احدث الاخبار

لا قداسةَ لبشرٍ على الأرضِ

لا قداسةَ لبشرٍ على الأرضِ
اخبار السعيدة - بقلم - د. فايز أبو شمالة         التاريخ : 07-10-2010

كتبت مقالاً قبل يومين تحت عنوان: "أخطأنا، ومنكم السماح"، تعقيباً على تصريح عضو اللجنة التنفيذية السيد غسان الشكعة، وقد اعترف الرجل بخطأ القادة السياسيين في صمتهم على الاستيطان. لقد تعمدت في المقال أن أسوق نموذجاً للقائد الذي وقع في الخطأ، وقرر معاقبة نفسه، والاختفاء خجلاً عن أعين الناس، ولكنني وقعت في الخطأ، وبدلاً من ذكر الشخصية التاريخية "ذو نواس" الذي اعتنق اليهودية، وأثار غضب الرومان الذين كانوا يعتنقون المسيحية، فحرضوا حلفائهم الأحباش للهجوم على اليمن، والقضاء على حكمه، كتبت بالخطأ اسم "سيف بن ذي يزن" وهو القائد العربي الذي حارب الأحباش فيما بعد.

 

مصداقية الكلمة قضت أن اعترف بالخطأ، بل وأصحح للقارئ المعلومة، وأوافق رأي منتقدي الدكتور ناصر جربوع، الذي كتب أن "سيف بن ذي يزن" ليس يهودياً، ولكنني لا أوافقه الرأي في اعتراضه على المشابهة، وأخالف غيره من الكتاب الذين يلبسون قفاز الحرير عند ملامسة أخطاء القادة في رام الله، ويتحدثون عنهم وكأنهم ملائكة نزلوا علينا من السماء، وساقهم الله لنصرتنا، ورفع شأننا، وكأنهم مقطوعو الوصف، وما جاد الزمان على فلسطين بمثلهم، وما أنجبتهم بلاد العرب، لهؤلاء الكتاب أقول:

 

 القادة، أو الزعماء، أو المسئولين، أو أصحاب القرار، هم بشرٌ مثلنا، لا تمايز لهم، ولا امتياز لهم علينا، وكل من سعى إلى رفع شأنهم خفّض الله من شأنه، وحاصر عقله، وحقّر ذاته، وأهانه، لأن الأصل في المسئول ـ إن كان رئيساً أو وزيراً أو مسئولاً أمنياً ـ الأصل أن يكون خادماً للشعب، ملبياً لرغباته، وليس سيداً وأميراً. من هذا المنطلق؛ فلا كبير، ولا عظيم، ولا صاحب صولجان إلا أرض فلسطين، وكل شخصية سياسية فلسطينية هي عرضة للتشريح، والنقد، والطعن حتى يفيق من غفوة السلطة، ويمشي على قدميه مثل الناس.

 

وأزعم أن واجب أصحاب الفكر أو الرأي أو القلم أن يحدقوا ليل نهار بالمسئولين، وأن يراقبوا سلوكهم، وحديثهم، وسياستهم، وتقلب آرائهم، وأن يصوبوا سهامهم إلى رأس أخطائهم، لا أن يجاملوهم، وأن يتجمّلوا بالألفاظ أمامهم. وهذا أولاً

 

ثانياً: ولما كان قرارنا السياسي الفلسطيني في يد القادة في رام الله، وهم الذين ينطقون باسمنا، ويفرضون رؤيتهم علينا، فإنهم الأحق بالهجوم النقدي، والطعن، والمصارحة، والمحاسبة، وليس القادة في قطاع غزة. وفي هذا أرد على منتقدي مقالاتي، الذين يتهمونني بتركيز الانتقاد على القيادة في رام الله، وإغماض العين عن القيادة في غزة. لأضيف: عندما يصير القادة في غزة هم أصحاب القرار في الساحة الفلسطينية، وهم واجهتنا السياسية أمام العالم، سننقض على ما بدا من أخطائهم السلوكية، وما تاه من مواقفهم السياسية.

عدد القراءات : 2000
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات