احدث الاخبار

رحلت شامخة ....

رحلت شامخة ....
اخبار السعيدة - بقلم - زعفران علي المهنأ         التاريخ : 06-11-2010

في إحدى لقاءاتنا أخذنا النقاش طويلاَعن مسيرة كفاحها وكيف عاصرت التحديات في زمن يصعب وصف وضع المرأة فيه  كنت في شوق جم لأتعلم منها وأستفيد من تجربتها الغنية وفي  ختام لقائنا التي حاولت جاهده حشد همتي  قالت لي مؤكده :

 

"أنا لأبدل أهدافي التي أمنت بها وغرسها والدي رحمة الله عليه في جذور فؤادي ولن أرضى أن تنقلب التحديات التي واجهتها إلى دموع تستدرجني

 

لمحيط الكآبة والعزلة لابد أن نواصل ونعمل ونعمل ونبدل الدمعة بابتسامة فأنا أريد أن أموت وأنا أناضل في سبيل تحقيق أهدافي ولا أحيا مللا ففي داخلي مجاعة للنضال والعمل دون شبع أبد"

 

 فكان لها ما أرادت فغادرتنا وهي في ساحة النضال

 

فكيف هي الحياة بدونك...؟

 

وماذا عن أدمعنا التي سكبناها ليلة البارحة على قارعة النبأ الحزين...؟

 

هل هو الموت ،ورهبة الموت الي يتجاوز الأبواب من غير استئذان ...!!

 

هل أختبئ ضمن مستجدات المؤتمر

 

أم كان على أجندة المواعيد هناك

 

فلا جدول للموت يسبق قدومه

 

ولا وطن نفرمن الموت إليه

 

فالموت يزور كل الأماكن

 

ويدخل كل الأوطان

 

قلوبنا فقط عند كل نبأ للموت تغادر صدورنا كالطير الجريح ويخيل ألينا من هول الصدمة أنها توقفت .

 

فنسرع لفتح الدفاتر على مصراعيها، لنستعرض أمام أعيننا الماضي، فيخنقنا غبار الذكريات ونحن نسترجع صولاتها وجولاتها

 

فملامحها مازلت مطبوعة في ذاكرتنا

 

تفاصيل حياتها، طقوسها، برامجها

 

ونعود ونبكيك يابنة النعمان من جديد فالذكريات توقظ الأحزان

 

لذا لن أسألك كيف خذلك قلبك المفعم بالحيوية وحب كل بنات اليمن...؟ فهي عادت القلوب لاتخذل على مرالأزمان إلا نقياء لذا لفظتِ أنفاسكِ على فراشك شامخة كالوطن ،فلا تحزني فاليوم حتى العظماء يموتون على الفراش فلا أحد يموت واقف

 

واليوم رحلت ولسان حالك يردد بأن العلم هي عماد البيوت لذا كنت تدافعين عن تعليم الفتاة .

 

رحلتِ،فاخبرينا كيف هي الحياة هناك

 

هل التقيت الشرفاء ممن سبقونا...؟

 

هل صافحت روحك روحهم ...؟

 

هل حدثتهم عن أنباء اليمن  ...؟

 

وعن نساء اليمن ...؟

 

هل حدثتهم عن حنان وسمية وفاطمة ...؟

 

هل حدثتهم عن تسرب الفتاة من مراحل التعليم بسبب جهل الإباء ...؟

 

هل حدثتهم عن زواج الصغيرات لطمع الإباء...؟ 

 

ترحلين 

 

 ونحن نبكيك  وأنت تبتسمين فهل طاب لك لقاءه

 

وتغمضين عينيك بهدوء

 

 ويبقى لنا ثوبك الأسود

 

وغطاء رأسك الأسود

 

وحذاءأقتنيتيه بعناية

 

فيخيل ألينا بأن بقاياك تبكيك مع الباكيين

 

وترحلين

 

ونحرم من أن نحيط بك

 

ونحرم من أن نزاحمهم في حمل نعشك

 

فنحن أضعف من أن نودعك كفنك

 

وأجبن من أن ننزلك لحدك

 

وترحلين

 

ولا يبقى لنا خلفك سوى ثوبك الأسود وغطاء رأسك الأسود يشهد بأنك كنتِ من المناضلات

 

وترحلين

 

ونعود أدراجنا فأنباء الموت العظيمة توقظ فينا الهمة لمواصلة المسيرة

 

فاصلة :

 

قبل الموت بلحظات أدركوا أهمية الحياة ، وبعد الموت أدركوا أهميتنا لذا أنا أحتاج فقط للتنفس ليس لأبقى ولكن خوفا على قلب إمراءة مناضلة ستتهاوى منا في طريق التغيير والبناء

 

 

 لروح فقيدة الوطن الأستاذة القديرة / فوزية نعمان

 

عن 26 سبتمبر

 

عدد القراءات : 2986
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات