احدث الاخبار

البزة العسكرية عندما تخلع

البزة العسكرية عندما تخلع
اخبار السعيدة - بقلم - صقر أبو حسن         التاريخ : 17-11-2010

رغم انه يتقدم باتجاهين قد لا يكونا متقاربين, إلى انه استطاع أن يضمن لنفسه مكانا في مقطورة المجتمع المدني, وان يقود إحدى اقوي اذرع قوات الأمن اليمني في ذات الوقت, أمرا يدعوا للاستغراب أولا وبشكل كبير. ذلك هو بالضبط:يحيى محمد صالح.

قد يستند في هذا التقدم إلى انحداره من أسرة الرئيس اليمني على عبد الله صالح , فالرجل هو نجل اكبر أشقاء الرئيس (محمد) المتوفي ,  والذي كان يقود قوات الأمن المركزي التي اقترب من قيادتها ابنه إلا إن خطوة واحدة ينتظرها ليصل إلى  منصب تولاه والدة لسنوات طويلة و"أركان حرب الأمن المركزي"مقعد لا يبتعد كثيرا عن كرسي القائد.

يبتسم, في صوره وهو يلبس بزته العسكرية, كعادة التزم بها منذ بزوغ نجمة كقائد شاب من أسرة الرئيس, ينطلق بسرعة نحو "صناعة التأثير", الى انه يضطر لخلع "بزته العسكرية"مقابل "الكرفتة"في احتفالات تقيمها جمعيته "كنعان لفلسطين"وجاءت التسمية باسم احد أبنائه "كنعان", أو ملتقى يجمع النخب الثقافية اليمنية "الرقي والتقدم"يحتل هو رئاسته,وأيضا يرأس جمعية الصداقة اليمنية اللبنانية, وناد رياضي في العاصمة, وأيضا اتحاد لجمعيات السياحة, يعتبره أنصاره شخصية قومية من الجيل الثاني, يدعم ذلك الرأي :دفاعه المستمر عن مكتسبات الأمة ومشاركته في فعاليات تنظم من اجل القدس أو فلسطين.في المقابل ينظر إلى إي عمل يقوم به "تحسين لصورة فساد السلطة"في نظر معارضيه.

مع ذلك مازال الرجل رقما صعبا, ويمتلك إمكانيات جيدة يدفع بها نحو:التواجد في أوساط مجتمع مدني مازال يغلق على نفسه كثيرا لإيجاد شراكة تفيد الطرفين على المدى البعيد. يلبس النظرات السوداء ويحاط بالعشرات من العسكريين ويرافقه موكب كبير من سيارات ذات المؤسسة العسكرية التي يقودها, لذا ينتشر مرافقوه ما ان يترجل من سيارته نحو قاعة الاحتفال بدون فرق بين نوعيات الاحتفال يتعاملون بطبيعتهم في ثكنات المعسكر مع القادمين.

 لعله الحرص على حياة شاب بدأ يضع قوانين جديدة للعبة "كسب الأنصار", لكنه مع ذلك كله لا يستطيع الاحتفاظ بالأنصار من الطيف المعارض فسرعان ما تتبدد لحظات "تبادل الود"وان كان ودا شخصي لصالح أمور يعتبرها الطرفين:تسيء للأخر بشكل أكثر قرب وتشكك في مصداقيته إمام أصحاب الرأي السياسي.

لقد سحب البساط من نجل الرئيس -احمد- ليكون أهم عنصر شبابي في المؤسسة العسكرية وإسماً قوياً لتولي "مهاماً اكبر", ففي الوقت الذي يكاد ينعزل نجل الرئيس اليمني (احمد)اللحياة العامة المدنية, سوى بظهور خجول في عدد من المناسبات وترأسه ثلاث منظمات مدنية, مفضلاً ان يكون بين جنوده في قيادة الحرس الجمهوري والحرس الخاص بــ(الصباحة)حتى وان بدا مرشحاً بديلاً لخلافة أبية في منصب الرئاسة, يدافع يحيى عن طموحات مدنية ومشاريع تخدم"العرب".

متقاربا في العمر, لكن أشياء كثيرة تفصل بينهما يكون أكثرها : الصحافة. فأحداهم يدعم الكثير من المواقع الإخبارية والصحفيين, والأخر يبتعد عن عدسات الكاميرا بعد تسريب خبر محاولة اغتياله, قدم على اثرها الصحفي للقضاء. وتجمعهما تفاصيل أكثر دقة على ما هي اليوم, خاصة اليوم.  

 

Saqr770@gmail.com *

كاتب وصحفي من ذمار

عدد القراءات : 2998
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات