احدث الاخبار

من علامات أل... القطة ترضع فأرة!!!

من علامات أل... القطة ترضع فأرة!!!
اخبار السعيدة - بقلم - محمود عبد اللطيف قيسي         التاريخ : 12-10-2010

هي من سخريات السياسة وألاعيبها ، وليست من سخريات الطبيعة أو مقتضيات القدر ومشيئته ، فالقطة بروايتنا ليست إلا سوريا ، والفأرة ليس إلا حركة حماس . فقبل الولوج للمقال ومصوّغاته ، لا بد وبما أنّ الذكرى تنفع المؤمنين من التذكير، أنّ البند 76 من الدستور السوري يعزل كل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين من وظيفته الحكومية ، لأنهم برأي النظام السوري البعثي كما هو رأي أكثر الأنظمة والمجموعات الفكرية والسياسية جماعة هدامة تخطط لقلب النظام وعزله ، وتسعى لمحو الفكر البعثي القومي وشطبه واجتثاثه ، وتهدف للتربع على عرش الساسة والسياسيين بعد شطب الجامعة العربية وأقطابها ، التي يؤمنوا بأنها يجب أن تكون جامعة البنا أو غزة العربية الإسلامية ، أبطالها حكام الأقاليم الإخونجية ، ورئيسها بالطبع ليس المواطن الوطني عمر موسى ، بل أحد مرشديها وليكن إما رئيس حكومة غزة ستان أو مصر ستان أو نفق ستان أو غيره من إخوان ستان .

وعليه فلا بد من الإشارة أنّ النظام السوري لم يتهاون مطلقا مع أي وجود أو بمجرد شبهة لفرد ما ينتمي أو يتعاطف مع جماعة الإخوان ، ويثبته الموقف السوري بلا هوادة من وجود وتحرك الجماعة في حماة وما تمخض عنه من أحداث وإرهاصات ، مقابله موقف الجماعة المبدئي من سوريا الذي يترجمه الموقف الزماني والمكاني لمرشد الجماعة السوري علي صدر الدين البيانوني ، والذي كان يهاجم سوريا الأسد من على فضائيات الجزيرة والإخوان بل رحمة وبل توقف في كل يوم مرتين أو ثلاثة ، وأصبح أثرا بعد عين بقدرة إيران والمرشد الأعلى عاكف ومن بعده البديع المبدع ، فقد كان ضحية للتعاون العجيب الغريب المثمر والمستجد بين الجماعة الدولية وسوريا ، من جهة لمصلحة حماس وليدة الإخوان التي تحمل في حَفّاظها برامج الإخوان وفي مخالبها تجاربهم ، والتي لا يوجد في المنطقة من يجيرها أو يجيرهم أو يأمن جانبها وجانبهم ، ولمصلحة سوريا من جهة أخرى التي باتت معزولة دوليا ولم تجد غير إيران والإخوان لتلوذ بهم للإفلات من الموقف العالمي الجديد المجتر بعد مقتل الحريري ، فالمسكين البيانوني ذبح قربانا على مقصلة علاقات المصلحة بين الإخوان وسوريا ، ولم يعد يستضاف على شاشة الجزيرة الفضائية التي يرأسها ويديرها الإخوان بعد أن كان نجمها يوميا أيام الأزمة السورية اللبنانية ، ودفع بعيدا خاصة أنه حذر دائما من خطورة التقارب السوري وجماعته الدولية مع إيران ، كما جاء بموقف له موثق بالقدس العربي ومن شبكة محيط منتصف شهر تشرين ثاني لعام 2008م ( حذر المرشد العام للإخوان المسلمين في سورية والمقيم في المنفى علي صدر الدين البيانوني من المد الشيعي في البلاد السنية خاصة في سوريا ، معربا عن تخوفه من البرنامج النووي الإيراني ، مطالبا الساسة الإيرانيين بانتزاع هذا الخوف ، مستنكرا وضع حقوق الإنسان العام في سورية ) .

فقد أُخرس صوته وحجبت صورته بعد الاتفاق الكبير والخطير بين سوريا وجماعة الإخوان المسلمين الذي نظمته قطر وإيران وبضغط وطلب من أحمد جبريل وحزب الله ، والذي ارتكز على عدة قضايا مهمة ورئيسية تشغل العالم العربي والإسلامي ( وعلى رأي المثل حكلي بحكلك ) ، فقد وافقت سوريا على مطالب الجماعة باحتضان حركة حماس وتقويتها بهدف وئد الحركة النضالية الفلسطينية مستثنيين منها الفصائل الفلسطينية العشرة الدمشقية المنضوية تحت جناح سوريا ، مقابل إخراج سوريا من مربع حلم الجماعة للسيطرة على الحكم في الأقاليم التي يخططون لاجتياحها بعد تجربة غزة ، وبكف أذى البيانوني وجناحه السوري عنها ، وعلى أن تسعى الجماعة لدى الغرب وفروعها فيه لغض الطرف عن السياسة السورية التي أصبحت بعد التطويع تتلاقى والأهداف الغربية خاصة في العراق ، التي يشارك بإدارته الجديدة جماعة الإخوان إلى جانب الأحزاب الشيعية العراقية والإيرانية ، مقابل تدخل سوريا لدى إيران للقبول بجماعة الإخوان ممثلين للمذهب السني حال سيطرة إيران الإسلامية على المنطقة كما هو مخطط ، مقابل تعهد الجماعة بعدم الوقوف بوجه المد الشيعي الهادف لتشييع أكثرية سكان الوطن العربي ممن سيرفضون النهج السني الإخونجي كما يمكرون .

وكنتيجة منطقية لكل هذه التفاهمات والتكتيكات التي لن تصل إلى درجة الإستراتيجيات أرضعت القطة لبنها الدمشقي للفأرة الإخوانية ، واحتضنتها وما زالت رغم أنها استبدلت أسنانها اللبنية بأنياب جماعة الإخوان العالمية ، وبتشجيع من الأم القطة السورية والخالة الإيرانية والقابلة غير القانونية الإسرائيلية والجد والجدة البريطانية والأنكل سام الغربي ، اجتاحت الفئران أراضي قطاع غزة ناشرة الأذى والمرض والسموم بعد سفكها دماء الشعب الفلسطيني الذي هدر دمه نتيجة تفاهمات ومؤامرات اشترك بها الممثلين اللذين منهم من يدعي الوطنية ومنهم من يدعي القومية ومنهم من يدعي المقاومة ومنهم من يدعي الديمقراطية .

والحبل على الجرار ، فقد شهدت قمة سرت الاستثنائية سجالات ساخنة بين الرئيس الفلسطيني الذي يمثل الشرعية الفلسطينية والقرار الفلسطيني ، وبين من لا يقدموا للقضية غير المثل القائل ( رغيف لا تأكلوا ونصف لا تقسموا وكلوا حتى تشبعوا ) واشتهروا بالانتقال من اسم إلى آخر حسب الحال والأحوال ( من جبهة الصمود والتصدي لحلف الممانعة لقوى المقاومة ) ، كما وشهدت أجواء مشابه تماما لقمة بيروت عام 2002م ، التي وصمت بالعار آنذاك لعدم إفشالها الحصار السياسي والإعلامي السوري اللبناني للشهيد عرفات بمشاركة ومبايعة بعض عربي لقيط ، والذي هدف تحديدا لتقوية حصار شارون له في المقاطعة ولمنعه من إيصال كلمته المسجلة للمؤتمر وللشعوب العربية ، تحت حجة ( أسباب فنية وتقنية خارج السيطرة ) ، وما أشبه الأمس باليوم ففي قمة سرت الاستثنائية التي انفضت قبل أيام دون أن يعلن حلف المقاومة أو يطالب بإعلان الحرب على إسرائيل تحت حجة ( أننا ما زلنا نعد لها ، ونرفض أن تجرنا إسرائيل لحرب مفتوحة لم نستعد لها ) ، فما أن بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن يستعد لإلقاء كلمة فلسطين حتى انقطع البث وتحت نفس الحجة ، ولكن هذه المرة تحت الحصار السوري الليبي والضغط الإيراني والمطلب الحماسي الإخونجي ، مشفوعة بالفرحة الغامرة الإسرائيلية ومن قناة الجزيرة والفضائيات الأخرى المحمومة .

فما الذي يخيف هؤلاء من كلمة الرئيس الفلسطيني ، الجواب هو ما حدث من سجال ونقاش ومناكفات داخل أروقة المؤتمر ، للتعتيم على موقف الرئيس الفلسطيني الوطني القومي ، وللإبقاء على مصادرتهم لقرار ولمحاولة بنائهم رأي الشعوب العربية التي يستخفون بها ويضحكون على ذقونها .

ففي مداخلة أولى للرئيس السوري بشار الأسد الذي طالب بإنهاء دور لجنة المتابعة العربية وترحيل دورها للقمة العربية مجتمعة ، والهدف إرباك الموقف الفلسطيني وتركه وحيدا في السياسة والمفاوضات بعد أن ترك وحيدا في الحرب وجبهتها ، وكان موقف الرئيس الفلسطيني الواضح والثابت ( عنما نذهب إلى لجنة المتابعة العربية نقدم لها ما لدينا ، ونسمع منهم ما لديهم ، ليس لنغطي خطايانا وجرائمنا ، فنحن لا نرتكب خطايا ولا جرائم ، فالقضية الفلسطينية قضية قومية ، قضية كل العرب ، لا نطلب غطاء ولا تمويها ، إذا شئتم أن لا تكون القضية الفلسطينية قضية كل العرب ، هذا شأنكم ، نقول أنّ المسارات يجب أن تسير جنبا إلى جنب ، فالجولان ومزارع شبعا غالية كالأرض الفلسطينية ، فإذا توصلتم إلى اتفاق سوري إسرائيلي فهذا سيكون من مصلحتنا ، لن نتلاعب بالمسارات ، القدس تهمكم ، الحدود تهمكم ، الأمن يهمكم ، عندما نعرض مواقفنا على لجنة المتابعة ، نحن نعرضها للتشاور معكم ولحماية مصالح الجميع ، والسبب ليس لطلب غطاء من أحد ، إذا كنتم لا تريدون ذلك فقولوا صراحة لنا ، فلسطين ليست قضيتكم وانفضوا أيديكم ) .

وفي المداخلة الثانية له حول حركة حماس والمصالحة ، حيث أغفل وحاول التمويه عمن يرفض المصالحة ، مع معرفته وقناعته كما كل غيره عدا حماس وإيران ، أنّ القيادة الفلسطينية تعمل بجد على تحقيق المصالحة لتمتين الصف الفلسطيني بوجه الاحتلال وتغولاته ومحاولات تهويده للقدس والمقدسات ، وبوجه الاستيطان وامتداداته ، في حين تصر حماس ومن ورائها إيران على الانقلاب وعلى بقاء التشقق والتفتت في الجدار الفلسطيني لإراحة إسرائيل ولتحقيق طموحات إيران ورغبات وآمال حماس والجماعة ، ففي حين أحترم الرئيس الفلسطيني اتفاق مكة تنصلت منه حماس تحت حجج واهية ، وفي حين أمر القيادة الفلسطينية بتوقيع ورقة المصالحة المصرية رفضت حماس ذلك تحت حجج فنية وتفصيلية ، وفي حين استجاب للنداءات العربية والموقف المصري وأرسل وفده إلى دمشق لتذليل الخلافات حول بعض النقاط ، استشاط الإخوان وحماس وبعض فصائل المعارضة الفلسطينية غضبا وشنوا هجومهم المتسلسل ضد القيادة الفلسطينية ، بدءً ببديع وانتهاء بحماد والزهار والبردويل لإفشال المصالحة تحت أسباب ومطالب أمنية كما هي الحال الإسرائيلية ، في حين كان موقف الرئيس الفلسطيني أمام القمة واضحا وثابتا ( نحن لا ننظر إلى حماس كأعداء ، حماس ارتكبوا انقلابا على الشرعية ، نحن نمد أيدينا لهم ، آخر الحوارات كانت في دمشق ، نحن وقعنا الورقة المصرية ، ما الذي نفعله ، مرشد الإخوان المسلمين يعطل ويخرب ، فنحن وقعنا وهم لم يوقعوا ، والسؤال هو لماذا لم يوقعوا ؟ نحن لا نقول حماس أعداءنا وإسرائيل إخواننا ، من قال هذا ؟؟؟ ) ، أنا قلت أكثر من مرة أمامكم ، حماس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وإسرائيل دولة معتدية علينا وعلى كل العرب .

وفي المداخلة الثالثة له حول حماس والمقاومة ، أغفل وحاول التعتيم عمن منع المقاومة في الجولان وأوقفها في جنوب لبنان وفي غزة !، ومن الذي يقتل ويعتقل المقاومين في غزة ويرميهم بأفظع التهم التي من آخرها العمالة لإسرائيل !، مستفيدين من تجربة هيئة اجتثاث البعث العراقية التي أحد أعضائها من جماعة الإخوان في العراق ، متناسيا أنّ الجولان محتلة ولها الحق بالمقاومة كما فلسطين ، وبأنّ من يرفض المقاومة المقموعة والممنوعة في الجولان المحتل من إسرائيل لا يحق له المزاودة والمناورة على نضال شعب فلسطين المتواصل !، وأثبته موقف الرئيس الفلسطيني الواضح والثابت ( لا أحد يستطيع أن يزايد علينا في المقاومة ، نحن وحماس لا نريد ولا نستطيع المقاومة ، قلت لكم في القمة السابقة ، إن أردتم الحرب تفضلوا إليها ونحن معكم ، ولكن لا نقوى ولا نستطيع الحرب وحدنا ، ولن نقبل أن تستمروا بالحرب بنا وحدنا ) .

والسؤال المحير والصعب ، لماذا رفض الأسد ومن يلتف برأيه المطلب الفلسطيني بدعم المقاومة الفلسطينية والسورية واللبنانية ، مكتفيا بطلبه بدعم الفلسطينية ؟ ، فهل الجولان مباع أو مؤجر أو تخلى عنه ؟ ، وهل جنوب لبنان محرر فلم يعد هناك لا شبعة ولا ضبعة ولا اعتداءات واختراقات ؟ .

ولماذا رُفض الموقف الفلسطيني بعدم العودة للمفاوضات إلا بالإيقاف التام للاستيطان من بلاد وأطراف الممانعة والمقاومة ، بما يعني تطهير فلسطين من المستوطنين ومنع تهويد القدس ، فعل عرفت معناه إسرائيل فرفضته ، وغفل أو حاول طمسه الأعداء المتحابين في بغض فلسطين وقيادتها فرفضوه .

Alqaisi_jothor2000@yahoo.com

عدد القراءات : 2923
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات