد أبي عمار، ويحملونه المسئولية، ويتهمونه بالفشل، وخراب بيت الشعب جراء تشجيعه انتفاضة الأقصى، لهؤلاء المسئولين نقول: أنكم ما زلتم تحكمون باسم الرجل، وتتعكزون على تاريخ أبي عمار، وتستظلون بكوفيته، فلا يحق لكم الأكل من صحن أبي عمار والبصق فيه في آن، فإما كانت مسيرة الثورة كلها على خطأ؛ وعليه يجب محاسبة الجميع بما فيه أنتم، وإما كانت على صواب، والذي يحكم على مسيرة الثورة الفلسطينية بالنجاح والفشل هو النتائج التي وصلت إليها القضية الفلسطينية. وهنا لا يصح لكم الانتقاء السياسي.

فهل فشلت انتفاضة الأقصى؟ إن هذا السؤال يحتاج إلى جواب عميق، وشرح طويل، وإلى تحليل دقيق للأحداث، ومحاكمتها في زمانها، وليس في زمان آخر، ودراسة الشخصيات الفلسطينية التي تآمرت على الانتفاضة، والتفت من وراء ظهر الشعب، وأفسدت التوجه لملاقاة الأعداء في ساحة الوغى، وتآمرت على استعداد الشعب للتضحية، وأقرب نموذج على ذلك هو مقاومو كنيسة المهد الذين تم التآمر عليهم، وإبعادهم عن وطنهم حتى يومنا هذا، وأقرب دليل على ذلك هو التغطية على نتائج التحقيق في مجزرة جنين، وكيف تم طي ملفها، وطي ملف قرار الأمم المتحدة المتعلقة بجدار الفصل العنصري؟ .

إن الذي يقول بفشل انتفاضة الأقصى لا يهدف إلى مراجعة المراحل، والتعلم من التجارب بقدر ما يهدف إلى التحذير من المقاومة بشكل عام، والتشنيع على المقاومين، والتشجيع على الاقتراب أكثر من طاولة المفاوضات. ليصير الاشتباك التفاوضي مع الإسرائيليين بديلاً عن الاشتباك الفعلي في ساحات المقاومة.

ألم تنتبهوا إلى المصطلحات الجديد التي تتحدث عن: الاشتباك التفاوضي، والعبوات الناسفة التفاوضية، ومعركة المفاوضات المصيرية، والمقاومة الباسلة على طاولة المفاوضات، ومحاصرة المفاوض الآخر، وكشف خططه التفاوضية، وفضحه أمام الرأي العام العالي!

وبغض النظر عما يجري على الأرض من توسع استيطاني!!!

عدد القراءات : 2260
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات